«نصوصه تنتهك حرمة البيوت وتعتدي على الدستورية... وحزبنا لن يدخل في تحالفات انتخابية»
أكد رئيس حزب الحركة الوطنية «تحت التأسيس» الفقيه الدستوري إبراهيم درويش، أن الدستور الذي يُستفتى عليه حالياً لا يصلح على الإطلاق، لأنه يتضمن أكثر من 180 مادة ليس لها علاقة بالطبيعة الدستورية، معتبراً أنه يتضمن قنابل ستنفجر في وجوه المصريين. وكشف إبراهيم، في حوار مع «الجريدة» عن أن حزبه، الذي يتزعمه المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، تقدم الأسبوع الماضي بأوراقه إلى لجنة شؤون الأحزاب، مشدداً على أن الحزب لن يدخل في أي تحالفات انتخابية. • بصفتك أحد أبرز فقهاء الدستور في مصر، ما تقييمك للدستور الذي يتم الاستفتاء عليه حالياً؟- هذا الدستور لا يصلح إطلاقاً أن يكون دستوراً، لأنه يتضمن أكثر من 180 مادة لا علاقة لها بالطبيعة الدستورية وموقعها الطبيعي هو القوانين العامة، أما بقية المواد فهي عبارة عن حشو لا قيمة له، فضلاً عن أنه تضمن نصوصاً تتصادم مع بعضها.• برأيك ما أخطر المواد التي يتضمنها؟- الدستور تضمن نصوصاً تهين المرأة المصرية وتغتصب حقوقها، كما يهدر الحقوق والحريات العامة والملكية الخاصة، حيث قرر مصادرة الصحف، وهو ما لم يحدث في تاريخ مصر، بجانب اقتحام الحياة الخاصة، فيما قرره في المادة (39) من أن للبيوت حرمة فيما عدا حالات الخطر والاستغاثة، فالاستغاثة مفهومة ولكن الخطر غير محدَّد، بالإضافة إلى أن جميع مواد الحقوق والحريات العامة تقرر في نهاية نصوصها أنه يتم تنظيم ذلك وفقاً للقانون، فأي قانون يتحدثون عنه، كما أن المادة 64 ذكرت أنه لا يجوز فرض أي عمل جبراً إلا بمقتضى القانون، ومعنى ذلك إمكانية العودة إلى السخرة بالقانون.ومن أخطر ما تضمنه الدستور أيضاً الاعتداء على المحكمة الدستورية العليا، بتخفيض عدد أعضائها، وكذلك إقراره العزل السياسي، وهو ما لم تعرفه الدساتير المصرية ولا أي دستور في العالم، فالدستور الحالي يتضمن قنابل ستنفجر في وجوه المصريين. • لكن بعض أساتذة القانون الدستوري يمتدح هذا النص ويصفه بأعظم الدساتير في العالم؟- هناك فارق كبير بين أستاذ القانون وصانع الدستور، فليس كل أستاذ في القانون يستطيع أن يصنع دستوراً جيداً.• في حالة إقرار الدستور الحالي، كيف ستتعاملون في حزب الحركة الوطنية مع هذا الوضع؟- الدستور باطل ونحن لا نعترف به ولا نعترف بنتيجة المرحلة الأولى من الاستفتاء، التي شهدت فوق ذلك، العديد من التجاوزات والانتهاكات الفاضحة، وهذا الدستور لا يمثل مختلف طوائف الشعب المصري، فهو دستور جماعة "الإخوان"، ونحن نحمّلهم مسؤولية تراجع قيمة الدولة وانهيارها، والدستور يحميه الشعب وليس فصيلاً معيناً، ومن ثم فإن الشعب إذا أراد إسقاطه فسوف يُسقطه.• ما الهدف من إنشاء الحزب في ظل وجود عدد كبير من الأحزاب على الساحة؟- حزب الحركة الوطنية المصرية هو حزب سياسي واجتماعي واقتصادي ببرنامج محدد، قوامه تحقيق التنمية الشاملة في المجتمع بالدرجة الأولى، لأن هذا هو الطريق الوحيد لرفعة المجتمع ولتحقيق النمو الاقتصادي، ومن ثم تحقيق العدل والتكافل الاجتماعي وتكافؤ الفرص والمساواة، والحزب سيعمل من خلال الشارع السياسي بدءاً من القرى والنجوع وانتهاءً بالمدن عبر برنامج تم وضعه بدقة متناهية.• متى تقدم الحزب بأوراقه إلى لجنة شؤون الأحزاب؟ وكم عدد التوكيلات التي جمعها؟- الحزب تقدم بأوراقه إلى لجنة شؤون الأحزاب الأسبوع الماضي، وجمع الحزب 7 آلاف توكيل من مختلف محافظات الجمهورية.• هل يمكن أن يدخل الحزب في تحالفات مع أحزاب أخرى، خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة؟ - الحزب لن يدخل في أي تحالفات أو مقايضات أو مساومات، لأنه حزب عظيم ببرنامجه ورجاله من مواطنين ومواطنات يعرفون جيداً قدر هذا الوطن ولا يهدفون إلى السلطة.
دوليات
رئيس «الحركة الوطنية» لـ الجريدة•: الدستور قنبلة ستنفجر في المصريين
22-12-2012