دوائر تبحث عن حلول
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
واليوم... يبقى موضوع الدوائر مدخلاً مهماً في إصلاح النظم الانتخابية ووضع الضمانات لحمايتها من التلاعب، وتعود اليوم لتصبح العصا التي ستوضع في عجلة إصلاح النظام الانتخابي. والحد الفاصل في الانتخابات القادمة بين مؤيد ومعارض أو بالأحرى مشارك في الانتخابات ومقاطع لها.دعونا نسترجع بعض ملامح الانتخابات الماضية لعلها تصبح عوامل مؤثرة في أي تغيير قادم للدوائر، فأولها مشاركة مراقبين دوليين، والعامل الثاني إقبال مرتفع- 61%- على الاقتراع, والثالث غياب النساء عن البرلمان، ووصول تيارات متناقضة في كل دائرة انتخابية. أي حالة غير مسبوقة من الاستقطاب بين الشخصيات المرشحة، وبالتالي اصطفاف الناخبين خلف الوجوه الجديدة في المجلس المبطل أو من لم يحالفهم الحظ في المجلس السابق. وقد توقع متابعو الحراك السياسي عزوف الناخب هذا العام عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع، ولكن المفاجآت المستمرة أدت إلى الترقب والسلوك غير العادي في الاقتراع, مدفوعاً بغضب أحيانا وبقناعة أحيانا أخرى, لذا فالتعبئة السياسية في اللحظات الأخيرة لبعض الدوائر رفعت نسبة الاقتراع وأطاحت بالمستقلين، والمزاج الانتخابي مال آنذاك تجاه أصحاب المواجهة والإثارة.وكشفت الانتخابات أيضا القدرات التنظيمية العالية التي تتميز بها التنظيمات الدينية والقبلية، وفي مرحلة التحليل شهدنا إقبالاً غير مسبوق من المحللين السياسيين على البحث عن العوامل المشتركة التي تجمع وصول التيارات الإسلامية عبر صناديق الاقتراع هنا، ومقارنتها بمصر وتونس، ومدى علاقة الربيع العربي بوصول التيارات الإسلامية عبر صناديق الاقتراع، الأمر الذي أثار مخاوف الكثيرين في دول الخليج.ما سبق أخي القارئ لم يكن إلا ملاحظات قد تؤثر وتتأثر بالدوائر، قبل أن نضل الطريق في مرحلة المجلسين المبطل والمنحل العائد بحكم "المحكمة الدستورية"، ونقرأ الطعون المقدمة، ونترك الساحة المحلية لشعارات فردية تندد بالمقاطعة والخروج إلى ساحة الإرادة، يتبعه نقد لسلوك خارج عن الإطار المعروف... فأين أعضاء البرلمان اليوم من الإصلاح الانتخابي؟يعتبر البعض الفترة الحالية مرحلة تصحيحية من الداخل، أي داخل الكتل والتجمعات السياسية، ويراهن على ظهور الخلافات إلى السطح بأنها علاجية، ويعتبرها البعض مرحلة بالغة في الخطورة ويخشى أن يصبح الخطاب الناقد والجارح سمة من سمات الحوار. وللحديث بقية!!