يدرك المتابع للأحداث في الساحة السياسية في الكويت بكل سهولة أن هناك حملة مستمرة منذ سنين تستهدف بعض رجالات البلاد ممن كان لهم تاريخ مشرق ومشرف في خدمة الكويت على مدى عقود.

Ad

إنها حملة شرسة ومنظمة يشارك فيها بعض السادة الأفاضل أعضاء مجلس الأمة وبعض الأجهزة الإعلامية بكل أنواعها، ولنا أن نتساءل لماذا هذا التركيز على هذه الشخصيات ومحاولة المساس بتاريخها السياسي المشرف، والمشهود لها بعفة اليد واللسان من أمثال السادة ،عبدالعزيز العدساني، وصالح الفضالة، ومصطفى الشمالي، وخالد الجارالله، وبدر السبيعي، وبدر السعد، وصلاح المضف، وأحمد الكليب، وعلي الفوزان، إضافة إلى بعض سفرائنا ممن أفنوا حياتهم بعيداً عن الوطن، ومروا بظروف غاية في القسوة فلم تنحن لهم هامة؟!

نأتي اليوم ونرى مثل هؤلاء يستدعون إلى لجان تحقيق بطريقة فيها الكثير من الإهانة وإهدار الكرامة وذلك لأهداف ومآرب أخرى بالتاكيد ليس الإصلاح من بينها، ولعل الأيام تكشف لنا عن بعضها.

لا أعتقد أن ما يجري الآن يحظى برضى القيادة السياسية العليا أو رئيس السلطة التشريعية العم الفاضل أحمد السعدون ولا الكثير من أعضاء مجلس الأمة ماعدا من أصبح حبيس قيود فرضت عليه.

ولا ننسى في هذا المجال ما تعرض له رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي من حملة ظالمة، فترجل الفارس وهو في عز عطائه، ويكفيه فخراً الدور المميز الذي قام به في أدق وأصعب الفترات التي مرت بها بلادنا- إذا ما استثنينا فترة الغزو والاحتلال العراقي عام 1990- وذلك في فترة انتقال السلطة بعد وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح، فكان للسيد جاسم الخرافي دور فاعل وحكيم لسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بكل هدوء وسلاسة دون نزول دبابة أو جندي واحد في شوارع الكويت، وحاز سمو الأمير على إجماع ممثلي الأمة بطريقة سلمية ديمقراطية أذهلت العالم ولعلها تمثل درساً للدول والأنظمة من حولنا.

وفي اعتقادي أن هذه الحملة على رجالات الكويت ستستمر إذا لم تواجه بحملة مضادة بالحوار مع أعضاء مجلس الأمة لإبلاغهم برسالة واضحة بأنه ليس من البطولة بمكان التعرض لرجال الكويت وأبنائها، وبناء أمجاد من خلال الطعن والتشهير بهم، فليس من أجل تصفية الحسابات انتخبناكم، وليس من أجل تحقيق المصالح الضيقة، وبالتأكيد ليس من أجل الاصطفاف مع طرف ضد آخر.

وإن كان الهدف محاربة الفساد الإداري والمالي الذي استشرى في البلاد فكل الشعب يشد على أياديكم مؤيداً وداعماً، لكن ليس بالطريقة التي تمارس بها الآن من إهانة واستخفاف بكرامات الناس، بل يجب أن تتم بطريقة تحفظ الكرامة والاحترام للجميع بمسطرة واحدة، لا بشخصانية مقصودة واستبعاد من ينتمي إلى كتل وأطراف معينة.

سؤال بريء...

فرنسا للفرنسيين، ومصر للمصريين، وأميركا للأميركيين، وبالطبع الكويت للكويتيين... إذن لماذا الاعتراض على ذلك؛ هل هناك مفهوم آخر لا نعرفه؟

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.