الشاعر ييتس الأول

نشر في 21-06-2012
آخر تحديث 21-06-2012 | 00:01
No Image Caption
 فوزي كريم "ييتس الأول": مختارات من الشعر أصدرتها دار النشر البريطانية "كاركنيت" لشاعر أيرلندا وليم بتلرييتس، تقتصر على مرحلته الشعرية الأولى. الإصدار جزء من احتفال بالذكرى السنوية لميلاد الشاعر (13 آذار 1865).

"ييتس" حلقة بالغة الضخامة في حركة تطور الشعر الإنكليزي الحديث. في مرحلة نضجه (توفي عام 1939) أنجز، بتعبير الشاعر أليوت، لغة شعرية جديدة للقرن العشرين. كان أول شاعر أيرلندي يحوز جائزة نوبل (1923)، "بفعل شعر ملهم، أعطى تعبيراً، في شكل فني رفيع، لروح وطنه كله"، كما ورد في تقييم الجائزة.

إنه شاعري المفضل، لأنه حلقة جديدة، لكن ضمن سلسلة حلقات لم تنقطع عن النَفَس الإنساني الذي سبقه. إنه ليس منقطعاً عن بليك، وردزورث وكولرج وتوماس هاردي ممن سبقوه. وليس بعيداً عن لاركن وتيدهيوز وشيموس هيني ممن جاء بعده. حلقات ذهبية بالغة الصفاء.

من هذه المختارات من شعره المبكر انتخبت القصيدة التالية. "آينغوس" في العنوان بطل أيرلندي أسطوري لم يتوقف سعياً عن الحب:

أغنية آينغوس الجوال

خرجت إلى غابة البندق،

لأن حريقاً في رأسي،

قطّعتُ وقشّرتُ عصا البندق،

وظفرتُ خيوطاً من أغصان التوت،

وحين اكتمل العثُّ الأبيضُ بجناحه،

وبدأت النجوم التي تشبه العث تخمد،

ألقيتُ بأغصان التوت إلى تيار الماء

واصطدتُ بلون الفضة سمكةً مرقطة.

وحين ألقيتها أرضاً

وسعيت إلى إعداد النار ذات اللهب،

سمعتُ حفيفاً فوق الأرض،

وصوتاً يهتف باسمي:

أصبحتُ فتاة ذاتَ بريق

مع زهرة تفاح في خصلة شعري.

هتفت باسمي وتوارت راكضة

في الهواء الطلق.

وبرغم الشيخوخة والتجوال

عبر الأغوار والتلال

سألتقيها يوماً حيث تكون،

وأقبّل شفتيها، وأظمُّ يديها بين يدي؛

وبين العشب الأرقط نمشي،

نقطف، حتى ينفد الوقت،

تفاح القمر الفضي،

تفاح الشمس الذهبي.

 

back to top