الحزامي: الحرية الفكرية تشهد تراجعاً
الأعمال الأدبية الشبابية متواضعة جداً
تجول الأديب سليمان الحزامي في حقول منوعة خلال محاضرة «ذكريات أديب»، مستعرضا محطات مهمة في مجالات التربية والمسرح والإذاعة.
تجول الأديب سليمان الحزامي في حقول منوعة خلال محاضرة «ذكريات أديب»، مستعرضا محطات مهمة في مجالات التربية والمسرح والإذاعة.
أكد الأديب سليمان الحزامي تواضع مستوى بعض الأعمال الأدبية الشبابية بسبب استعجالهم في البحث عن الأضواء والشهرة، مبيناً أن الحرية الفكرية تشهد تراجعاً حاليا.وقال الحزامي ضمن أمسية نظمتها رابطة الأدباء الكويتيين في مقرها بمنطقة العديلية، ثمة صعوبة تكتنف حديث الإنسان عن نفسه، لاسيما أن الحديث الإيجابي سيطغى على سرد السلبيات، مشيراً إلى أنه عاش في عصر الثروة – بعد اكتشاف البترول- مستفيداً من الاستقرار المالي في البلاد، آملاً أن يستثمر أبناء الجيل الحالي هذا الثراء المتنوع المالي والتكنولوجي، معتبراً أن النجاح هو تحدي الصعوبات والتفوق عليها وعدم الاستسلام للمغريات.
مرتع الصبا والمراهقةوعن نشأته الأولى، يؤكد الحزامي أنه مولود في منطقة شرق ثم انتقل إلى منطقة المرقاب منخرطاً ضمن مدارسها آنذاك، مستذكراً مشاركته ضمن مسرحية عمر بن الخطاب كممثل، ممتدحاً انفتاح المجتمع في تلك الفترة، مبيناً أن الحرية الفكرية كانت تشهد أفضل حالاتها. وأضاف الحزامي: «عقب هذه المرحلة انتقلت إلى منطقة حولي مرتع الصبا والمراهقة، وفي فترة لاحقة التحقت بمعهد المعلمين لكن لظروف صحية اضطررت الى التوقف عن دراسة اللغة العربية والسفر إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية، وبناءً على ذلك تغيّر مسار تخصصي إذ اتجهت إلى دراسة الموسيقى، ثم التحقت بسلك التدريس في منطقة خيطان، وكان زملائي في الدراسة ياسين رمضان وحسين جاسم، ولم يخفت لديّ حب الاستزادة بالعلم والمعرفة، إذ سافرت إلى بريطانيا في عام 1971 لدراسة اللغة الإنكليزية».وعن دور أسرته في حياته، يرى أن لوالديه دورا كبيرا في تقويم مسار حياته «فهما من كرسا حب القراءة في نفسي، إذ كانت والدتي تحضر لي الكتب والمجالات من مكتبة الرويح بينما والدي وضع مكتبته الخاصة في المنزل رهن شغف القراءة لدي».ويحدد الحزامي بداية الكتابة المسرحية أثناء دراسته في معهد الدراسات المسرحية حينما تتلمذ على يد زكي طليمات وعلي جمعة وطارق عبداللطيف، ممتدحاً أعضاء هيئة التدريس الذين يتمتعون بشهادات عليا في فنون المسرح، مؤكداً أنه مارس الكتابة مستفيداً من كثرة قراءاته في المسرح.وأضاف: «خلال هذه الفترة كنت قد أنجزت مجموعة نصوص، وفي جلساتنا الأدبية التي يحتضنها منزل الأديب إسماعيل الفهد كنت أقرأ أنا وغيري النتاج الأدبي رغبة في الاستفادة من التوجيهات والملاحظات، وقد تكفل إسماعيل الفهد بطباعة نص «مدينة بلا عقول».مدارس مسرحية كما تحدث عن ممارسته أنواعا أخرى من الكتابة المسرحية، مبيناً أنه كتب ضمن مدرسة العبث «القادم» و»امرأة لا تريد أن تموت»، ثم قدم مجموعة نصوص في مجال الكتابة التقليدية منها مسرحية تناولت مسيرة المعتمد بن عباد، مشدداً على أن المعالجة الدرامية تختلف عن رواية التاريخ هادفاً إلى توظيف التاريخ لخدمة الحدث المعاصر، كما قال ان مسرحية «عودة الجبرتي» التي كتبتها في عام 1973 عقب حادثة الصامتة، رفض المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب طباعتها في عام 1992، ثم طبعتها على نفقتي في عام 2001 وقد فازت بجائزة الدولة التشجيعية علما أني غيرت الاسم إلى «بداية النهاية» فقط، متسائلاً عن المحكم الذي رفض طباعة النص في عام 1992 والمحكم الذي رشحه لنيل الجائزة».واستطرد الحزامي متحدثا عن نشاطه الإذاعي الذي استمر 17 عاماً من خلال برنامج «همس القلم»، مشيراً إلى أنه اكتشف أن ثمة كتّابا من فئة الشباب ليس لديهم أي فكرة عن التاريخ الأدبي وتكنيك الكتابة، كما انتقد المستعجلين منهم في البحث عن الأضواء والشهرة، مشدداً على أن ثمة كتابات في السرد والشعر متواضعة جداً بسبب هذه الهرولة نحو الشهرة.ثم فتح باب النقاش، وقد أثارت ذكريات الحزامي تساؤلات العديد من المتداخلين.بدوره، تساءل السفير محمد السداح عن الفارق بين المشهد الثقافي والفني في فترة الستينيات والسبعينيات والحالة الثقافية حاليا، أما الأديب سليمان الشطي فقد ركّز على مرحلة دراسته في بريطانيا، مستفسراً عن النتائج الإيجابية لهذه التجربة الخاصة من حياته.يذكر أن مدير الجلسة الكاتب طلال الرميضي قدّم نبذة عن الضيف، مستعرضاً أبرز محطات حياته الشخصية وفي العمل والإذاعة والمسرح.ردود سريعةاستفدت من رحلتي إلى بريطانيا من خلال التعرف عن قرب إلى أدباء ومفكرين أجانب وعرب، إذ استفدت من تجربة كولن ولسون.إني كنت هاوياً لها فقد أجدت العزف على آلة العود منذ الصغر.حلم الطفولة أن أصبح محامياً.نشر أول قصة في مجلة البيان في عام 1972.الانحسار الثقافي والقصور في النشر طامة كبرى تعانيها المؤسسة التربية بكل عناصرها.شعلة المسرح انطفأت حاليا.