في وقت انطلقت أولى جلسات المصالحة الوطنية، برعاية مؤسسة الرئاسة المصرية، دعا وزير الدفاع المصري الفريق أول عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء، إلى الاحتشاد في الميادين غداً، وذلك بعد إعلان «الإخوان المسلمين» فعاليات «يوم الفرقان»، المتوقع أن تشهد أعمال عنف غير مسبوق.
تزامناً مع دعوات أطلقتها جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر للنزول إلى الميادين غداً تحت عنوان «يوم الفرقان» رفضاً لما يسمونه «الانقلاب العسكري على الشرعية»، ومع إصرار «الإخوان» على كتابة عبارة «CC قاتل» على جدران بعض الشوارع، دعا وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي ـ خلال كلمته أثناء الاحتفال بتخريج دفعتين جديدتين من كليتي الدفاع الجوي والبحرية بمدينة الإسكندرية الساحلية ـ إلى احتشاد الشعب في كل ميادين مصر غداً لمنح الجيش والشرطة التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل. في المقابل، علق القيادي الإخواني عصام العريان على خطاب السيسي، قائلاً: «أبشروا أيها الرافضون للانقلاب، مليونية يوم الفرقان ستكون بداية نهاية الانقلاب العسكري الدموي الفاشي، التجمل والكذب والخداع لم ينطل ولن يخدع شعب مصر»، بينما رفض المتحدث الإعلامي باسم حزب «الحرية والعدالة» أحمد رامي، كشف تفاصيل المليونية الإخوانية غداً، واكتفى في تصريح لـ»الجريدة» بالتأكيد على أن «التحالف الوطني لدعم الشرعية»، سيحتشد في مختلف الميادين. في السياق، قال مسؤول العمل الجماهيري بتكتل القوى الثورية الوطنية عمرو الوزيري إن هناك توقعاً بأن يشهد اليوم وغداً، بعض الأحداث المتصاعدة، وبعض التحركات من أنصار الرئيس المعزول، مضيفاً أن التكتل وجه نداءً لاتحاد المناطق الشعبية وجبهة اللجان الشعبية التابعة للتكتل، استعداداً لحماية النفس والممتلكات والتصدي لأي صدام أهلي. بينما اعتبر رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، محمد زارع خطاب السيسي دعوة لنزول الملايين للحصول على استفتاء شعبي لاتخاذ إجراءات استثنائية، صرح رئيس «الاتحاد الوطني لمنظمات حقوق الإنسان» محمد عبدالنعيم، أن الاتحاد الذي يضم 19 منظمة حقوقية ـ فوض وزير الدفاع لمواجهة الإرهاب الذي تفاقم بعد تهديدات التنظيم الدولي للإخوان، بإشعال نار الحرب والفتن بمصر بعد عزل مرسي. انفجار قنبلة يأتي ذلك، وسط أحداث عنف شهدتها عدة محافظات مصرية، أول أمس، بعد مقتل شخص وإصابة 28 آخرين جراء انفجار قنبلة، زرعها مجهولون، أمام مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة في دلتا مصر، بينما شهدت شمال سيناء أعمال استهداف متواصلة لقوات الجيش والشرطة المدنية، حيث هاجمت مجموعات مسلحة ارتكازات قوات الأمن في مدينة رفح وقرب حاجز «الريسة»، شرق العريش، وألقت الأجهزة الأمنية بجنوب سيناء القبض على أوكراني الجنسية ينتمي لمجاهدي سورية وبحوزته بعض المهمات العسكرية بمدينة شرم الشيخ. في سياق آخر، قالت حركة «إخوان بلا عنف» المنشقة عن جماعة «الإخوان المسلمين» إن الجماعة احتجزت 670 شاباً من شباب الحركة بميدان «رابعة العدوية» ومنعتهم من الخروج لتمردهم ورفضهم المشاركة في أحداث العنف الأخيرة، وتم جلد بعض الشباب مئة جلدة لعدم تلبية الأوامر. المصالحة إلى ذلك، أطلقت مؤسسة الرئاسة أمس أولى جلسات المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، بمشاركة شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب، ووزير العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية المستشار أمين المهدي، إلى جانب قيادات حزبية، بينهم رئيس الحزب «المصري الديمقراطي» محمد أبوالغار، ورئيس حزب «الوفد» السيد البدوي، ورئيس حزب «المصريين الأحرار» أحمد سعيد، ورئيس حزب «التحالف الشعبي» عبدالغفار شكر. وأعلن الأزهر الشريف دعمه الكامل لمبادرة المصالحة الوطنية الشاملة التي يفترض أنها انطلقت ظهر أمس، دون إقصاء لأحد، وبما يضمن جمع كلمة المصريين، ولم شملهم بشأن المصالح العليا للوطن، وإعلائها على كل ما سواها، ودعا الأزهر الشريف، في بيان له، كل المصريين أن يساهموا ويشاركوا جميعاً أحزاباً وقوى وتيارات سياسية ومجتمعية ومؤسسات، في إنجاح هذه المصالحة.
دوليات
مصر: المصالحة تنطلق والسيسي يحشد الشعب «ضد الإرهاب»
25-07-2013