«إرادة أمة»: مستمرون حتى يسقط «الصوت الواحد»

نشر في 12-11-2012 | 00:07
آخر تحديث 12-11-2012 | 00:07
• السعدون: من بيده نزع فتيل الأزمة السلطة • العصيمي: الحكومة لا تحتفل بإقرار الدستور بل بانتهاكه
وسط حشد جماهيري، انطلقت فعالية تجمع "إرادة أمة" في ساحة الإرادة أمس، بحضور قياديي الحراك السياسي من مختلف الأقطاب السياسية المعارضة لمرسوم الضرورة المتعلق بإجراء الانتخابات المقبلة وفق نظام الخمس دوائر بصوت واحد، وبحضور أمني كثيف مع مشاركة الطوارئ الطبية. وأكدت المعارضة، في تجمُّعها، رفضها القاطع لمرسوم الضرورة المتعلق بـ "الصوت الواحد"، معتبرة أن هذا المرسوم أبعد ما يكون عن حالة الضرورة العاجلة، في ضوء إمكانية تأجيله لمناقشته داخل مجلس الأمة، إذ أجريت ثلاثة انتخابات وفق القانون القديم من بينها مجلس 2009، الذي تشبت به الحكومة حتى الرمق الأخير من عمره، إلا أن الإرادة الشعبية أسقطته.
وشدد المتحدثون على أن المعارضة لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستكمل مسيرتها حتى إسقاط المرسوم، داعية إلى مقاطعة الانتخابات لعدم إضفاء الشرعية على مجلس أمة جاء وفق مرسوم غُيِّبت فيه إرادة الأمة، كون هذا المجلس المقبل لا يمثل الشعب بل يمثل أقطاباً حكومية خالصة تعزز من خ
بشر النائب السابق خالد السلطان بقرب انتصار إرادة الأمة واسترجاع الحق الدستوري، مؤكداً أن إرادة الشعب الكويتي لن تهزم.

 وقال السلطان، الذي تحدث مرتدياً الوشاح البرتقالي، "بإذن الله ستصبحون عما قريب على انتصار إرادة الأمة واسترجاع الحق الدستوري"، مضيفاً: "أريد التعريج قليلاً على المحرضين، فمنهم مجتهدون، وأقول إن اجتهادهم خطأ، وعليهم الرجوع للشعب ومنهم مع الخيل ياشقره، وأقول لهم الله يهديكم، والبارحة سجلوا في موسوعة غينيس، واليوم نسجل في غينيس قصة القبيضة الذين يجب أن نعيد تعريفهم، فالقبيضة ثلاثة انواع، فهناك قبيض بالتأسيس وآخر بالتجنيس وثالث قبيض مزدوج".

وتابع بأن "القبيضة بالتجنيس عددهم ٢٢، والقبيضة المزدوجون قبضوا مرتين"، متسائلاً "ماذا تتوقعون من المجلس المقبل؟ فسيكون اسوأ من مجلس ٢٠٠٩ ليس للمقاطعة، بل لأنه جاء بالصوت الواحد".

وطالب السلطان بمطالعة من يشتمون في القبائل ويمزقون الوحدة، إذ إنهم أدوات السلطة، مبيناً أن "قانون نبذ الكراهية ضحك على الذقون، إذ تم سب القبائل والعائلات والرموز من شخص لا يساوي فلساً وهو صاحي".

وأكد أن مجلس ٢٠٠٨ كان هو الذي يسير الحكومة لا العكس، وأنه عمل بكل جهد، أما مجلس ٢٠٠٩ فعمل حتى تم اكتشاف القبيضة به، في حين تجلت إرادة الشعب في مجلس ٢٠١٢، ووصل ٣٥ عضوا لديهم مناعة ضد القبض والفساد، وأحد أعمدة الحكم أبلغني أن هذا المجلس مدته أربعة اشهر، وذلك منذ بداية المجلس.

نفق مظلم

وتساءل "من طعن في مجلس ٢٠١٢؟"، مشيرا إلى أنهم "من يردحون وليسوا من أغلبية الشعب الكويتي، ويعملون على تشويه صورتنا، وبعد صدور مرسوم الضرورة بتقليص الاصوات انكشف الأمر بأن القضية ليست قضية تأزيم، وإنما إبطال حق الشعب الكويتي في المشاركة في السلطة، وإذا حدث ذلك فلا عزاء في المجلس المقبل الذي ستكون أغلبيته قبيضة".

ووجه السلطان رسالة الى الأسرة، مؤكدا أن مِنها مَن يقف بصوت عال ضد المرسوم، والقضية ليست قضية انقلاب وإنما محافظة على الأسرة، مبيناً ان هؤلاء يجب رفعهم لانهم يصدقون القول، وليس الآخرين الذين يورطون السلطة.

