لحد الآن لم يتقدم أحد ببرنامج عملي ومتطور للإصلاح سواء من المعارضة أو الحكومة، فالحكومة تعترف بالفساد وتعد بالإصلاح ولا تفعل، ويجب الآن كخطوة أولى إيقاف ممولي الفتنة من أبناء الأسرة، وأعتقد أنه لو تم تجميد أموال اثنين منهم من الذين نهبوا أموال البلد وملكوا وسائل الإعلام والتضليل، وحركوا حتى بعض نواب الأغلبية وقبلهم القبيضة فستتم التهدئة من أجل انطلاق عملية الإصلاح.

Ad

إن السكوت عن هؤلاء الممولين يلقي بشكوك حول جدية الحكومة في الإصلاح، وإن ترك هؤلاء يصولون ويجولون ويعبثون في أمن البلد واستقراره يترك الأمل ضعيفا في وقف هذا النزيف والتدهور في البلاد.

لا يكفي أن يعترف النظام بوجود الفساد ثم لا يعمل شيئا من أجل القضاء عليه، فقد ملت الناس الانتظار، وإذا كان النظام جاداً في حماية الكويت واستقرارها فعليه البدء بتنظيف البيت من الداخل والحجر على العاملين على تخريبه وهدمه، وهذه الخطوة يجب أن تسبق الانتخابات القادمة حتى يطمئن الناس وتجري انتخابات عادلة ونزيهة.

وفي المقابل فإن على الوطنيين والمخلصين من أعضاء الأغلبية كشف دور المخربين من بينهم وإيقافهم عند حدهم، فالشعب لا يرى في خرق الدستور وهدم النظام وسيلة للإصلاح، ولينظروا إلى ما حل في سورية وليبيا وغيرهما، وليراقبوا ما يحدث في مصر حين تنكّر الحزب الحاكم لكل من اشترك في الثورة، وتفرّد في الحكم، واستبدل النظام الفردي السابق بنظام فردي جديد مضيعاً أحلام الناس في الحرية والديمقراطية.

عندنا نظام ارتضيناه ومؤسسات دستورية صنعناها، ومن خلالها نستطيع إصلاح النظام ومعالجة الخلل ومحاربة الفساد وبناء دولة حديثة بدون قلاقل وانشقاق وحروب داخلية، ولقد سطر الناس بكل وسيلة سبل التقدم والخلاص، وأي متابع من أعضاء مجلس الأمة والحكومة سيجد رأي الناس وحرصهم على وطنهم واستنكارهم لكل ما يحدث من فتنة وانشقاق وتخريب.

 لقد وضع الناس أيديهم على مواطن الخلل، وكل ما نحتاجه وتحتاجه البلاد هو الإخلاص والنية الصادقة للإصلاح وحفظ البلاد.

إن الانتخابات القادمة بأي شكل قامت ستكون فرصة للناس لاختيار كفاءات أفضل لمجلس الأمة سواء من النواب الحاليين أو غيرهم؛ كفاءات من الرجال والنساء يدركون دورهم التشريعي والرقابي، ويدركون قبل هذا دورهم الرئيسي في عملية الإصلاح ومحاربة الفساد، فإن أحسنا الاختيار ضمنا لبلدنا الاستقرار وتحقيق حلمنا بالإصلاح السلمي والقضاء على الفساد والمفسدين.

لتوقف الحكومة العابثين من جانبها وليذهب الجميع إلى صندوق الانتخاب، ولنختر من يحب الكويت ويعمل على تقدمها ووحدتها.