ربما هنا... ربما هناك
![زاهر الغافري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1462211981272872400/1462211991000/1280x960.jpg)
إن الموضوعات التعبيرية التي يقترحها الفنان توصلك إلى عوالم ذات أبعاد سرية، بعضها حميم وبعضها نافر، فلوحاته تحمل عناوين مثل «ركن في ظلام البيت» «الأم والطفل» «الصداقة» «النميمة بين الأهالي» «حب في المطبخ» «لاعبو الورق» «نصف جسد» «الإنسان بين الماضي والحاضر» «المقطوع من شجرة»... إلخ. غالباً ما يطرح رشيد في لوحاته أسئلة ترتطم بعوالم الإنسان الداخلية، بالتيه والضياع، بمشاهد الحلم، برثاء قلب الإنسان في المجتمع المعاصر، وهول الزمن ودلالاته العميقة، وأسئلة وموضوعات تتخذ أشكالاً رمزية وتجريدية من الواقع الحي للحضارة المعاصرة. لوحاته المنفذة بالألوان الزيتية الهادئة تعطي انطباعاً بصرياً بالثراء والشفافية دون أن يتخلى الفنان عن إضافة تفصيل هنا أو هناك على سطح اللوحة، وتسبق اللوحة قوة الخيال والعين المدربة في نزوع إلى الدخول في مغامرة لابتكار فضاءات أسلوبية تستلهم لغة الإشارة والتلميح.في الكتاب الذي وضعه الفنان رشيد عبدالرحمن لبعض أعماله، يشير الناقد العراقي محمد عبدالجبار الناصري إلى «أن مفردات العمل التشكيلي التي يشتغل عليها الفنان رشيد عبدالرحمن تستمد طاقتها من الوجود اليومي لتكون علامات ضمن البنية الخطابية للفنان، والتي تثير متعة البحث عن أماكن أقل ضجيجاً وسط تحولات العالم وصخبه، بينما تأخذ نشوة التأويل نحو الحنين الذي جعله يرسم لذائذ الغياب والاغتراب».منذ سنوات وأنا أتابع أعمال رشيد عبد الرحمن وأحرص دائما على حضور مشاركاته في المعارض، وهو نادراً ما يتحدث عن أعماله، إنه يكتفي بخلق مسافة من الصمت، مسافة هي أشبه بصندوق أحلامه المليء بالضوء والألوان.