وأوضح السلطان أن "لدينا أمثلة من عدم الاخذ بآراء الصادقين، فأنظمة مثل مبارك وبن علي وصالح، وهذا الطريق هو الذي سيذهب بالسلطة مثلهم وهذا ما لا نريده، ومن اجل ذلك نقف اليوم، لذا يجب ان يتم أخذ آراء الصادقين من ابناء الاسرة"، مبديا استغرابه سجنهم.

وشدد على ان "المطبلين سيكونون السبب في دخولنا إلى نفق مظلم، وأقول خلوا الصوت العالي لنمنع نظام الحكم من الانزلاق الى الطريق المسدود، لاسيما انني لم اسمع أحدا يتحدث عن الخروج عن نظام الحكم أو تغييره، ويكفي شرفا وقوف الكويتيين بجميع اطيافهم في مواجهة الغزو"، مشيرا الى انه نمى الى علمه أنه ستتم زيادة الميزانية بسبب العطايا والهدايا.

واستغرب السلطان رد قانون المسيء للرسول والصحابة رغم إقراره بالتوافق مع الحكومة، مشيرا الى "أن الاغلبية مدت يدها ولم تؤزم، حاشى لله، وجاءني تقرير الامانة العامة الذي يوضح ان انجازات المجلس في الأشهر الاربعة فاقت إنجازات المجلس الذي استمر عامين ونصف العام، ومن كان يؤزم هم الاقلية، ونحن كنا ننسق بين المستجوب والوزير بهدف تحقيق الانجازات".

وأوصى السلطان "بأن نحافظ على وحدتنا، ونرسم خريطة المواجهة بفطنة وذكاء، وأن نتجنب الصدام، خاصة أنهم يريدون الصدام كما حدث في مسيرة (كرامة وطن) الأولى والثانية"، مؤكدا أن "إرادة الشعب الكويتي لن تهزم".

وزير الداخلية والتشويش

من ناحيته، قال النائب الأسبق المحامي مشاري العصيمي إن "سلاح وزير الداخلية التشويش، وهو سلاح من أسلحة الانظمة القمعية، ومعصي أن يتم التشويش على أهل الكويت الشرفاء"، مضيفا "نحن نتحدث عن ارادة شعب وإرادة امة، ولي رجاء من شايب جدكم ونحن طلاب سلم جئنا للدفاع عن الدستور أن مناشدتنا سلمية بحتة، وأريد ان تكون سلمية بحتة بكل ما تحمله الكلمة من معنى سواء في الافعال او الألفاظ، ومثلما تجمعنا بسلم ننصرف بسلم"، متابعا "رجال الداخلية يجب أن نحييهم فهم أبناؤنا ويجب ان نوزع على كل واحد منهم وردة".

وأبدى العصيمي استغرابه من احتفال الحكومة بخمسين سنة على تطبيق الدستور، "وعرفت السبب انهم لا يحتفلون بإقراره وإنما بانتهاكه"، مشيرا إلى ان "السلطة تنتهك الدستور وتدوس في بطنه منذ خمسين سنة، واقول انه صراع أجيال ونفسنا طويل، وهم يحتفلون الآن بالدستور بسبب سوابق عندما زوروا الانتخابات من خلال الاستعانة بخبراء من مصر، وانتهكوه من خلال تشكيل لجنة لتنقيحه في السبعينيات ثم علقوا العمل به في الثمانينيات".

وأضاف "وانتهكوه أيضا عندما عملوا شيئا اسمه الحوار لعودة مجلس الامة، وعندما أنشأوا المجلس الوطني"، لافتا إلى انه "بعد دخول صدام البلاد وتم طرده اجتمعنا في جدة وتم إرجاع المجلس".

وبين العصيمي أن "إعلام السلطة يركز الآن على سبب الاعتراض على مرسوم الصوت الواحد في ظل صدور العديد من المراسيم، والأخوان احمد السعدون ومشاري العنجري رفضا مرسوم تعديل قانون الانتخابات، وألغينا العديد من المراسيم".

وأضاف العصيمي أن "مجرد المشاركة في هذه الانتخابات ترشيحا وانتخابا يعتبر انتهاكاً للدستور، الأمر ليس مسألة تعديل الدوائر، فالحكومة لاتملك الحق في اصدار مرسوم ضرورة بتعديل قانون الانتخابات، وأقرت مرسوم الرياضة علشان عيالها ينتفعون"، مشيرا الى ان "المقاطعة لم تكن جديدة بالكويت، إذ كانت منذ انتخب المجلس التأسيسي، حيث تم الاتفاق على انتخاب اعضاء المجلس التأسيسي من خلال عشر دوائر وصوتين لكل ناخب، وتم اصدار مرسوم بعشرين دائرة وصوت واحد، فهدد اعضاء المجلس التأسيسي بالمقاطعة، الأمر الذي أدى إلى تراجع الشيخ عبدالله السالم عن قراره بكل كبرياء، فرجع الى الحق لذا فهو في قلوبنا".

