بريطانيا تواجه خيارات صعبة في مجال الطاقة المتجددة
الغاز الطبيعي المسال سيقل عن 50% بحلول عام 2035
قال خبراء في الطاقة إن بريطانيا سوف تواجه صعوبات في مجال الطاقة النظيفة إزاء تحقيق هدفها الرامي إلى توفير 15 في المئة من طاقتها عبر مصادر متجددة خلال السنوات العشر المقبلة.
قال خبراء في الطاقة إن بريطانيا سوف تواجه صعوبات في مجال الطاقة النظيفة إزاء تحقيق هدفها الرامي إلى توفير 15 في المئة من طاقتها عبر مصادر متجددة خلال السنوات العشر المقبلة.
قال تقرير صادر عن شركة بويري الاستشارية للطاقة إن في وسع بريطانيا استخدام احتياطياتها من الغاز الصخري من دون أن تقلق ازاء تلبية أهدافها في خفض انبعاثاتها الكربونية، بشرط أن تستمر الحكومة في دعم الطاقة النظيفة في البلاد بصورة متواصلة.وقد أعرب أنصار البيئة عن قلقهم من أن تحسن انتاج الغاز الصخري في بريطانيا يمكن أن يفضي الى تأثيرات ضارة ازاء خطط البلاد المتعلقة بخفض ابنبعاثات الكربون بنسبة 80 في المئة بحلول سنة 2050.
ويقول ريتشارد سارسفيلد – هول وهو كبير مستشاري شركة بويري والذي أعد التقرير حول تأثير الغاز الصخري على الأهداف البريطانية المتعلقة بالمناخ: «يمكنك تطوير الغاز الصخري مع تحقيق أهدافك المتعلقة بالكربون، ويتمثل الحذر الوحيد في هذا الصدد في قيام الحكومة في تغيير سياستها ازاء آلية دعم مصادر الطاقة المتجددة الذي سوف يعني تعذر تحقيق الأهداف».ويفترض التقرير قيام مشاريع الغاز في لانكشير في شمال انكلترا بإضافة حوالي 20 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً بحلول سنة 2035 أي مايعادل 20 في المئة من طلب بريطانيا السنوي الحالي من الغاز، وذلك استناداً الى تقديرات صدرت عن شركة الغاز الصخري «كودريلا ريسورسز».خفض الانبعاثات الكربونيةوأظهر بحث شركة بويري ان الغاز الصخري يمكن أن يفضي الى خفض أكبر في انبعاثات الكربون في مطلع 2020 مما لو لم يتم تطوير غاز صخري حيث سوف يتم استبدال مزيد من المصانع العاملة بالفحم الحجري بمصانع تعمل بالغاز، والتي تطلق حوالي نصف كمية الكربون. وإضافة الى ذلك سوف يخفض الإنتاج المحلي الأعلى من الغاز حاجة البلاد الى استيراد الغاز الطبيعي المسال الذي يفضي الى انبعاث كمية من الكربون تفوق الأنواع الاخرى من الغاز.وحسب تقديرات بويري فإن اعتماد بريطانيا على مستوردات الغاز الطبيعي المسال سوف يقل عن 50 في المئة بحلول سنة 2035 مقارنة مع 60 في المئة اذا لم يتم استخدام الغاز الصخري.وتشير تقديرات «بويري» الى أن انتاج «كودريلا ريسورسز» من الغاز الصخري قد يؤثر على سوق الغاز في بريطانيا اعتباراً من سنة 2021 فصاعداً عندما يصل مستوى الإنتاج الى حوالي 12 مليار متر مكعب سنويا.وتقول بويري إن أسعار الغاز اعتباراً من 2012 سوف تراوح بين 2 و4 في المئة أقل في حال تقدم عمليات انتاج الغاز الصخري في لانكشير وفقاً للبرنامج المتوقع، وهذا التوفير سوف يماثل 8 مليارات جنيه استرليني في السنة الواحدة.صعوبات الطاقة النظيفةمن جهة اخرى، قال خبراء طاقة إن بريطانيا سوف تواجه صعوبات في مجال الطاقة النظيفة ازاء تحقيق هدفها الرامي الى توفير 15 في المئة من طاقتها عبر مصادر متجددة خلال السنوات العشر المقبلة، كما أن الاتحاد الأوروبي يعمل على جمع معلومات حول توقعات الدول الأعضاء فيه بغية تحديد حجم الجهود اللازمة من أجل تحقيق المعدل المستهدف من خفض انبعاثات الغاز التي قد تفضي الى الاحتباس الحراري.وحسب أوساط الطاقة فإن بريطانيا تستطيع المضي نحو تحقيق أهدافها المتمثلة في خفض يبلغ 15 في المئة من الطاقة عبر مصادر متجددة اذا استمر الاستهلاك عند مستويات منخفضة أو متوسطة وليس كما كان الحال إبان الأزمة الاقتصادية وإلا فإنها سوف تفشل في تحقيق أهدافها المرحلية خلال الأعوام الستة المقبلة. ويشير تقرير صدر عن الاتحاد الأوروبي الى أن معدل الطاقة المتجددة المتوقع استخدامها في بريطانيا خلال العقد المقبل سوف يكون كافياً لتحقيق الأهداف المرحلية في حال هبوط الطلب على الطاقة بصورة شاملة.