محمد دحلان لـ الجريدة•: إخوان مصر هم رعاة التطرف وخطف الجنود تم بأوامرهم لإحراج الجيش وإظهار عجزه
«الجماعة تبحث عن شماعة... ولم ألتقِ خلفان وشفيق منذ أشهر... والمصالحة الفلسطينية لن تتم»
شن القيادي السابق في حركة «فتح» الفلسطينية محمد دحلان هجوماً عنيفاً على جماعة «الإخوان المسلمين» الحاكمة في مصر، مؤكداً أن قادتها هم رعاة التطرف الذي تعانيه سيناء الآن.وكشف دحلان، الذي اتهمه القيادي الإخواني عصام العريان بتحريك ميليشيات تدعمها الإمارات في شبه الجزيرة المصرية، أن عملية خطف الجنود السبعة تمت بأوامر إخوانية لإحراج الجيش المصري... وفي ما يلي تفاصيل حواره مع «الجريدة» عبر الهاتف من أبوظبي:
• لماذا هذه الحرب بينك وبين «الإخوان المسلمين»؟-لا توجد حرب بيننا، بل مرض في أنفسهم اسمه دحلان، وربما لو ذهبوا إلى طبيب نفسي لعالجهم من «دحلانوفوبيا» التي يعانون منها، وأي متابع لأداء الإخوان في مصر منذ وصولهم إلى السلطة قبل عام تقريباً، ولأداء فرعهم الحمساوي في غزة سيكتشف بسهولة أنهم لا يعترفون بأي خطأ ارتكبوه، فقط يبحثون عن شماعة يعلقون عليها فشلهم.• ماذا عن خلافك مع الجماعة الأم في مصر؟-الجماعة الأم كان وضعها أصعب وهي تتخبط في إدارة دولة كبيرة الحجم والقيمة مثل مصر، ومع كل خطيئة يرتكبونها يبحثون عن مبرر أو شماعة لفشلهم وكان شخصي الضعيف هدفاً دائماً وسهلاً أمامهم أو هكذا يتصورون.ولم تكتف الجماعة الأم باتهامات دورية، واتصالات ورسائل نصية لقناة «الجزيرة» التي ترعى نشاطها في مصر، بل تجاوز الأمر ذلك بكثير إلى إطلاق الشائعات وتعميم الأوامر التنظيمية لكوادرهم التي تظهر في الإعلام وتكيل الاتهامات لي، ولم يكن يمر أسبوع واحد إلا وتجد خبراً على كل مواقعهم الإخبارية تقول فيه مصادرهم المطلعة إن دحلان كان يجتمع في المكان الفلاني مع المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق ورئيس شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان، ويعلم الله أنني لم ألتق أحداً منهما منذ أشهر طويلة. • ما عدد الفلسطينيين الفارين من غزة إلى سيناء عقب الانقلاب الحمساوي في 2007؟-لا يوجد في سيناء إلا عدد قليل جداً، ربما لا يتجاوز العشرة، يعيشون في مدينة العريش وبعلم السلطات المصرية، أما الباقون فبعضهم عاد أخيراً إلى غزة، والآخرون يعيشون في القاهرة، ولا علاقة لهم من قريب أو بعيد بالأحداث الأخيرة التي وقعت في سيناء، والسبب بسيط، وهو أن مَنْ خطف الجنود السبعة أخيراً وقتل الجنود الستة عشر العام الماضي، جميعهم من الجماعات الدينية المتطرفة التي تعادي دحلان، بل وتكفر الجميع، وبديهي ألا تكون لي أي علاقة بها، والأجهزة الأمنية المصرية لديها معلومات تفصيلية عن هذه الجماعات ومن يرعاها في سيناء.كما أن الأجهزة الأمنية تعلم أن الراعي الرسمي لهذه الجماعات هي «الإخوان المسلمين» نفسها، وربما تكشف الأيام المقبلة أسرار هذه العلاقات، وما لديَّ من معلومات يؤكد أن جماعة «الإخوان» هي التي تحرك هذه الجماعات، وهي التي أمرتها بتنفيذ عملية خطف الجنود السبعة لإحراج الجيش، وإظهاره أمام الرأي العام بمظهر الضعيف العاجز عن حماية جنوده.• ننتقل إلى الشأن الفلسطيني، ما توقعاتك لنتائج الحوار بين «فتح» و»حماس»؟-لست متفائلاً بخصوص هذه الجولة، لأنها مثل سابقتها ليست إلا تحصيل حاصل، ولقاءات من أجل الدعاية الإعلامية، وتسكين للرأي العام الفلسطيني الذي يضغط بشدة لإنهاء هذا الانقسام، وللإنصاف فإن طرفي الانقسام «حماس» والجناح المتنفذ في «فتح» في رام الله، لا يريدان إنجاز المصالحة، فحماس المسيطرة حالياً على قطاع غزة لا تريد الدخول في انتخابات تشريعية، تعرف جيداً أنها ستخسرها، بعد أدائها السيئ طوال سنوات حكمها للقطاع، وما تجرعه المواطن الفلسطيني من مرارات على يد «حماس» كفيل بأن يجعله يُصوِّت لفتح بعد أن اكتشف الفلسطينيون أن ما كان يأخذه على حركة «فتح» من سياسات قامت «حماس» بأكثر منه.• لكن السلطة وقعت في أخطاء لا يمكن أن ينساها المواطن؟-لا ينكر أحد أن هناك أخطاءً وقعت فيها السلطة، ولكن نفس هذه الأخطاء ارتكبتها «حماس» وزادت عليها حالة قمع الحريات والغلاء الفاحش ومطاردة المقاومين، وتورط عدد كبير من قادة «حماس» في الاتجار بقوت الفلسطيني البسيط، كما سقطت كل دعاوى «حماس» فبعد سنوات من سيطرتها على غزة، نراها تنسق مع الاحتلال وتطارد المقاومين وتقتلهم في بعض الأحيان، وتسجن العشرات منهم، وخلال حكمها ورطت «حماس» القطاع في عدة مواجهات مع إسرائيل كانت نتيجتها سقوط مئات الشهداء من المواطنين الأبرياء.• وهل يريد المتنفذون في رام الله المصالحة؟-في تقديري لا، فهناك في رام الله من يسعى لإطالة أمد الانقسام، ويرى في المصالحة خطراً على مصالحه ومكتسباته، كما يرى البعض أن أي انتخابات مقبلة قد تفقده منصبه الذي قاتل من أجله وتنازل كثيراً كي يبقى فيه، كما أن المتنفذين في رام الله يعرفون جيداً أن هناك فيتو أميركيا وإسرائيليا، فحماس التي تدّعي المقاومة لا تقاوم، وتعطي لإسرائيل هدنة مجانية ومن دون أي مقابل، لذا تتمسك بها إسرائيل وتدعم انفصالها، وسنرى الطرفين في اللحظات الأخيرة يتراجعان عن المصالحة، وكل منهما ينتظر أن يقوم الآخر بخطوة من شأنها إفساد المصالحة، كي لا يظهر أمام الرأي العام بمظهر الرافض للمصالحة.