ذكر تقرير نشرته صحيفة ديرتاجسشبيغل الألمانية أن تداعيات أزمة الديون السيادية المتواصلة في اليونان منذ 2008 ألقت بتداعيات شديدة القتامة على حياة مواطني هذا البلد، وجعلت 2.34 مليون إنسان يمثلون ربع تعداد السكان يعيشون تحت مستوى الفقر.

Ad

ونقل تقرير الصحيفة عن دراسة أصدرها البنك المركزي اليوناني القول إن تراجع اقتصاد اليونان بواقع 20 في المئة خلال السنوات الست الأخيرة أدى لفقد 33.3 في المئة من العاملين بالقطاع الخاص لوظائفهم، وأشارت الدراسة إلى أن معدلات البطالة بين اليونانيين بلغت مستوى قياسيا خلال أكتوبر الماضي بوصول أعداد العاطلين الى 50473 شخصا، ما يعادل 1630 عاطلا يوميا بالمتوسط.

وأشارت دراسة المركزي اليوناني إلى أن المعدل العام للبطالة، البالغ حاليا 25.4 في المئة ويصل إلى 58 في المئة بالنسبة لما هم أقل من 24 عاما، مرشح لتصاعد حاد نتيجة عزم حكومة أثينا الاستغناء عن عشرات آلاف الموظفين والعاملين خلال العامين المقبلين رضوخا لمطالب ترويكا المقرضين الدوليين، في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي.

ولفتت "ديرتاجسشبيغل" إلى أن أنظمة الضمان والرعاية الاجتماعية باليونان أصبحت حاليا شبه متلاشية، وأوضحت أن واحدا فقط من بين كل سبعة عاطلين يحصل على مساعدة شهرية تبلغ 360 يورو (466 دولارا) لمدة عام وعليه بعدها مواجهة مصير مجهول.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسافة الانتقال باليونان من مرحلة البطالة إلى الفقر ثم التشرد آخذة في التقلص مع مرور الوقت، مضيفة أن 250 ألف يوناني أصبحوا يتوجهون يوميا للكنائس الأرثوذكسية للحصول منها على وجبة ساخنة لعدم وجود مورد يكفل لهم الحصول على مثل هذه الوجبة.

ضرائب وانتحار

وذكرت "ديرتاجسشبيغل" أن تداعيات الأزمة المالية أضرت أيضا من لديهم عمل مثلما مست العاطلين، وأوردت الصحيفة إحصائية أظهر فيها الجهاز المركزي اليوناني للإحصاء (إيل ستات) أن "رواتب اليونانيين انخفضت في المتوسط خلال السنوات الست الأخيرة بمقدار 22 في المئة، ووصلت إلى 13.6 في المئة خلال الفترة بين الربع الثاني من 2011 والربع الثاني من العام الجاري، ومرشحة لانخفاض يصل إلى 6 في المئة حتى العام 2013".

وأشارت الصحيفة إلى أن انخفاض الرواتب باليونان واكبه ارتفاع الضرائب المختلفة ومنها ضريبة القيمة المضافة التي ارتفعت بنسبة 23 في المئة منذ نهاية عام 2009، وقالت إن ارتفاع أسعار زيت التدفئة أكثر من 30 في المئة بالشتاء الحالي أدى لتوقف أجهزة التدفئة بعدد كبير من المنازل العاجزة عن شراء الزيت.

ونبهت "ديرتاجسشبيغل" إلى أن تفاقم حدة أزمة اليونان طوال السنوات الست الماضية دون انقطاع وتوقع الخبراء عدم حدوث أي تحسن اقتصادي حتى عام 2014 أفقدا اليونانيين الأمل بالمستقبل، وقالت إن هذا الوضع أسهم بوصول عدد حالات ومحاولات الانتحار بين اليونانيين خلال الشهور الأولى من العام الحالي إلى 690 حالة، وهو ما يزيد على عدد هذه الحالات والمحاولات عام 2009 برمته.

(الجزيرة نت)