تحذيرات «الداخلية» لم توقف قطار مسيرات اليوم الرابع

نشر في 07-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 07-12-2012 | 00:01
مرت بسلام في الجهراء وصباح الناصر... واندلعت في الصباحية
واصل مئات الشباب مسيراتهم في عدد من المناطق، رفضاً لمرسوم الصوت الواحد ونتائج الانتخابات.
واصل الشباب المعارضون للتعديلات الاخيرة على قانون الانتخاب مظاهراتهم ومسيراتهم أمس الأول لليوم الرابع على التوالي، بين الكر والفر مع قوات الامن الخاصة، ولم توقفهم تحذيرات وزارة الداخلية بأنها ستتعامل بحزم مع اي مسيرات غير مرخصة داخل المناطق السكنية، حيث نفذوها وفق خطة غير منظمة داخل عدد من المناطق في مختلف انحاء البلاد، وتخللتها احداث ومواقف فوضوية ادت الى حرق مساكن واصابات واعتقالات عشوائية، فضلاً عن تعطل السير داخل تلك المناطق.

ولم تتدخل "الداخلية" بحزم هذه المرة الا في منطقة الصباحية، بينما مرت مسيرات صباح الناصر وعدد من مناطق محافظة الجهراء بسلام، حيث عبر الشباب عن رأيهم من دون اية مواجهات مع رجال الشرطة.

رفض المعارضة

وكان القائمون بهذه المسيرات من فئة الشباب والاحداث، ولم يكن لهم غطاء سياسي، حيث كانوا بعيدين عن اعين نواب المعارضة السابقين الداعين الى عدم التظاهر او تنظيم المسيرات داخل المناطق السكنية بين البيوت، والاكتفاء بالمسيرات الرسمية المنظمة، وذلك لسلامة الشباب والاهالي، وعدم مواجهة قوات الأمن، مما قد يلحق الاذى بالطرفين بالإضافة الى تعرض الأهالي للخطر جراء انتهاكات وزارة الداخلية، مع دعوة الشباب الى المشاركة في "مسيرة كرامة وطن 4" والتي ستنظم غداً بشارع الخليج، فضلا عن تحريم بعض الجماعات الدينية تلك التظاهرات، لاسيما انها بين البيوت.

أحداث

وكانت الصورة الغالبة على المسيرات داخل المناطق السكنية أمس الأول هي الفوضى العارمة، إذ لم تأت منظمة، حيث شارك فيها العشرات من الشباب، اغلبهم من فئة الاحداث، والذين ليس لهم غطاء قانوني للمشاركة في الانتخابات التي عارضها النواب السابقون والقوى السياسية، فيما اقتصرت اعمال وزارة الداخلية، باستثناء منطقة الصباحية، على تدخل محدود واعتقالات من ألحق الضرر بالاملاك العامة والخاصة وتجاوز الحدود بشكل لافت.

الصباحية

لم يكن الوضع هادئاً في منطقة الصباحية، حيث اندلعت النيران في بعض البيوت، وتعرض العديد من الاشخاص لاصابات متفرقة جراء طلق الرصاص المطاطي، كردة فعل لرجال القوات الخاصة الذين اقتحموا المنطقة بعد قيام الشباب بعمل مسيرات داخل المنطقة، هاتفين ورافعين شعارات تعبر عن رفضهم لقانون الانتخابات الجديد، ومطالبين بإسقاط هذا المجلس الذي لا يعبر عن رغبة الشعب.

وبدأت تلك المسيرات في التاسعة مساء الأول، وإذا بقوات الامن الخاصة امامها، ودوريات الشرطة تغلق مداخل ومخارج المنطقة منعا من الاقتراب، فلم يلتفت إليها الشباب، حتى بدأت القوات الخاصة في اعتراض طريقهم بحذف قنابل دخانية وصوتية ومسيلة للدموع، ما تسبب في تفريقهم إلى داخل البيوت ثم عودتهم الى الموقع المعتمد للمسيرة مرة اخرى، وبين كر وفر، لاحق رجال القوات الخاصة الشباب بالمطاعات والرصاصات المطاطية، حيث اعتقلوا عدداً منهم اثناء هروبهم، واحتجزوهم لدى دوريات الشرطة.

إطلاق نار

وظلت المواجهات بين القوات الأمنية والشباب مستمرة، ليرد الشباب على ذلك التدخل بمفرقعات نارية وإلقاء احجار على رجال الشرطة، بالإضافة الى طلق ناري صدر من إحدى المجاميع الشبابية، ومع أنه لم يصب أحداً من الشرطة، فقد زاد تصاعد الأحداث، فضلاً عن محاولة الشباب فك قيود المعتقلين من قبضة الشرطة، والتي انتهت بالفشل.

