الشللية في الدراما التلفزيونية... استسهال أم استثمار نجاح؟
يشهد الماراثون الدرامي في شهر رمضان المقبل عرض مسلسلات ينطبق عليها مبدأ «الشللية». هل استمرار فريق عمل مسلسل ما في أعمال درامية عدة داء يجب القضاء عليه أم لا مانع من هذه الظاهرة ما دامت تحقق النجاح؟
تستعدّ أسرة مسلسل «مع سبق الإصرار» لتصوير مسلسل «حكاية حياة» كتابة أيمن سلامة، إخراج محمد سامي، وبطولة: غادة عبد الرازق، ماجد المصري، طارق لطفي، عبير صبري، ويقابل عمرو سعد صانعي مسلسل «خرم إبرة» من بينهم المؤلف حسان الدهشان والمخرج إبراهيم فخر في مسلسل «السحر». كذلك تقدّم أسرة مسلسل «اللص والكتاب» جزءًا ثانياً منه باسم «حاميها حراميها»، في حين يشارك فريق عمل «كيد النساء» في تقديم جزء ثالث منه بطولة: فيفي عبده وأحمد بدير ودينا فؤاد وآيتن عامر.في السياق نفسه، يقدم هاني رمزي تجربته الدرامية الثالثة مع المؤلف حمدي يوسف والمخرج أشرف سالم القيمَين على مسلسليه «عريس دليفري» و{ابن النظام»، وتجدد يسرا تعاونها مع السيناريست تامر حبيب في مسلسل جديد، بعدما قدمت مسلسلين من تأليفه هما «خاص جداً» و{شربات لوز».
رغبة الجمهوريعزو الفنان أحمد بدير تقديم «كيد النساء 3» إلى إعجاب الجمهور بالجزأين الأول والثاني ومطالبة المشاهدين بذلك، ففكر مع أسرة المسلسل في تلبية رغبة الجمهور واستكمال النجاح وتتويجه بجزء جديد متميز.لا يعارض السيناريست مصطفى محرّم وجود ظاهرة الشللية ما دامت تحقق نجاحات، موضحاً أنها تقوم على تفاهم الأبطال خلف الكاميرا وهو ما ينعكس إيجاباً أمامها، لذا يجب تدعيم استمرارها وعدم عرقلتها شرط ألا تستمر طويلا.يضيف: «يكفي أن تكون موجودة في عملين أو ثلاثة على الأكثر، ثم ينصرف كل فرد من هذا الفريق إلى مجموعة أخرى يعمل معها كي لا يملّ الجمهور ويُعرِض عن متابعة المسلسل مهما كان رائعاً».يؤيد المخرج أحمد صالح فكرة استمرار الطاقم نفسه في أعمال فنية عدة إذا كان الغرض استثمار حالة الحب والتعاون بين أفراده وليس استثمار نجاح العمل، «ففي هذه الحالة سيكون الفنان الخاسر الأول، وستضر به هذه التجربة أكثر مما تفيده»، حسب تعبيره.يضيف صالح: «قد يكون المنتج وراء استمرار الفريق نفسه في أكثر من مسلسل، كونه يعلم مدى نجاح هذا الفريق في العمل الذي شارك فيه ونسبة تسويقه. بالتالي، يمكنه اتخاذ قرار ما إذا كان سيكرر التجربة أو الاكتفاء بما وصل إليه».يوضح أن نجاح العمل الأول لا يقتضي بالضرورة نجاح الثاني، إلى جانب أن العمل الجديد قد يشبه السابق لأن الرؤية واحدة كونها للمؤلف والمخرج نفسيهما. يعطي صالح مثالاً مسلسل «لحظات حرجة» الذي شارك في إخراجه، مشيراً إلى أن نجاح الجزء الأول كان السبب في تقديم الثاني والثالث، لكن بعدما وعى صانعوه بأن القصص التي يمكن طرحها قد نفذت، قرروا التوقف كي لا يسيئوا إليه. يتابع: «الحال نفسها مع أبطال مسلسل «المواطن اكس» الذين حققوا نجاحاً استكملوه في «طرف ثالث»، ولأن المشاهدين ظنوا في البداية أنه جزء ثانٍ من «المواطن اكس» لتشابه الشخصيات ومواقع التصوير، شدد الأبطال في أحاديثهم الصحافية على أن الدراما الجديدة مختلفة عن سابقتها، وأدركوا خطورة التكرار فقرروا الانفصال، واتجه كل واحد منهم للعمل مع آخرين لإحداث تنوع وتغيير.استثمار للنجاحيقول المنتج اسماعيل كتكت ألا أمانع لديه من إنتاج أكثر من مسلسل لفريق عمل أثبت نجاحه أمام الجمهور، لافتاً إلى أن هذه الظاهرة موجودة في المسرح والسينما والإذاعة، ولا عيب فيها ما دامت أدوار الممثلين مختلفة والقصة مغايرة، نافياً أن تكون قائمة على الاستسهال ومؤكداً أنها مجرد استثمار للنجاح المادي والجماهيري.بدوره يعلل الناقد نادر عدلي كثافة هذه الظاهرة إلى رغبة القيمين على الدراما في استثمار النجاح. كذلك يؤدي عنصر الاستسهال دوراً في تحديد المخرج والمنتج والممثلين المشاركين.يضيف: «بمجرد الانتهاء من العمل الأول وبدء تسويقه وعرضه وتحقيقه نجاحاً مبدئياً، يتفق المنتج مع المؤلف على كتابة قصة جديدة وقد تقترب من الأولى التي تعلَّق الجمهور بها، على أن يخرجها المخرج نفسه ويشارك فيها فريق العمل نفسه الذي يسود التفاهم بين أعضائه ما يسهل التعاون بدل البحث عن فريق عمل جديد واستهلاك وقت أطول، وربما لا تحدث بين أفراده كيمياء، ما قد يصعب تنفيذ المسلسل وخروجه بشكل لائق.يلفت عدلي إلى أن النجوم الاستهلاكيين يستخدمون هذه الطريقة غالباً، لكنها تدمرهم لأنها تجبرهم على أداء الأدوار نفسها التي نجحوا فيها ولا يستطيعون تقديم أنفسهم بشكل مختلف، مع ذلك تباع هذه الأعمال وتحقق نجاحاً لأنها تحمل اسم نجم كبير أو نجمة كبيرة.يؤكد أن هذه الظاهرة لا تؤثر على اكتشاف مواهب جديدة ومنحها فرصاً في الظهور لأن العمل الواحد يشارك فيه حوالى 80 ممثلاً. بالتالي، تتوافر إمكانية مشاركة هذه المواهب في أدوار ثانية.من جهته، يشير الناقد إمام عمر إلى أن هذه الظاهرة موجودة في مسلسلات أجنبية مثل سلسلة friends التي صنع أبطالها حالة اجتماعية نالت إعجاب الجمهور، كذلك مسلسل «ليالي الحلمية» للمخرج الراحل اسماعيل عبد الحافظ الذي أبقى على ممثلين أساسيين في الأجزاء التي أنتجت وتغير بعض الممثلين لأسباب متنوعة.يضيف إمام: «ما دامت الموضوعات المطروحة في المسلسل مختلفة وجيدة فلا مانع من وجود «شللية»، خصوصاً أنه يخرج من رحمها نجوم أصبح بعضهم علامات في الدراما التلفزيونية».