سورية: تحذير غربي للأسد من استخدام «الكيماوي»

نشر في 05-12-2012 | 01:02
آخر تحديث 05-12-2012 | 01:02
No Image Caption
• مقتل 140 شخصاً بينهم 9 طلاب ومدرس • الفيصل: إيران ليست جزءاً من الحل في سورية

وجهت الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي أمس أقوى تحذير للرئيس السوري بشار الأسد بشأن استخدام السلاح الكيماوي، وسط تقارير تفيد أن النظام السوري يعد العدة لاستخدام هذا السلاح، لوقف التقدم الميداني الذي تحققه المعارضة كل يوم.
تلقى نظام الرئيس بشار الأسد أمس أقوى تحذير من الدول الغربية وحلف شمال الأطلسي من استخدام السلاح الكيماوي، في حين سقط أمس أكثر من 140 قتيلاً بينهم 8 طلاب قتلوا مع مدرسهم بعد سقوط قذيفة هاون على مدرستهم في ريف دمشق.

وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس قبيل اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الاطلسي في بروكسل، أن استخدام سورية اسلحة كيماوية سيؤدي الى رد فعل "فوري" من الأسرة الدولية.

وتوقع راسموسن أن يستجيب الوزراء لطلب تركيا نشر صواريخ باتريوت قرب حدودها مع سورية لـ"ضمان حماية الشعب والأراضي التركية"، مشيراً الى أن عملية نشر الصواريخ قد تتم خلال بضعة اسابيع.

وجاء تحذير راسموسن بعد ساعات من موقف قوي صدر عن الرئيس الأميركي باراك أوباما، إذ حذر مباشرة الأسد بأن "اللجوء الى اسلحة كيماوية غير مقبول وسيكون غير مقبول بتاتاً. إذا ارتكبتم الخطأ الجسيم باستخدام هذه الاسلحة، فستكون هناك عواقب وستحاسبون عليها".

وأكد مسؤول أميركي مساء أمس الأول أن نظام الأسد يقوم بتجميع المكونات الكيماوية الضرورية لتجهيز الاسلحة الكيماوية بغاز "السارين" على الأرجح.

وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس ان استخدام سورية اسلحتها الكيماوية سيؤدي الى "رد فعل" من الاسرة الدولية. وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فنسان فلورياني: "نجري مشاورات وثيقة مع شركائنا للحؤول دون اي استخدام لهذه الاسلحة إذا ما اراد النظام او آخرون استخدامها".

وكان النظام السوري اكد امس الأول انه لن يستخدم أي اسلحة كيماوية ضد شعبه وذلك ردا على "تحذير قاس" أطلقته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، اعتبرت خلاله أن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية ضد الشعب "خط احمر" بالنسبة لواشنطن.

وأعلن وزير خارجية الأردن ناصر جودة ان "استخدام اسلحة كيماوية سيغير المعطيات"، وأضاف ان "النظام (السوري) يعرف جيدا ان الاسرة الدولية لن تقبل استخدام هذه الاسلحة في سيناريوهات مختلفة ان من قبل النظام ضد شعبه او ضد دول مجاورة، او اذا وقعت هذه الاسلحة بين أياد شريرة".

قتلى

إلى ذلك، اعلنت المنظمات السورية الراصدة للثورة عن مقتل أكثر من 140 شخصا في القصف والمعارك والعمليات العسكرية المتواصلة في كل أنحاء البلاد، خصوصا في العاصمة دمشق وريفها. ومن بين القتلى 9 طلاب ومدرسهم قضوا جراء سقوط قذيفة على مدرسة في شمال شرق سورية في مخيم للنازحين من الجولان السوري المحتل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري، متهما "ارهابيين" بالوقوف وراء الحادث، بينما اتهمت المعارضة قوات النظام بقصف المدرسة.

ويضم المخيم 25 ألف نازح سوري من هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل أجزاء واسعة منها. ويقع على بعد 20 كيلومترا الى الشمال الشرقي من العاصمة السورية.

الفيصل

واستعرض وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض أمس المستجدات على الساحة السورية مع رئيس "الائتلاف الوطني" السوري المعارض الشيخ أحمد معاذ الخطيب، وفقا لمصدر رسمي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الفيصل "رحب" بتشكيل الائتلاف باعتباره "خطوة ايجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد، كما جرى استعراض المستجدات على الساحة السورية وكل الاتصالات والجهود الدولية القائمة في هذا الشأن". وكان الفيصل اعتبر في مؤتمر صحافي سبق اللقاء أن "الانتقال السياسي للسلطة أصبح أكثر حتمية وضرورة للحفاظ على سورية أرضاً وشعباً".

وأوضح الفيصل أن" تشكيل الائتلاف السوري الجديد خطوة إيجابية مهمة تجاه توحيد المعارضة تحت لواء واحد"، مشيرا إلى أننا "نأمل أن نشهد خطوة مماثلة نحو توحيد مواقف ورؤى المجتمع الدولي في تعامله مع الشأن السوري من كل جوانبه السياسية والأمنية والإنسانية". وقال الفيصل إن "المعارضة والائتلاف قادران على إدارة الوضع في سورية ما بعد بشار الأسد... ستحافظ على وحدتها وستعامل شعبها بمساواة". واعتبر أن لا خوف على الأقليات في سورية إذا سقط النظام، مشيراً الى أن "تغير موقف روسيا إزاء سورية سيفتح الطريق لحل الأزمة السورية".

وأعرب عن اعتقاده أن إيران، "لا تشكل جزءا من الحل في سورية... لكننا نأمل أن تكون جزءا من الحل كونها دولة كبيرة ومهمة وموقفها له تأثير".

  (دمشق - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top