يحضّر الفنان التشكيلي عبدالعزيز آرتي لمعرضه الشخصي الرابع، في "غاليري تلال"، ومن المفترض أن يقام في ديسمبر المقبل، هذا وقد أتت الدعوة من قبل القائمين على المعرض لمشاركته ضمن فعاليات الموسم الحالي، ويشارك الفنان بما يقارب الـ50 لوحة، وفي تصريح خاص بـ"الجريدة" أشار الى أن الأعمال المشاركة هي نتاج فترة ليست بطويلة، فعامل الخبرة وبحسب ما جاء به يحدد قدرة الفنان على إنتاج عدد لا يستهان به من الأعمال في فترة وجيزة.
وتحدث آرتي عن طبيعة الأعمال والتي جاءت بدورها برؤية فنية خاصة، ذات طابع واقعي وتأثيري، بحيث يقدم مجموعة من اللوحات ذات تأثيرات فوتوغرافية، دون معالجة أو تأثير، تجسد الأسواق الكويتية القديمة، والأحياء التراثية، والقوارب و"اللنجات" وغيرها من المشاهد المهمة والمألوفة في ذلك الحين.وعما يقدمه من أعمال تراثية، أكد أنه غالباً ما كان يتمنى ان يكون هناك دعم من قبل المتحف الوطني تحديداً لاقتناء هذه اللوحات سواء التي تعود له أو لغيره من الفنانين، كدعم معنوي لإنجازاتهم وتخليداً لها، خصوصاً أن بعض هؤلاء الفنانين المخضرمين لديهم طاقات مهولة تستحق الاهتمام والتقدير، موضحاً أن هذه النوعية من المتاحف تعد وجهة سياحية مهمة للبلد، وعلامة بارزة تعكس حضارته، فكثير من الفنون التراثية بحاجة الى الدعم وحفظها في أماكن تليق بمكانتها الفنية.الفن الواقعيوعن الهجوم الذي يشنه البعض ضد الفنانين الواقعيين والتراثيين، من منطلق المعاصرة والحداثة، أكد آرتي "من الضروري ان يحترم الفن بمختلف أساليبه وتفرعاته، فهناك ظاهرة سيئة تكمن في مهاجمة الأعمال الواقعية والكلاسيكية بشكل خاص، فهو سلوك غير لائق، ومن يقوم به غالباً ليس بفنان حقيقي، خصوصاً ان للفن التشكيلي تخصصات مختلفة وينقسم بدوره لكثير من الأقسام المنوعة".وفي ما يخص تفشي ظاهرة "الفنانين غير الفنانين"، أوضح أن للإعلام دورا مهما في إبراز قدرات الفنانين الموهوبين عن غيرهم، وذلك من خلال طريقة الطرح، والتي غالباً ما تكون خاطئة وليست في محلها، سواء عبر وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة، خصوصاً من قبل من لا يملكون أدنى ثقافة أو خلفية عن الفن التشكيلي، فغالباً ما تضخم أعمال بعض الفنانين ذات المستوى المتوسط ودونه، وتهمش أخرى ذات مستوى عال تعود لفنانين مخضرمين، مشيراً إلى ضرورة إلمام الإعلاميين بما يعرض على الساحة وبالفن التشكيلي تحديداً، فضلاً عن احترام المرحلة العمرية للفنانين المخضرمين وقدراتهم.وفي نهاية حديثه تناول آرتي دور المرسم الحر في دعم الفنانين الشباب وتأهيلهم، موضحاً أن الأنشطة التي يقدمها المرسم هي بالغة بالأهمية، فجميع الفنانين المتواجدين فيه من الرواد إضافة إلى عدد من الشباب الموهوبين والذين اثبتوا وجودهم وقدراتهم على حد سواء، فهو بمثابة دعامة أساسية تبحث عن المبدعين وتدعمهم معنوياً.
توابل - ثقافات
آرتي: من يهاجم الفن الواقعي ليس فناناً حقيقياً
23-10-2012