الأغلبية الصامتة: يندق عليه
إن الخطر الحقيقي الذي يواجه الكويت ليس بوجود قوى تتصارع من أجل مصالحها الاستراتيجية، ولكن الخطر الأعظم هو ألا تكون لدى الكويت رؤية واضحة وخاصة في كيفية حماية مصالحها الخاصة، وألا تكون البلاد محصنة أمنياً من الداخل والخارج، وأن تكون تركيبتها السكانية خاضعة لتلاعب المتنفذين.
الخطر الإيراني الذي يحمل في أحشائه التباغض الطائفي المكشوف، ما عدا القليل من المتابعين الموضوعيين، بات تجارة رائجة صعد من خلالها مجاهيل المجاهيل في عالمي الكتابة والسياسة إلى مراتب عليا لم يكونوا يحلمون بربع ربعها قبل مدة قصيرة، ولكنهم بطبيعة الحال صعدوا على خوائهم وجهلهم، فانكشف بعضهم عند المواجهة الأولى مع الناس والميدان الحقيقي للعمل، وبعضهم الآخر ينتظر دوره.في عالم تجارة الخطر الإيراني لا سبيل لفصل الموضوع الطائفي عن الموضوع السياسي لأن الأولى هي التي تكسب جماهيريا وانتخابياً، أما أهل السياسة والتخصص فقد بُحّ صوتهم- ونحن نتفق معهم– وهم يحذرون من مخاطر عديدة تواجه الكويت من ضمنها الخطر الإيراني الذي يمكن النظر إليه من عدة زوايا من أهمها الخطر النووي وسياسة طهران في مناطحة القوى العظمى حتى الوصول إلى حافة الحرب، والتي من المتوقع أن تنشب في المنطقة والكويت هي الدولة الأقرب والأسهل لهذا الصراع.إن الخطر الحقيقي الذي يواجه الكويت ليس بوجود قوى تتصارع من أجل مصالحها الاستراتيجية، ولكن الخطر الأعظم هو ألا تكون لدى الكويت رؤية واضحة وخاصة في كيفية حماية مصالحها الخاصة، وألا تكون البلاد محصنة أمنياً من الداخل والخارج، وأن تكون تركيبتها السكانية خاضعة لتلاعب المتنفذين الذين يجلبون العمالة غير المدربة أو اللائقة صحيا بالآلاف وتركهم "يلقطون" رزقهم مع طيور الصباح. الخطر الحقيقي أن تسلم أسواق الدولة الحيوية التي تخدم أصحاب الدخول المحدودة لهيمنة مراكز قوى جنسيات محددة، فسوق الخضار محتكر، وسوق الغنم محتكر، وسوق السمك محتكر، وسوق الإلكترونيات محتكر، وسوق العملة محتكر والقائمة تطول، وهذا الخطر استفحل إلى مرحلة "احتلال" مناطق كاملة مثل جليب الشيوخ واستيطانها من قبل رؤوس الجريمة المنظمة وأصحاب المهن غير المرخصة.ذلك هو الخطر الذي يستحق أن "يندق" عليه من قبل ساستنا ونخبنا في هذه المرحلة، وهو غياب الدولة عن ممارسة دورها، لأن ذلك الغياب هو بيئة كل المخاطر لا خطر واحد.إنني على يقين أن نواب مجلس الأمة الذين دخلوا هذه الدورة على صهوة الطائفية والقبلية وكل الأمراض العنصرية، لن يلتفتوا إلى فارق الأسعار بين "سحارة" الخيار التي يشتريها المواطن "الغلبان" و"سحارة" الخيار التي تباع للوافد بأبخس الأسعار، ولن يكترثوا بعيادات التوليد وتصليح الأسنان وبيع المتعة الحرام في جمهورية الجليب الآسيوية، لأنهم مشغولون بالخطر الإيراني والملف السوري وملاحقة حكام البحرين في المحاكم الدولية، هم مشغولون مثل حكومتهم بكل شيء إلا الكويت، وهموم المواطن "الغلبان".الفقرة الأخيرة:محاكم التفتيش في مصر تريد معاقبة الفنان عادل إمام بأثر رجعي على أعمال رخصت في حينها... حقاً إنها جنة "المطاوعة".