عندما كانت يمنى شري ملكة برامج المنوعات في تلفزيون المستقبل وعندما كانت تقدم المهرجانات في الكويت والأردن وفي دول عربية أخرى كانت تحمل على الأعناق وتستقطب جمهوراً ضخماً وتشكل حدثاً إعلامياً.

Ad

فجأة اختفت يمنى شري، من ثم خاضت محاولات مستميتة للعودة  إلى  الأضواء فطرقت باب الغناء، إلا أنها فشلت في تقديم نفسها كمغنية، فعادت لتبحث عن موطئ قدم لها في التقديم التلفزوني، وكانت لها محاولات خجولة لكنها لم تستعد معها  توهجها الذي كانت تتمتع به في الماضي.

تنتظر يمنى فرصة لتعود الى الماضي الزاهر، إنما هذه الفرصة تتضاءل يوماً بعد يوم بسبب التقدم في السن، بخاصة أن نوعية البرامج التي كانت تقدمها تليق بفتيات في العشرينيات وليس بمذيعة أصبحت في  أواسط الثلاثينات إذا لم يكن أكثر. ربما ما كان يميز  يمنى أنها ابتكرت حالة إعلامية خاصة ميزتها عن غيرها من المذيعات، إلا أنها لم تستطع الحفاظ عليها، وكان عليها أن تنقل تلك الحالة إلى شاشة أخرى عندما أقيلت من تلفزيون «المستقبل» لأسباب ربما يمنى نفسها لا تعرفها.

رزان مغربي

من شاشة تلفزيون «المستقبل» انطلقت رزان مغربي إلى شاشة حصدت من خلالها شهرة حسدتها كثيرات عليها إذ كانت المذيعة المدللة على شاشة الـ «أم بي سي»، الفضائية الأولى التي تأسست في العالم العربي.

قابلت رزان مشاهير العالم وقدمت مهرجانات محلية وعالمية واتجهت نحو الغناء وتصوير الكليبات والإعلانات، لم تكتفِ بذلك بل غزت مجال  التمثيل في السينما والتلفزيون وأدت أدواراً متنوعة، لكنها لم تكن رزان نفسها  التي جذبت  الجمهور لمتابعتها عندما كانت تقدم برامج تلفزيونية،  وجاءت الضربة القاضية في الفيلم الذي شكل إدانة أخلاقية لها، إذ سحبت منها  قناة «الحياة» المصرية البرنامج الذي كانت على وشك تقديمه. على رغم تأكيد رزان أن بطل الفيلم الذي أطاح بمستقبلها الاعلامي والفني هو زوجها، إلا أنه لم يظهر معها في أي مكان عام أو خاص ولا حتى جمعتهما صورة سوياً.

فجاة استعادت رزان شيئاً من حياتها الإعلامية الضائعة فأنقذتها شاشة «المستقبل» التي أطلقتها من خلال برنامج «طنة وغني»، صحيح أنه ليس على قدر طموحات رزان ولكن كان الأوكسيجين الذي جعلها تتنفس تلفزيونياً  بعدما  صرحت في أكثر من مناسبة  بأن لديها حالة جوع إلى  العمل التلفزيوني.

تعتبر رزان مغربي نفسها صاحبة مدرسة في عالم التقديم، لكن نتساءل:  أين هم تلامذتها أم أنها هي المعلمة وهي الناظرة وهي التلميذة؟

مايا دياب

ثمة ظاهرة جديدة ظهرت على الساحة أخيراً أسماها الفنان المعتزل فضل شاكر بالغيمة السوداء، لكن كثراً اعتبروها ظاهرة ملفتة في مجال التقديم وهي مايا دياب، المراسلة الشابة في قناة «أوربت»، خريجة برنامج استديو الفن.

مايا دياب فعلت كل ما يمكن فعله لتكون نجمة، من جراحات تجميلية وأناقة مفرطة وغريبة ومحاولة لفت الأنظار باي طريقة كانت، فبعدما كانت مراسلة انتقلت إلى عالم الغناء عبر فريق الـ «فور كاتس» من ثم تفردت بالعمل من خلال تقديم برنامج «هيك منغني» على شاشة الـ «أم تي في» اللبنانية،  عدا عن تجربتها في التمثيل في مسلسل «كلام نسوان» وفيلم «أسد واربع قطط»،  واليوم تطرح كليباً مدته سبع دقائق وكلفته 500 ألف دولار، كانت تنوي إطلاقه في حفلة ضخمة يتم خلالها عرض الكليب عبر شاشة ضخمة. من حق مايا أن تقدم نفسها كما تريد ولكن هل ستعمّر هذه الظاهرة طويلا وهل سيكون لها مستقبل زاهر في عالم الفن؟

إشباع

ترى الناقدة  الفنية نجلاء أبو النجا أن الإعلاميات عندما يصلن إلى حالة إشباع من النجومية يبحثن عن مجال آخر يضمن لهن مزيداً من التألق، فيقتحمن مجالا آخر أكثر رحابة وأكثر اهمية، ويتوجهن نحو الغناء والتمثيل بغض النظر عما إذا كن موهوبات أم لا.

وتضيف أن رزان اعتبرت أن إمكاناتها أكبر من التقديم التلفزيوني، وأرادت مايا دياب خوض تجارب التمثيل والغناء والتقديم في آن، وإثبات لنفسها أنها فنانة شاملة قبل أن تثبت للجمهور.

تلفت أبو النجا إلى أن مايا  تعتبر أنها من أكثر الفنانات قرباً من هيفا وهبي وتبذل جهدها لتثبت أنها ظاهرة، فنجحت في تقديم برنامج «هيك منغني» إلا أنها فشلت في نقل هذا النجاح من خلال تقديمها برنامج «ديل أور نو ديل» على قناة «النهار» المصرية، لأنها لم تأخذ في الاعتبار أن العادات والتقاليد اللبنانية تختلف عن المصرية،  إلا أن مشاركتها في ديو غنائي مع الفنان رامي عياش كانت خطوة إيجابية  فتحت فتح الباب واسعاً لها في عالم الغناء. بلا شك أن مايا تدرك ماذا تريد وتعرف أن الطريق الذي تسير عليه يجعلها ظاهرة، كما هي الحال بالنسبة إلى هيفا وهبي .

أما بالنسبة إلى يمنى شري فتعتقد أبو النجا  أنها لم تعد قادرة على مواكبة ما يحصل الآن في الساحة الإعلامية إلا إذا قدمت برنامجاً ذات طبيعة مختلفة وعبر شاشة تحظى بنسبة مشاهدة مرتفعة.