استيقظ باكراً من نومك يومياً، ولو بنصف ساعة فقط، وحينها ستجد أنك قد أضفت ساعتين ونصف ساعة لأسبوعك، أي 130 ساعة في العام الواحد، وتخيل كيف ستستفيد من هذا الوقت المضاف لإنجاز أهدافك وأولوياتك.

Ad

يروى أن برنارد بنسون الكاتب الإنكليزي المعروف، مؤلف كتاب "السلام" قد قال مرة "ليتني أقف عند ناصية شارع مزدحم، وبيدي قبعة أتوسل الناس أن يلقوا بها أوقات فراغهم التي يضيعونها"، وأعتقد بأنه لو فعلها، ولو استطاع الناس أن يفعلوا ذلك، لحصل على آلاف الساعات التي يهدرها الناس بلا فائدة، فلا أظن أن أكثر الناس يضيعون شيئاً أكثر من الوقت.

مايكل فورتينو خبير إدارة الوقت الشهير، قام مرة بإجراء دراسة متعمقة عن كيفية استغلال الوقت بالنسبة للفرد الأميركي، فوجد أنه يفعل الآتي: "يضيع سنة كاملة في البحث عن الأشياء التي وضعها في غير مكانها الصحيح، ويقضي ثمانية أشهر في فتح رسائل بريد الحملات الترويجية، ويهدر سنتين في الرد على مكالمات هاتفية خاطئة (مكالمات النمرة غلط)، ويقضي خمس سنوات واقفاً في الطوابير!".

وبالطبع، إن كانت هذه حال الفرد الأميركي في الولايات المتحدة، بلاد التقدم والعلم، فما حال الفرد العربي في بلاد الجمود والتراجع والطوابير؟!

لا أقول هذا من باب جلد الذات، ولكن من باب الإقرار بما هو واقع وحقيقي.

على أي حال، وبعيداً عن "المأساة العربية"، فلا يمكن لأحد أن يقول بأنه من الممكن إيجاد علاج جذري لمشكلة ضياع الوقت لا في الغرب ولا عندنا، ولكن لا جدال بأنه من الممكن التخفيف من الأمر والتقليل من أضراره، شريطة أن يعي الإنسان ويتذكر دائماً أنه هو من يملك وقته وليس الآخرون، وأن العلاج لذلك بيده لا بيد الغير.

ولمساعدتنا للسير في الطريق الصحيح، فإن خبراء إدارة الوقت يقدمون بعض النصائح التي يمكن لها أن تساعد الناس على حسن إدارة الوقت، ومنها اخترت ما يلي:

1- احرص على تحديد أهدافك وأولوياتك، قبل قيامك بأي نشاط، سواء أكان في العمل أم في نشاط اجتماعي أم في غيره، فاسأل نفسك قبلها دائماً، هل ما سأقوم به الآن هو الشيء الأكثر استحقاقاً للأداء في هذه اللحظة، فإن كانت الاجابة بـ"لا"، فانصرف عنه إلى ذلك الأمر الأكثر أهمية، وإن لم تتمكن فحاول بقدر ما تستطيع ألا تعطيه وقتاً كثيراً.

2- خصص الوقت الذي تكون فيه في أفضل حالاتك الجسدية والنفسية لقضاء مهامك وأعمالك الأكثر أهمية، على سبيل المثال ليس من العقل أن يقضي الطالب طوال يومه يتجول في الأسواق أو يثرثر في الديوانيات، حتى إذا عاد في المساء مرهقاً ومنهكاً قال لنفسه حان وقت الدراسة والمذاكرة!

3- ركز دائماً على نتائج العمل الذي بين يديك، وليس على مقدار الوقت والجهد اللذين تبذلهما فيه، فالعمل والجهد حتى وإن كان بنشاط عال لا يعني أبداً الوصول إلى النجاح وتحقيق النتائج، وذلك لأن الأكثر أهمية من أن ينطلق المرء بأقصى سرعة وجهد، أن يكون قد انطلق في الاتجاه الصحيح قبلها.

4- استيقظ باكراً من نومك يومياً، ولو بنصف ساعة فقط، وحينها ستجد أنك قد أضفت ساعتين ونصف الساعة لأسبوعك، أي 130 ساعة في العام الواحد، وتخيل كيف ستستفيد من هذا الوقت المضاف لانجاز أهدافك وأولوياتك.

قد تبدو هذه النصائح شيئاً نظرياً للبعض، وهي كذلك في حقيقة الأمر، وذلك ما لم تتوافر للإنسان الإرادة الراغبة بالتغيير والاستفادة من الوقت.

ويا ليتني أستطيع أن أفعل ما ذكره برنارد بنسون فأطلب من الناس أن يعطوني وقتهم الضائع، ألم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ"؟