احتضنت مكتبة آفاق أمسية أدبية بمناسبة ذكرى وفاة الأديب غازي القصيبي، شارك فيها الدكتورة نورية الرومي والشاعر طلال الخضر، وقدمتها نجود الحساوي - من أعضاء مركز دوافع الثقافي.
وفي مستهل الأمسية استعرض الشاعر طلال الخضر محطات مهمة من حياة الشاعر الراحل غازي القصيبي، ثم قرأ قصيدة للشاعر القصيبي كتبها أثناء الغزو العراقي على دولة الكويت وغناها المطرب محمد عبده وهي بعنوان «أقسمت يا كويت» ويقول فيها:«اقسمت يا كويت/ برب هذا البيت/ سترجعين من خنادق الظلام/ لؤلؤة رائعة كروعة السلام/ اقسمت يا كويت، برب هذا البيت/ سترجعين من بنادق الغزاة/ اغنية رائعة كروعة الحياة/ سترجعين من جحافل التتار/ حمامة رائعة، كروعة النهار/ كويت يا كويت.ثم قرأ قصيدة آيات التي كتبها عن الفتاة الفلسطينية آيات الأخرس، ثم قرأ قصيدة يرثي فيها نفسه ومن أجوائها:«خمسٌ وستون... في أجفان أعصارِ/ أما سئمت ارتحالا أيها الساري/ أمـا مـللتَ مـن الأسفارِ.. ما هدأت/ إلا وألـقـتك فـي وعـثاء أسـفار؟/ أمـا تَـعِبتَ من الأعداءِ... مَا برحوا/ يـحـاورونكَ بالكبريتِ والنار/ والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بقِيَتْ/ ســوى ثُمالةِ أيـامٍ... وتذكارِ/ بلى! اكتفيتُ... وأضناني السرى!/ وشكا قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري.متنبي العصربدورها، تؤكد الدكتورة نورية الرومي أهمية نتاج الأديب الراحل غازي القصيبي- متنبي العصر كما تصفه- مشيرة إلى أنه رمز أدبي قدّم معظم الأجناس الأدبية في الشعر والسرد والمقال، وتشيد بدوره إبان الغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، مخصصاً مقاله اليومي في أحد الصحف العربية للكتابة عن الشرعية الكويتية مؤرخاً ليوميات هذه الفترة العصيبة من تاريخ الكويت، كما كان ينظم أسبوعيا قصيدة تتناول الأحداث الجارية آنذاك.وأضافت الرومي: «إن الحديث عن غازي القصيبي هو السهل الممتنع كلما اقتربت منه أدباً وشعراً وسرداً ازددت حيرة ودهشة، برغم أني قدمت دراسة أكاديمية تخصصت في نتاج الأديب غازي القصيبي فإن ثمة أمورا لم أصل إلى مداها وقد استغلقت علي».وتستطرد في الحديث عن نتاجه الأدبي المنوع، مبينة أنها لا تستطيع الفصل بين منجزه في الشعر ونتاجه السردي إذ ترى أنه الكل وأدبه لا يتجزأ، مشيرة إلى جوانب أخرى لم تنل حقها في البحث والدراسة من أدب الراحل القصيبي، فأسلوبه يمزج بين الواقعية والرومانسية، من خلال مناقشة ذلك برؤية مثقف يجيد استثمار إمكاناته.تكوين ثقافيوفي حديث عن منابع التكوين الثقافي للأديب غازي القصيبي، توضح الرومي أنه نشأ ضمن بيئة خليجية منغلقة تركت أثراً كبيراً في حياته ودفعته إلى الانعتاق من أسوار الممنوعات خلال المراحل اللاحقة في حياته، مشددة على أن البعثة الدراسية التي حصل عليها إلى مصر تركت أثرها الثقافي والأدبي، إذ اتجه إلى النثر مكتسباً صفة الأدب الرومانسي السائد آنذاك في مصر، كما سلطت الضوء على عمله الدبلوماسي في السفارة السعودية في لندن وكذلك حصوله على درجة الماجستير من الولايات المتحدة الأميركية وتأثيرهما في نتاجه الثقافي، مشيرة إلى استفادته من البيئات الثلاث البيئة التراثية- السعودية- والبيئة العربية - مصر والبيئة الأجنبية بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية- خلال نتاجه الأدبي.كما تحدثت عن روايته «شقة الحرية» التي تؤرخ لتاريخ الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات من القرن الفائت، وتتضمن جانباً من أدب السيرة الذاتية، كما تجمع في أسلوب كتابتها بين اللغتين السردية والشعرية.كما تحدثت عن الشعر عند غازي القصيبي، مبينة أن عناوين قصائده تنحاز إلى التيار الرومانسي مستعرضة بعض دواوينه الشعرية، وتلفت إلى أن ثمة رغبة ملحة تظهر في نتاجه تسير في اتجاه الانعتاق من الواقع والتخلص من قيود العادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، كما يتلمس المتذوق لقصائده الإقبال على المستقبل والاستفادة من الثقافات المنوعة التي عاصرها أثناء إقامته في الدول الأجنبية.كما قرأت الدكتورة نورية الرومي مجموعة من القصائد للشاعر القصيبي.يذكر أن مركز دوافع تأسس في عام 2011، يؤمن بأهمية القراءة والكتابة والتنمية الذاتية والفكرية ارتقاءً بالمجتمع.
توابل - ثقافات
نورية الرومي: القصيبي تجاوز «الرومانسية» بموهبته وثقافته المتنوعة
17-10-2012