تقاطع المصالح السورية الإيرانية الإسرائيلية يفجر حرباً جديدة في غزة

نشر في 17-11-2012 | 00:01
آخر تحديث 17-11-2012 | 00:01
ترى جهات سياسية لبنانية مسؤولة أن الأسباب التي أدت بالأمور في قطاع غزة الى الانفجار، مركبة ومتداخلة، تتقاطع فيها المصالح الإسرائيلية والسورية والإيرانية والفلسطينية في آن.

وتتوقف الجهات المذكورة في قراءتها للمؤشرات الإقليمية والدولية للحرب الجديدة عن توقيت اندلاع المواجهات في قطاع غزة بعد أقل من عشرة ايام على قيام النظام السوري بإقفال مكاتب حركة حماس في دمشق ومصادرة ممتلكات قادتها، في انعكاس لتدهور العلاقة بين حماس ونظام الرئيس بشار الأسد على خلفية دعم حماس للثورة السورية امتدادا لتموضع الحركة الجديد إقليميا الى جانب كل من مصر وقطر اللتين تؤيدان الثورة السورية.

وتنطلق القراءة من هذه الواقعة لتشير الى أن تحالف سورية – إيران – الحركات الفلسطينية التي لاتزال تدور في فلك طهران ودمشق، يمكن أن يكون قد ورط حركة حماس خصوصا، والفلسطينيين عموما، والجهات العربية الداعمة للثورة في سورية في مواجهة مع إسرائيل من خلال إعطائها الذرائع التي تتطلع اليها لتوجيه ضربة الى قطاع غزة يحقق من خلالها تحالف سورية إيران جملة من المكاسب ابرزها:

1- توجيه رسالة الى المعنيين عربيا ودوليا بأن الورقة الفلسطينية لم تخرج نهائيا من يد دمشق وطهران، وبأن أي استقرار في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن أن يتم إلا من خلال المرور بتفاهم معين مع كل من النظام في سورية وإيران.

2- إحراج أنظمة الربيع العربي، وفي مقدمها النظام المصري من خلال الحرب الجديدة في غزة بحيث يكون على الرئيس المصري محمد مرسي أن يواجه الرأي العام الإسلامي الذي أوصله والذي يتعاطف مع القضية الفلسطينية ويرفض الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين.

3- تأليب الرأي العام العربي على الأنظمة العربية، لاسيما الخليجية منها، بحيث تصبح محرجة أمام جماهيرها لناحية دعمها للثورة السورية من دون دعم حقيقي وفاعل لغزة والحركات الفلسطينية في مواجهة إسرائيل.

4- تحويل أنظار الرأي العام العربي والدولي من خلال تحويل تركيز الاعلام من الوضع في سورية الى الحرب الإسرائيلية على غزة مما يخفف الضغط عن النظام السوري ويعيد تلميع صورة إيران وحلفائها كرأس الحربة في مواجهة إسرائيل بعدما اهتزت هذه الصورة بفعل التدخلات الإيراينة في أكثر من دولة عربية لهز الاستقرار، وبفعل سياسة حزب الله تجاه الطائفة السنية في لبنان وسورية لاسيما من خلال احتلال بيروت في 7 ابريل 2008 وصولاً الى الانقلاب على حكومة الرئيس سعد الحريري، ودعم النظام السوري بالمقاتلين والأسلحة في مواجهة المعارضين.

5- زعزعة التحالف الإقليمي – الدولي في مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإيران من خلال إحراج كل من قطر ومصر وتركيا خصوصا والدول العربية والخليجية عموما، على خلفية تناقض مواقف هذه الدول الداعمة للفلسطينيين على الأقل في الشكل مع المواقف الأوروبية والأميركية الداعمة لإسرائيل سياسيا وإعلاميا ودبلوماسيا وعسكريا، مع ما يمكن أن تعنيه هذه الزعزعة من خلافات يمكن أن تنعكس على دعم عسكري وسياسي ودبلوماسي ومالي للثورة السورية من خلال الأطر التنظيمية الجديدة لتوحيد المعارضة السورية التي أقرت قبل ايام والتي فتحت الباب أمام اعتراف عربي ودولي واسع بالإطار الجديد كممثل شرعي للشعب السوري تمهيدا لتشكيل حكومة تصبح المحاور باسم الشعب السوري مع المجتمعين العربي والدولي.

وفي رأي الجهات السياسية اللبنانية المسؤولة فإن هذه المصالح السورية – الإيرانية، تقاطعت مع مصلحة الطبقة الحاكمة في إسرائيل عشية الانتخابات العامة المقررة بعد ثلاثة اشهر. فرئيس الحكومة الحالية وشركاؤه وجدوا الحجة التي يبحث عنها القادة الإسرائيليون عادة عشية كل انتخابات من أجل تصوير أنفسهم أبطال حرب والاستفادة من هذه الصورة لتعزيز حظوظهم في الفوز بالانتخابات.

ويبدو ان إسرائيل التي تلقفت الإيعاز السوري الإيراني الى الحركات الفلسطينية التي تخرق من خلالها دمشق وطهران حركة حماس وقطاع غزة من أجل محاولة قلب الطاولة ليس فقط على حركة حماس وإنما على الوضع الفلسطيني برمته، خصوصا في ظل محاولات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس انتزاع اعتراف جديد من الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية.

كما تسعى إسرائيل الى تحقيق "إنجاز عسكري نموذجي" في غزة على أمل النجاح في معالجة قضية الصواريخ التي تهدد بها إيران تل أبيب في حال أقدمت على استهداف منشآتها النووية، وإلى توجيه رسالة الى حزب الله في لبنان عن النموذج الذي يمكن أن تعتمده في حال أقدم الحزب على ما أقدمت عليه المنظمات الفلسيطينية الموالية لإيران وسورية في قطاع غزة.

back to top