وأضاف العصيمي انه "في انتخابات مجلس ١٩٦٧ استقال اخواننا الافاضل بعد تزوير الانتخابات، ونحن نمارس عرفا مشينا عليه"، متابعا "وسنقاطع ونقاطع ونقاطع، وحتى الحكومة تقاطع، فهي قاطعت مجلس الأمة مدة شهرين، وأرى النفق المظلم الذي ندخل به الآن، ورغم ذلك مصرون على اجراء الانتخابات".

وتساءل: "من سيقبل ان يشارك في حكومة جاءت بمثل هذا المجلس، وستظل العملية واقفة الى ان يستجاب لإرادة الشعب"، مستدركا بالقول: "فإرادة الناس فوق اي إرادة اخرى، وهدفنا ايصال صرخة مدوية ضد الفساد، وحماية الدستور، ويجب ان نقف ونطالب بحماية الدستور والمكتسبات الدستورية، ولن يضحكوا علينا ببعض الهدايا، فسندافع عن الدستور ومكتسباتنا الدستورية".

 درس وطني

من ناحيته، قال النائب السابق عبدالرحمن العنجري إن "التاريخ اليوم يشهد للأحرار، وأحيي النساء أخوات الرجال، الحاضرات في التجمع، فأنتن علمتن بعض الناس المرجلة".

وأضاف العنجري "لا يسعني إلا ان أشكر الحراك الشبابي، وأشكر من امتنع عن الترشح وقاطع بسبب مرسوم العار والسبة، وأشكر المواطن خالد المشاري الذي سطر درساً وطنياً، وأقول إن التاريخ سيسجل موقفك ودرسهم يا خالد".

وتابع: "نحن في يوم تاريخي فعلاً بعد مرور نصف قرن على العمل بأحكام الدستور، وفي ذلك اليوم بدأت دولة عبدالله السالم الصباح"، مشيرا الى ان "الدولة المدنية تسير بالدستور والقانون، والدستور ليس فقط المادة الرابعة بل ١٨٣ مادة، فإذا ارادوا ان نحترم الرابعة فليحترموا بقية المواد، لاسيما المادة السادسة التي تعتبر بجانب الرابعة العمود الفقري للدستور".

وبيَّن أن "البلد يتجه من سيئ الى أسوأ، وهذه ديرتنا التي نعيش ونموت فيها، وتحدثنا عن المؤامرة التي حبكت بداية بالخطأ الإجرائي وانتهت بالصوت الواحد".

وأضاف: "نحن مقهورون يا قيادة سياسية فلم تحترمونا، وكلنا نخاف على الكويت وحريصون عليها، وإذا لم نكن نحبها مثلكم فنحن نحبها أكثر، والجادة السهلة أن نسلك طريق القبيضة"، متابعاً: "الآن تم الانفراد بالقرار وخططوا لبرلمان عن طريق الصوت الواحد، ولن يضيع حق وراءه مطالب، وإن كانت الأدوات غير متكافئة، فلديهم الداخلية والجيش والحرس الوطني وبعض الصحف المأجورة".

مفترق طرق

بدوره قال النائب السابق احمد السعدون "فوجئت بدعوتي من اللجنة المنظمة للحديث لانني لم اكن ضمن المتحدثين، واعتقد لا يجوز ان اقول كلمة واحدة بعد ما قاله المتحدثون وعبروا عما يدور بداخلنا خاصة خالد السلطان، بأننا امام مفترق طرق وامام واقع، هو صدور المرسوم ومخالفته النصوص الدستورية، وبعد هذا التجمع الطيب وغير المسبوق فإنه آن الأوان للحكومة ان تعيد النظر في هذا المرسوم، لأنه لا يتمنى احد منا ان تستمر هذه الاجتماعات لكنها ستستمر اذا لم يتم التراجع".

وأضاف السعدون "اعتقد ان رسالتنا وصلت الى السلطة، ومطلوب منا في المرحلة المقبلة ان نكمل النجاح، وأحيي مقاطعة الترشح من الـ ٣٥ عضوا لكتلة الأغلبية رغم ما تعرضوا له من اتهامات واشاعات وكذلك من بقية التيارات السياسية"، لافتا الى ان "الـ ٣٥ اجتمعوا على شيء واحد هو حب هذا البلد، ولم يخضعوا للإغراءات التي ما اكثرها".

