أبدعت حتى في موتك يا سمير!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
والمرحوم بإذن الله الكابتن سمير سعيد صنع هذا المجد لنفسه فاستحقه، فقد كان رياضياً مبدعاً يتفنن في رسم الفرحة على وجوه الجماهير بأدائه القتالي كحارس مرمى للنادي العربي والمنتخب الوطني، وبفضله كانت تحصد الكؤوس وتتحقق الانتصارات الرياضية، كما كانت له قفشات جميلة مع الجمهور حتى من الخصم، تفرض احترامه ومحبته والإعجاب به، وكما كان سمير اللاعب كان سمير الإنسان، فأبدع أيضاً في حياته الشخصية وأنشطته التجارية خصوصاً في مجال المطاعم والحلويات، وكان مفعوله كالسحر في أي مشروع يتبناه من حيث الشهرة والنجاح، ومع هذا لم ينس المرحوم "أبوعلي" الضعفاء من بني جنسه، فكانت أياديه البيضاء سخية في العطاء وعمل الخير والإحسان، بل كان كرمه عجيباً، حيث يردد دائماً أن الإنسان يجب أن يزرع لآخرته قبل دنياه. أما أخلاق المرحوم فيشهد بها الجميع من حيث تواضعه وتواصله مع الجميع، وروح المرح والصدق كانت تلازم حديثه حتى لو كان غاضباً ومنفعلاً.وخلال الفترة الأخيرة ومجتمعنا يشهد تنامي الروح الطائفية كان المرحوم "بوعلي" في غاية الكآبة والحزن والقلق، ولكنه في ذات الوقت كان شديد الحرص على الدعوة إلى تبني الخطاب الوطني وإلى نشر ثقافة التسامح والأخوة، وكان دائماً يشجع خطواتي ومواقفي السياسية المتواضعة في مجلس الأمة، ويدعو إلى التمسك بها وإن تطلب الأمر التضحية بالكرسي والمنصب.وباختصار شديد جسّد سمير سعيد شخصية الشاب الكويتي المثابر والمخلص والمعتمد على نفسه في تحقيق النجاح، والوفي مع الناس والمبدع في كسب محبتهم، فألهب القلوب في الفرح والحزن على حد سواء.فليرحمك الله يا سمير يا قطعة من اسم الكويت، ففراقك دمعة ساكبة على شخصيتك المحبوبة، وعلى شبابك وأنت في عمر الزهور، وعلى وطنيتك التي نحتاجها في مثل هذه الظروف، وليشملك الله بدعوات تلك الحشود الهائلة وليسكنك فسيح جناته، وليلهم أبناءك وأسرتك ومحبيك الصبر وحسن العزاء.