السنيورة: لا حوار قبل رحيل «حكومة الاغتيال»
احتشد عشرات الآلاف من مناصري قوى "14 آذار" في وسط بيروت أمس، للمشاركة في تشييع رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن ومرافقه. وتخلل التشييع إطلاق مواقف قوية ضد حكومة نجيب ميقاتي وانتهى بمواجهات بين القوى الأمنية ومتظاهرين حاولوا اقتحام السراي، مقر رئاسة الحكومة.وألقى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كلمة في الحفل الرسمي الذي سبق التشييع، أهم ما جاء فيها دعوته القضاء إلى "الاستعجال في الإسراع بالقرار الاتهامي في قضية ميشال سماحة، وكذلك في قضية نهر البارد".أما رئيس كتلة "المستقبل" فؤاد السنيورة، فقد دعا ميقاتي إلى الرحيل، مؤكداً أنه "لا حوار قبل سقوط الحكومة". وقال بلهجة عالية النبرة في الحشد: "اخرج يا دولة الرئيس ميقاتي إلى حيث يريدك اللبنانيون (...)، وإلا فأنت متهم بالتغطية على المجرمين والقتلة". وتابع: "اخرج لأن الشعب اللبناني لن يقبل بعد اليوم استمرار حكومة الاغتيال"، مكرراً ثلاث مرات "الآن أنت المسؤول".ولم تمر دقائق على انتهاء كلمة السنيورة، حتى هاجمت مجموعة من حوالي مئتي متظاهر السراي الحكومي على بعد مئات الأمتار من مكان التجمع، وتمكنت من إزالة حاجز الأسلاك الشائكة قبل المدخل الرئيسي للسراي. وقام المتظاهرون بإلقاء الحجارة والقطع الخشبية على عناصر الأمن في المكان، فرد هؤلاء بإطلاق القنابل المسيلة للدموع. كما أطلقوا النار في الهواء وصدوا المهاجمين. وأوقعت المواجهات جرحى بين الطرفين.وعلى الأثر، وجه رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، نداء إلى أنصاره للانسحاب من الشارع. وقال: "أطلب من جميع المناصرين فك أي اعتصام وأي حركة في الشارع والذهاب إلى منازلهم. نحن لسنا طالبي عنف بل سلام". وأضاف: "نريد أن تسقط الحكومة بطريقة سلمية. أطالب كل المناصرين والموجودين في الطرق بالانسحاب". ثم وجه حزبا "الكتائب" و"القوات" نداء مماثلاً.وفي الوقت نفسه، تجدد التوتر في طرابلس شمال لبنان، وحصل تبادل إطلاق نار بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، ما أدى إلى مقتل شخص تردد أنه طفلة وأصيب ثمانية آخرون. كما شهدت عدة مناطق في صيدا وبيروت توتراً أمنياً شديداً، وأفادت تقارير بأن شابين قتلا بالرصاص في بلدة كترمايا خلال محاولة قطع الطريق.وفي حين أعلن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي تعيين العميد عماد عثمان في منصب الحسن، رد مكتب ميقاتي في بيان على خطاب السنيورة دون أن يسميه، حمل فيه "الجهات التي حرضت، بالشعارات والممارسات والمواقف التي أطلقت، مسؤولية محاولة اقتحام السراي الكبير وما نتج عنها من تداعيات، مع ما يعني ذلك من استهداف لمؤسسة مجلس الوزراء وما ترمز إليه وطنياً وسياسياً وشعبياً"، مشيرة إلى أنه "لا يكفي أن تصدر بيانات النفي عن المعرفة المسبقة بالدعوة إلى اقتحام السراي الكبير، ولا ما تلاها من مواقف تبريرية". ومن ناحيته، أصدر مفتي الجمهورية رشيد قباني بياناً رفض فيه إسقاط الحكومة في الشارع، ما دفع عدداً من الشباب المعارضين له إلى التجمع أمام منزله في بيروت.يذكر أن المفتي قباني على خلاف مع تيار المستقبل منذ أيد إسقاط حكومة سعد الحريري. ولم يدع أمس إلى ترؤس صلاة التشييع، فأم المشيعين مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار.
آخر الأخبار
لبنان: تشييع الحسن ينتهي بمحاولة اقتحام مقر الحكومة
22-10-2012