إهانة ما بعدها إهانة!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
كان على أنان أن يعرف أن عدم اعتراف النظام السوري به ممثلاً للجامعة العربية إلى جانب تمثيله للأمم المتحدة هو بمنزلة استهتار به وبمهمته وبالعرب والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وأن صمته على هذه الإهانة سيدفع هذا النظام إلى التمادي، وحقيقةً، فإن هذا هو ما حصل بالفعل، حيث مضت كل هذه الفترة الطويلة، بينما نظام دمشق يواصل تلاعبه الشيطاني بعامل الوقت ولم ينفذ ولو بنداً واحداً من البنود الستة المعروفة التي نصت عليها خطته التي بالإمكان الاعتراف الآن بأنها ولدت ميتة.إنه لا يمكن فهم هذا الصمت المعيب على تصرفات هذا النظام، وعلى إهانته للعرب وللمجتمع الدولي، إلا على أنه إما إفلاس سياسي أو أنه تواطؤ مقصود مع نظام ثبت بعد مرور أكثر من عام على انفجار هذه الأزمة، التي غدت مستفحلة والتي دخلت دائرة الحرب الأهلية من أعرض الأبواب، وحقيقةً، فإن هذا وذاك يعنيان، وبخاصة بالنسبة للشعب السوري، أن هناك استسلاماً عربياً رسمياً واستسلاماً دولياً لما يريده بشار وما يسعى إليه.عندما يقول الأمين العام للأمم المتحدة إنه لا بديل عن خطة أنان، وإنه لا يوجد أي خيار غير هذا الخيار، بينما يستمر نظام بشار الأسد في سياسة العنف الأهوج بحدوده القصوى ويرتكب كل هذه المجازر، الواحدة بعد الأخرى، فإن هذا معناه الاستسلام لإرادة هذا النظام، وهذا يعني رفع الأيدي عالية أمام حربٍ أهلية طاحنة المعروف أنها كانت قد بدأت رغم تحاشي حتى المعارضة الاعتراف بهذه الحقيقة المرة، كما أنه يعني سقوط نظرية "الحفاظ على عدم الاقتراب من هذه الأزمة" التي يبرر بها "المبعوث الدولي والعربي!" مواقفه المتخاذلة، والتي يبدو أن العرب لضعفهم وقلة حيلتهم قد قبلوها كخيار مفروض عليهم لا خيار غيره.