مصر: انفلات ثوري يضع صياغة الدستور على المحك
• أكثر من 100 مصاب في «التحرير» • «الداخلية» لن تسمح باقتحام مبناها • حريق في مقر «الجزيرة»
وضع «الانفلات الثوري» وعمليات الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود، قرب ميدان التحرير، عملية كتابة الدستور المصري على المحك، على وقع تظاهرات حاشدة حاصر خلالها متظاهرون غاضبون مبنى البرلمان، الذي يشهد جلسات الجمعية التأسيسية، التي انفرد بها التيار الإسلامي، بعد انسحاب الليبراليين.
وضع «الانفلات الثوري» وعمليات الكر والفر بين الشرطة والمتظاهرين في شارع محمد محمود، قرب ميدان التحرير، عملية كتابة الدستور المصري على المحك، على وقع تظاهرات حاشدة حاصر خلالها متظاهرون غاضبون مبنى البرلمان، الذي يشهد جلسات الجمعية التأسيسية، التي انفرد بها التيار الإسلامي، بعد انسحاب الليبراليين.
تواصلت أمس الأجواء المشتعلة قرب ميدان التحرير، جراء مصادمات شارع محمد محمود، بين قوات الشرطة والمتظاهرين، على بعد أمتار من مقر البرلمان المصري، حيث تعقد الجمعية التأسيسية لوضع الدستور برئاسة المستشار حسام الغرياني جلساتها.وأعلنت الجمعية، التي لم تفلح المصادمات في لفت أنظار أعضائها، في بيان أمس، استكمالها مناقشة مسودة الدستور، وفقا لجدول الأعمال، رغم ما تعرضت له من "حصار وتهديد ومحاولة اقتحام"، من قبل المتظاهرين الغاضبين من غياب القصاص العادل لدماء الشهداء الذين سقطوا العام الماضي.
وتمكنت قوات التأمين الخاصة بالبرلمان المصري من القبض على 3 لدى محاولتهم اقتحام المبنى، بينما تعرض مكتب وزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية محمد محسوب للرشق بالحجارة، ما أسفر عن تهشم زجاج نافذته.وناقشت الجمعية، في ظل غياب ممثلي القوى المدنية والكنيسة والصحافيين والعمال والقضاة، في جلسة مسائية أمس الأول، عددا من المواد الخاصة برعاية المجندين وأسرهم، والحقوق والحريات ومجلس النواب، وتولي مجلس الشورى اختصاصات مجلس النواب في حالة حله باستثناء سحب الثقة من الحكومة أو تعديل الدستور أو توجيه اتهام لها، كما انتقلت المناقشات إلى ترشيح رئيس الجمهورية ومدة ولايته، والجنسية التي يحملها ودوره واختصاصاته بين أجهزة الدولة.تواصل الاشتباكاتوبينما تجاهلت الحكومة برئاسة هشام قنديل، أمس الحديث عن الاحتجاجات واتخاذ قرار برفع الدعم عن "بنزين 95" إلى معدل التكلفة الفعلية، ليزيد سعره ويشعل الأجواء، واصل مئات المتظاهرين رشق قوات الأمن بالحجارة، والهتاف ضد النظام، بينما واصلت قوات الأمن إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق المتظاهرين وإبعادهم من شارع محمد محمود إلى ميدان التحرير، مع استمرار الكر والفر بين الجانبين، بعد سقوط نحو 104 مصابين، وفقاً لبيان وزارة الصحة.وفي أول رد فعل رسمي بعد يومين من الأحداث، قال وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين، في مؤتمر صحافي أمس، إن هناك "تعليمات للضباط وأفراد الشرطة بضبط النفس إلى أقصى درجة"، مشيرا إلى أن الداخلية لن تسمح لأحد باقتحام مبنى الوزارة، قائلا: "هذا مستحيل"، بينما اعترف مساعد وزير الداخلية للأمن العام اللواء أحمد حلمي باستخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.وأصدرت وزارة الداخلية بيانا قالت فيه إنه تم ضبط 118 ممن وصفتهم بـ"مثيري الشغب"، وقررت النيابة حبس 11 متهماً 4 أيام على ذمة التحقيقات، وإخلاء سبيل 13 آخرين وتسليم 9 أحداث لأسرهم.في المقابل، دانت جماعة الإخوان المسلمين الأحداث، معتبرة ما يحدث "محاولة لاستنساخ ما حدث من حرب الشوارع وحرق المؤسسات من قبل الثورة المضادة التي يقودها أتباع فلول النظام السابق لإسقاط دولة الإخوان". حريق «الجزيرة»وبينما سقطت طائرة مقاتلة "ميغ 21" في محافظة أسوان (جنوب مصر) أثناء جولة تدريبية، ما أدى إلى مصرع قائدها، أمر النائب العام بتشكيل فريق تحقيق لمعاينة حريق استديو قناة "الجزيرة مباشر مصر" بقلب التحرير. وأكدت مذيعة "الجزيرة مباشر مصر" ضحى الزهيري، لـ"الجريدة"، أن الحريق لم يكن متعمداً بل كانت المسألة عشوائية، فمن المستحيل أن تكون مقصودة، مضيفة: "عندما حاولت قيادات أمنية، في مقدمتها مدير أمن القاهرة اللواء أسامة الصغير، وقائد قوات الأمن المركزي اللواء شعيب صيام، معاينة مكتب الجزيرة المحترق، قام عدد من المتظاهرين بالاعتداء عليهم.في السياق انتشرت حالة من الانفلات الأمني في مدينة السويس، بعد حصار مئات العاملين بإحدى شركات القطاع العام مقر المحافظة، واقتحامهم مكتب المحافظ، اعتراضاً على سياسات مالية، قالوا إنها "مجحفة".البابا يلتقي الرئيس ويستقبل الطيبفي أول لقاء يجمعهما، استقبل الرئيس محمد مرسي ظهر أمس بمقر رئاسة الجمهورية، وفداً من الكنيسة الأرثوذكسية، على رأسه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.كما استقبل البابا أمس بمقر الكاتدرائية المرقسية الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب على رأس وفد ضم مفتي الديار المصرية علي جمعة، وعدداً من قيادات الأزهر، لتقديم التهنئة للبابا.وبينما اعتبر تواضروس شيخ الأزهر بمنزلة "صديق شخصي" للأقباط، تمنى شيخ الأزهر التوفيق للبابا الجديد في مواجهة التحديات الكبيرة التي تُواجهها مصر في الفترة الأخيرة.