بدت مصر أمس على أبواب "حرب شوارع" عشية دعوة القوى المدنية لمليونية "للثورة شعب يحميها"، بينما دعت جماعة "الإخوان المسلمين" لمليونية أخرى قرب جامعة القاهرة، في مشهد يُنذِر بكثير من المخاوف.

Ad

وحاول الرئيس محمد مرسي الخروج من الأزمة بلقاء أعضاء "مجلس القضاء الأعلى" لتخفيف حدة الغضب المتزايد في الشارع، بعد أيام من إصداره إعلاناً دستورياً وصف بالديكتاتوري، حصَّنه وقراراته من الطعن عليها أمام القضاء، الأمر الذي أطلق مارد الثورة إلى عدد من ميادين مصر وعلى رأسها "ميدان التحرير"، الذي قالت القوى السياسية المعتصمة فيه منذ عدة أيام، إنها ترفض الحوار مع الرئيس قبل إلغاء الإعلان.

وفي مشهد جنائزي حزين قد يزيد من وطأة الغضب الشعبي، ودَّع الآلاف في ميدان التحرير، جثمان الضحية جابر صلاح الشهير بـ"جيكا"، الذي تلقى رصاصة في المخ إثر اشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن، في الاحتفال بالذكرى الأولى لشهداء شارع محمد محمود، قرب وزارة الداخلية، في حين ودَّع أهالي مدينة دمنهور التابعة لمحافظة البحيرة ضحية يدعى إسلام مسعود، قالت جماعة "الإخوان المسلمين" إنه ينتمي إليها، وبات يخشى من تطورات مُخيفة تجعل المشهد اليوم دامياً في شوارع القاهرة ومحافظات أخرى.

وبدا الرئيس أمس كأنه يحاول رأب الصدع الاجتماعي، لكنه لم يمنع جماعته "الإخوان المسلمين" من الدعوة إلى تظاهرة كبرى لمناصري قراراته أمام جامعة القاهرة، الأمر الذي ظهَّر انقساماً حاداً يحكم البلاد ويسيطر على قرارات رئيس الجمهورية، ويخلط الأوراق بين مساعيه ومصالح جماعة "الإخوان"، التي كان واحداً من كبار قادتها ذات يوم.

في السياق، حددت محكمة القضاء الإداري يوم الرابع من ديسمبر المقبل للنظر في دعوى تطالب بإلغاء الإعلان الدستوري الجديد، في حين واصل أعضاء التيار الإسلامي الذين يشكلون الأغلبية المطلقة الآن في "الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور" اجتماعاتهم أمس، على الرغم من انسحاب أكثر من 30 في المئة من أعضائها، بعد صدور الإعلان الدستوري.