ألا ليت البلاد لها قلوب

نشر في 18-08-2012
آخر تحديث 18-08-2012 | 00:01
No Image Caption
 يوسف عوض العازمي كنت أتمنى على كتلة الأغلبية- طبعا التي كانت في المجلس المنحل- أن يكون هناك تنسيق وترتيب في أولوياتها، فأنا أرى أنها تضم خيرة النواب، وأيضا أرى أنها تعمل للكويت وأهلها، ولا يخالجني شك في ذلك، بل أعتقد أنها أفضل مجموعة برلمانية في تاريخ مجلس الأمة.

أتمنى أن يكون هناك ترتيب وتوافق في المواقف وألا يأخذهم الاستعجال والتهور لمطالبات وإن كانت لها وجاهة إلا أن وقتها لم يحن بعد، فليس معقولا أن تتم المطالبة بالإمارة الدستورية والحكومة المنتخبة في ظل هذه الظروف السياسية والاجتماعية التي نعيشها، فالبلد الآن تمزقه حالة طائفية وقبيلة وفئوية قائمة على أرض الواقع، ولا يجهلها المتابع، والوقت غير مناسب أبدا لمثل هذه الأطروحات التي إن لم تضر فلن تنفع بالتأكيد.

وأيضا أعتب على الإخوة الأحباء في تلك الكتلة المباركة عتب محب، وأسألهم: يا إخوان هل هذا الوقت مناسب للخروج إلى ساحة الإرادة؟ يا جماعة نحن نعايش ظروفا إقليمية غاية في الدقة والخطورة، وأي مشكلة صغيرة قد تحدث في ساحة الإرادة من مندس أو عميل خارجي ستؤثر سلبا، وسيكون تأثيرها خطيراً على البلد.

انظروا حولكم واعتبروا مما يحدث حولنا، ففي لبنان لولا لطف الله لحدثت أحداث ربما أخطر من الأحداث التي واكبت مقتل رفيق الحريري، وممن؟ من أحد الوزراء السابقين في لبنان! أي من النخبة!

يا جماعة "ترى محنا ناقصين"، سورية ومجازر يومية أعان الله الشعب السوري الشقيق عليها، والعراق مضطرب، وإيران تبتسم لك بعين وتطمع فيك بالأخرى، وأهل السنّة يقولون يا رافضة! والشيعة يشتكون من النواصب! والحالة طائفية بامتياز للأسف الشديد، بل دائماً تعلو أصوات المتطرفين في الطرفين، وتخفت أصوات المعتدلين العقلاء!

إن الإمارة الدستورية والحكومة الشعبية مطالب لا أختلف معها، لكن الوقت غير مناسب إطلاقا، وأتمنى من تلك الكتلة المباركة أن تتشاور قبل أي تصرف سياسي أو تصريح برلماني، فلا يسعدني إطلاقا أن أقرأ وأسمع تباينا في وجهات النظر بين أعضاء الكتلة، بل يزعجني أن أرى الاختلافات بينهم تملأ الصحف، فليس سرا أن عددا من أعضاء الكتلة ضد التوجه إلى ساحة الإرادة، لأسباب شرعية وأمنية، والكل يعلم أيضا أن عددا غير قليل من أعضاء الكتلة ضد الإمارة الدستورية والحكومة الشعبية، إنما المشكلة أن السياسيين الحقيقيين- أقصد المنتمين إلى التيارات السياسية في الكتلة- هم من يتبنى تلك الأطروحات غير المناسبة.

للأسف يجب على أعضاء الأغلبية أن يكونوا أغلبية فعلا لا قولا ومنظراً، وألا يحرج بعضهم بعضا بمطالبات غير واقعية، وليست مقبولة.

بل أتمنى من بعض أعضاء الكتلة الذين لا يقبلون بالمطالبات الاستفزازية للشعب الكويتي ألا يكونوا مطية لعدد من زملائهم المتسرعين، هدى الله الجميع.

يقول أمير الشعراء أحمد شوقي:

ألا ليت البلاد لها قلوب

كما للناس، تنفطر التياعا

تقبل الله طاعتكم وصيامكم وقيامكم، وأهنئكم بقدوم عيد الفطر المبارك، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، وعساكم من عواده.

back to top