وتابع ان "المرحلة القادمة هي كيف تنجح المقاطعة كما نجحت في المجلس الوطني، وان نعمل بشكل مستمر دون وقف لنشاطاتنا لتكون نسبة المشاركة متدنية تفقد المجلس القادم شرعيته"، لافتا الى انه "مازال عندي امل وأدعو السلطة والحكومة لاعادة النظر لان الحراك سيستمر، ومن بيده نزع فتيل الأزمة السلطة ومحاولة اسقاط شرعية المجلس المقبل مستمرة"، مشددا على ان مفاجأته بانه من ضمن المتحدثين لم تكن جيدة لانه لم يكن جاهزا، ويجب اخطاره قبلها.

واختتم تجمع "إرادة أمة " وانفض دون وجود مسيرة.

حوارات «الإرادة»... لاحترام إرادة الشعب

شهدت ساحة الإرادة أمس فعاليات عديدة لتجمع "إرادة أمة" الذي دعت إليه قوى المقاطعة من حراكات شبابية وسياسية و"الأغلبية المبطلة"، والتي أكدت ضرورة احترام إرادة الشعب.

وبدأت أولى فعاليات التجمع بحلقة نقاشية تحدث فيها د. عبدالهادي العجمي حول مرحلة الحراك الشعبي التي شهدته الكويت قبل إقرار الدستور، موضحاً أنه "بفضل الحراك الشعبي آنذاك أقدم المغفور له، بإذن الله، عبدالله السالم على خطوة المجلس التأسيسي وإقرار دستور لدولة الكويت".

وبدوره، قال المحامي دويم المويزري إن الحكومة سعت الى دمار الشعب، مضيفا "الله يفشل هذه الحكومة"، معتبرا "ما حدث في احتفالية الدستور أمس الأول فشلا، وأن البلد أصبح مختطفا".

ومن جهته قال المحامي عادل العبدالهادي إن "الحراك يرغم السلطة والحكومة على احترام الدستور، وأمامي الآن 35 عضوا من الخمسين (أعضاء مجلس الأمة) صدّقوا على موضوع غوانتانامو بالاجماع، وإلى الآن مازال أولادنا هناك، والحكومة لم تحرك ساكنا، ولم تزودنا بشيء".

لقطات

بالونات الكرامة

طلب عريف الندوة من جميع الحضور رفع الأعلام البرتقالية للمروحية التي تلوح في سماء الساحة، كما تم اطلاق بالونات برتقالية تعبيرا عن لون الكرامة كردة فعل على «الجراغيات» التي أطلقتها الحكومة امس الأول، وبعد اطلاقها في السماء كادت مروحية «الداخلية» تصطدم بها، مما لقي تصفيقا حارا تحية لمطلقي البالونات.

شيلات وطنية

تخللت الندوة شيلات وطنية رافضة لمرسوم الضرورة بين كل متحدث والآخر، واختتمت الندوة ايضا بعرضات وشيلات وتصفيق ويباب.

وشاح برتقالي

كان المنظمون يضعون أوشحة برتقالية على اكتاف جميع المتحدثين.

حضور نسائي مميز

لم يقل الحضور النسائي عددا عن حضور الرجال، حيث كان الاكثر لفتا للانتباه، لما كنّ يرتدينه من ازياء وأوشحة برتقالية، تعبيرا عن المعارضة.

فرق طوارئ

شاركت الطوارئ الطبية بعشر سيارات اسعاف في موقع تجمع ساحة الإرادة، بالاضافة الى العيادة الطبية لاستقبال الحضور.

لا مسيرة

أنهى منظمو الندوة فعاليتهم بالإعلان عن عدم وجود مسيرة، وعدم التصادم مع رجال الأمن.

مروحية «الداخلية»

لم تتوقف مروحية «الداخلية» عن الطيران فوق ساحة الإرادة، حتى انفض الجميع من الساحة، وكان المتحدثون يشيرون الى انها إحدى ادوات الأنظمة القمعية للتشويش على المعارضة وإرهابهم.

تنظيف الساحة

قام الحضور، من رجال ونساء، بتنظيف الساحة بعد انتهاء الندوة.

الحضور 200 ألف

قدرت اللجنة المنظمة عدد الحضور في ساحة الإرادة بأنه تجاوز الـ٢٠٠ ألف.

السعدون: مفاجأة غير سارة

قال أحمد السعدون إن مفاجأته بأن يكون من ضمن المتحدثين لم تكن جيدة، لأنه لم يكن جاهزاً، وكان يجب إخطاره قبلها.

back to top