من ضروريات إكمال خطة الإقصاء إظهار بعض أشكال الفساد المنتقاة بعناية لتوظيفها في استمرار الحشد المطلوب؛ كون الكثير لا يعجبه الدخول إلى ملعب الطائفية، لذا من السهل استدراجهم عبر بوابة مكافحة الفساد، وبذا تستكمل مقومات اللعبة خصوصاً أن أدوات التعذيب لم تعد مكلفة كما كانت في السابق.

Ad

البعض يتغنى بديمقراطية الماضي وأيام الأبيض والأسود، ويذكر الجانب المشرق منها، مختزلاً كل العيوب ليتمكن من نقد ومحاسبة الحاضر دون رقيب، ليتسنى له رسم المستقبل في الغرف المغلقة وبالطريقة والمقاسات التي تلائمهم دون أن يشعروك بخلاف ذلك.

هذا المستقبل الذي بانت بعض ملامحه هو جزء من مخطط لتغيير الواقع في المنظور القريب وليس البعيد، فالأيام تعيد نفس المشهد مع اختلاف طفيف للأشخاص، ومع ذلك تجد من يدخل القفص من أوسع أبوابه لكن هيهات الخروج إلا بعد قراءة الفاتحة والتأكد من عدم عودته نهائياً إلى الواجهة، وبعد التأكد أيضاً من كره الجمهور له.

الوسائل المستخدمة:

"الغاية تبرر الوسيلة" هكذا هي حال البعض ممن يتحكمون بخطة الإزالة، فيرمون بالأوراق الساذجة نحو الهلاك بعد تصويرهم بصورة الأبطال عبر "ساحة الإرادة" و"التويتر" ليبدأ المشهد الحقيقي الذي يدور في الفلك الطائفي والتفرقة الاجتماعية للفت الأنظار عما هو مخطط له من البداية.

طبعاً ومن ضروريات إكمال خطة الإقصاء إظهار بعض أشكال الفساد المنتقاة بعناية لتوظيفها في استمرار الحشد المطلوب؛ كون الكثير لا يعجبه الدخول إلى ملعب الطائفية، لذا من السهل استدراجهم عبر بوابة مكافحة الفساد، وبذا تستكمل مقومات اللعبة خصوصاً أن أدوات التعذيب لم تعد مكلفة كما كانت في السابق، فتغريدة يطلقها حاقد أو جاهل من حساب مزور أو حقيقي يتبعها "هاشتاق" (#) تكفي لحرق من تريد.

كما قلت البعض يتربص وينتظر الوقت المناسب للانقضاض على الفريسة بعد أن يتأكد تماماً من إنهاكها وعدم قدرتها على المقاومة، أو على الأقل تركها بهذه الحالة لأخذ ما يريد منها دون عناء يذكر أو مقاومة، والأيام القادمة ستثبت قدرتهم على التحكم بزمام الأمور كما سيتواصل مسلسل التنازلات الحكومية الواحد تلو الآخر حتى تصل إلى مرحلة شلها ثم تبدأ مرحلة الإقصاء.

نقاط:

- المشهد السياسي سيكرر نفسه وسيبقي الوضع كما هو، فلا مجال لتغيير الواقع إلا من خلال تطبيق القانون وفرض هيبة الدولة، فالخطر لم يعد بعيداً بعد كسر هيبة القانون ودولة المؤسسات.

- بعض مشايخنا "الله يهديهم" اتجهوا نحو الشهرة الزائفة وتركوا عملهم الإرشادي بتوجيه الشباب وحثهم على التسامي والخلق الحسن فصاروا معول هدم، أذكرهم ونفسي بقوله تعالى لنبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ". (آل عمران: 159).

ودمتم سالمين.