لا أحب وليد وأخالف مسلم... ولكن!

نشر في 10-11-2012
آخر تحديث 10-11-2012 | 00:01
 علي عبدالعزيز أشكناني هل جميع الوظائف والترقيات في جميع وزارات الدولة خصوصاً "الداخلية" و"الخارجية" تساوي بين المواطنين؟ هل جميع المواطنين سواسية أمام القانون في حال اقتحامهم لاتحاد رياضي أو مبنى حكومي؟ هل أستطيع أنا شخصياً أن آخذ آلاف الأمتار لأرض واقعة على البحر مقابل مبلغ يقارب الـ20 ديناراً سنوياً؟ هل من الممكن في حال سجني أن أدخل أسبوعاً ومن ثم أخرج باستبدال عقوبة ودون حلق رأسي؟! هل أبناء "الأسرة" متحابون متكاتفون يضعون مصلحة الوطن أمامهم ولا يحاربون بعضهم بعضا باستخدام بعض الدمى في مسرح العرائس؟

إن كان جواب أغلب الأسئلة بنعم، فالله لا يغير علينا، وإن كان أغلبها بـ"لا"... فالله يغير علينا، إن الأصوات المناهضة للمسيرات والأصوات المؤيدة لسحب المرسوم لا تشعرني إلا بالاشمئزاز عندما تكون الحجة هي الأموال المدفوعة من قبل الحكومات لنا، وإن لدينا الوظيفة والتعليم المجاني والصحة ومنحة الـ"1000" دينار، ولكن... ما فائدة التعليم المجاني إن كان رديئاً؟ وما فائدة العلاج المجاني إن كان السقف يسقط على المرضى؟ وما فائدة الألف دينار مع ضعف وزارة التجارة في مكافحة ارتفاع الأسعار؟ وما فائدتها إذا كان استاد رياضي يأخذ أكثر من 6 سنوات ولم يفتتح رسميا؟!

نعم، لا أحب د. وليد الطبطبائي في سري، وأخالف كل مواقفه السياسية تقريباً وتغريداته الساذجة التي تدل على مراهقة سياسية، أعلم أنه وغيره من نواب الحراك من المتخاذلين في قضية البحرين لأسباب طائفية، وأؤمن إيماناً تاماً أنه لو أتيح له لألجم كل الأصوات التي تخالفه. وأيضا أخالف مسلم البراك الذي أعتقد أنه معاييره تختلف باختلاف القضية، ولنا في استجواب "شرار" أسوة سيئة، ولا أنسى تمترسه خلف الحصانة بينما كانت تسقط عن الأقلية، بالإضافة إلى اللعب بالحقائق أمام الجماهير، وأؤمن أن الكثير من نواب الحراك كانوا سبباً بحال أو آخر في تفشي العنصرية والطائفية والمحسوبية و"الواسطات" التي ساهمت في هدم النظام الإداري والاجتماعي في هذا البلد... ولكن.

على الرغم من كل هذه الاختلافات، فإنني أدافع عن حقهم في الخروج في ظل الفراغ التشريعي، وفي ظل القاعدة القانونية أن الأصل في الأمور الإباحة، بل أشاركهم نفس الهدف بالمطالبة بالنظام الانتخابي القديم ليس خوفاً من الحاضر على قدر ما هو ضمان للمستقبل، وإني مؤمن أن "الإخوان" ليسوا أقل خطراً ممن "غذّاهم" و"كبرهم" من الحكومات المتعاقبة.

فلقد تغيرت هوية من يضرب "بالمطاعات" على مدى سنين من الشيعة إلى "الليبرال" واليوم شباب الحراك، وبقيت الحكومات هي الطرف الثابت... فهل تكون أنت عزيزي القارئ التالي؟ وهل نتعظ من دوران الدنيا؟!

back to top