وتواصلت الأحداث الملتهبة بين الطرفين بعد قيام القوات الخاصة برمي القنابل داخل البيوت، حيث خرج الاهالي في الشارع، الامر الذي حمس الشباب مرة اخرى لزيادة رمي الشرطة ومحاولة ثنيها عما تقوم به من تعريض الأهالي للأضرار حيث نجم عن أفعالها حريق داخل احد البيوت في المنطقة، تمكن بعض الشباب المتظاهرين من السيطرة عليه.

وفي الثانية فجراً، بدأت قوات الأمن تنسحب تدريجيا من المواقع، بعد ان سجلت حصيلة من المعتقلين والمصابين، الامر الذي اعاد الهدوء للمنطقة وترك الفرصة للشباب للقيام بمسيراتهم وتظاهراتهم، والتي انتهت بعد رحيل القوات الخاصة بعشر دقائق.

«صباح الناصر»

أما في منطقة صباح الناصر، فقد نفذ الشباب والأحداث مسيراتهم وتظاهراتهم في دوارهم المعتاد بالمنطقة صباح الناصر، رافعين شعارات تدعو لاسقاط القانون الانتخابي الجديد، وحل المجلس الذي لا يمثل الشعب، بالاضافة الى اشعال البعض مفرقعات في السماء والقيام ببعض الأعمال التخريبية التي طالت اللوحات التي خلفها مرشحو المنطقة بعد انتهاء الانتخابات، فيما اكتفت القوات الامنية بالمتابعة من بعيد، من دون تدخل يذكر، سوى اغلاق بعض المداخل ومحاولة تنظيم السير والحفاظ على انسيابية الحياة في المنطقة.

وكان لافتا حضور العديد من وسائل الإعلام العالمية، لتغطية الحدث الكبير الذي كان متوقعا حدوثه في منطقة صباح الناصر، الا انهم فوجئوا بالانسيابية وعدم حدوث اي امر يذكر، كما حدث في منطقة الصباحية.

«دوار الكرامة» بالجهراء

وفي محافظة الجهراء، انطلقت المسيرة من دوار بين منطقتي النسيم والعيون، أُطلق عليه "دوار الكرامة"، رافعين شعارات وهاتفين بأصواتهم رفضا للقانون الانتخابي الجديد، حيث بدأوا بأعداد لم تتجاوز الخمسين شخصا، ثم ازدادوا شيئا فشيئا، حتى وصلت اعدادهم إلى قرابة 300 شخص، بين شباب وأحداث، متوجهين نحو منطقة الواحة، ثم الى منطقة الاسواق، مخلفين عقبهم فوضى مرورية كبيرة، من دون اي تدخلات من قبل رجال الشرطة، الذين اكتفوا بمتابعة الحدث ومحاولة تنظيم السير، الامر الذي ترك للشباب حريتهم في التعبير وإنهاء مسيرتهم في غضون ساعتين.

وكانت قوات الامن الخاصة تقف عند مخفر الجهراء الشمالي، لكن مدير امن المحافظة اللواء ابراهيم الطراح، طلب منهم عدم التحرك، مبيناً أنه سيحل الموضوع وديا مع الشباب، وبالفعل نجح من دون اية مواجهات بين الطرفين، بالاضافة الى قيام الشباب بالتحاور بكل اريحية مع الشرطة، ومعاونتها في تنظيم السير بعد الانتهاء من المسيرة.

توقف المسيرات وموقف المعارضة

توقفت دعوات الخروج الى المظاهرات والمسيرات داخل المناطق السكنية، بعد ان اوصل الشباب والأحداث رسالتهم الى السلطة برفض ذلك القانون مطالبين إياها بالرجوع فيه، ومكتفين بالمسيرة الرابعة منها غدا تحت شعار «مسيرة كرامة وطن 4» من الثالثة عصرا حتى الخامسة.  وكان نواب المعارضة السابقون، دعوا إلى الخروج في المسيرات الرسمية والمنظمة بشارع الخليج، مع رفض تلك المظاهرات غير المنظمة داخل المناطق السكنية، لما قد تلحقه تلك المسيرات بالمواطنين واهالي المناطق من أذى.

80 معتقلاً و30 جريحاً

بلغت حصيلة المعتقلين منذ اول يوم انطلقت فيه المسيرات نحو 80 شخصا، بين شاب وحدث، حيث تمت احالة الشباب الى المباحث الجنائية، بينما احيل الاحداث الى نيابة الاحداث للتحقيق معهم، اما المصابون، فقد بلغ عددهم نحو 30 شخصا، تم نقل عدد منهم الى مستشفيي الفروانية والعدان.

back to top