العراق: المطالبات بإنشاء «الأقاليم» تتصاعد

نشر في 23-05-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-05-2013 | 00:01
No Image Caption
النجيفي يراه حقاً دستورياً... والمالكي يرحب إذا كان الأمر قانونياً ودستورياً
تصاعدت المطالب في العراق بشأن إقامة أقاليم، حيث طالبت بها «اللجان الشعبية»، في حين باركها رئيس البرلمان أسامة النجيفي، علماً بأن رئيس الوزراء نوري المالكي كان رحب بالأمر، على أن يكون وفق السياقات القانونية والإجراءات الدستورية.

بعد سحبها رجل الدين البارز عبدالملك السعدي، الذي فوض من قبل المعتصمين في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى، للتباحث مع بغداد في مبادرة «حسن النوايا»، إثر رفض الحكومة لتلك المبادرة القائمة على الحوار، أعلنت اللجان الشعبية الست في المحافظات «المنتفضة» أمس، أنه «لم يبق أمام أهل السّنة والجماعة في العراق سوى خيارين لا ثالث لهما، إما المواجهة المسلحة أو إعلان خيار الأقاليم»، مؤكدة أن حقها في إقامة إقليم دستوري ولا غبار عليه.

في السياق، قال رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي، أمس، إن «تشكيل الأقاليم نص عليه الدستور، والنظام العراقي اتحادي فدرالي»، مشدداً بالقول «إذا كانت هناك رغبة من مجلس محافظة لمحافظة معينة أو 2 في المئة من نسبة سكان أي محافظة تقديم طلب رسمي لتشكيل الإقليم، فإن الذي يحسم المسألة هو الاستفتاء الشعبي».

وأوضح النجيفي قبيل وصوله إلى أربيل أمس، أنه «تم تقديم طلب من قبل محافظتي صلاح الدين وديالى، وأوقف من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي بطريقة غير قانونية»، معتبرا أنه «ليس من حقه إيقاف الطلب بل إحالته إلى مفوضية الانتخابات لإجراء استفتاء في تلك المحافظات، لكنه أوقف الطلب وأطلق الاتهامات بالتقسيم، وأن إرادة الناس في تلك المحافظات مختطفة». وكان المالكي رحب أمس الأول بإقامة إقليم في المحافظات الغربية في حالة أراد أهل تلك المحافظات ذلك، على أن يكون حسب السياقات القانونية والإجراءات الدستورية، واصفاً ذلك بـ»الطبيعي»، على ألا يكون «مختطفاً بالقوة».

حق دستوري

إلى ذلك، قالت النائبة في البرلمان العراقي عن التحالف الكردستاني شلير عزيز، أمس، إن الموافقة على إقامة إقليم في المحافظات الغربية حق دستوري لأي محافظة، حتى إن كانت الظروف الأمنية للمحافظة لا تسمح بذلك.

وأضافت عزيز: ان الوقت الحالي مناسب لإعلان الإقليم لمنع تدهور الوضع الأمني.

يذكر أن المادة (118) من الدستور تنص على أنه يسن مجلس النواب في مدة لا تتجاوز ستة أشهر من تاريخ أول جلسة له قانوناً يحدد الإجراءات التنفيذية الخاصة بتكوين الأقاليم، بالأغلبية البسيطة للأعضاء الحاضرين، بينما تنص المادة (119) أنه يحق لكل محافظة أو أكثر، تكوين إقليم بناء على طلب بالاستفتاء عليه، يقدم بإحدى طريقتين: أولاً: طلب من ثلث الأعضاء في كل مجلس من مجالس المحافظات التي تروم تكوين الإقليم، وثانياً: طلب من عشر الناخبين في كل محافظة من المحافظات التي تروم تكوين الإقليم.

 يذكر أن النجيفي وصل ظهر أمس إلى مدينة أربيل، لبحث الأوضاع السياسية وآخر المستجدات في البلاد مع رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني والمسؤولين الأكراد.

زيباري وأميركا

على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية هوشيار زيباري، أمس، أن زمن حكم العراق من قبل شخص أو طائفة واحدة «قد ولّى».

وعبّر زيباري في تصريحات لـ(CNN) عن الخشية «بسبب زيادة حجم الهجمات الإرهابية، وكذلك زيادة التوتر الطائفي»، مستدركاً أن «البلاد حقاً ليست بصدد الانجراف إلى حرب داخلية أو طائفية».

واعترف أنّ «حكومة المالكي فشلت في عدة ملفات من ضمنها السموّ فوق الخلافات الطائفية»، لافتا إلى أن «الحكومة تتحمل جزءاً من الفشل»، مضيفا: «ما نفتقده هو انعدام الثقة بين السياسيين، كما أننا خسرنا مساعدة وسيط نزيه، ذلك الوسيط كان من قبل الولايات المتحدة».

وبشأن تحميل المالكي مسؤولية تدهور الأوضاع وتحمله جزءاً مهماً من المسؤولية ومطالبته بالتنحي، قال زيباري «لا يمكن للعراق أن يحكم من قبل شخص واحد أو طائفة واحدة أو عرقية واحدة أو حزب، منوها إلى أن «ذلك الزمن قد ولّى، وسيتعين على الناخب العراقي مستقبلا أن يغير حكومته عبر الصناديق».

وأوضح أنّ «آخر اجتماع للحكومة شهد مناقشات صريحة جدا من أجل التوصل إلى حل»، مشددا على أن «تتخذ الحكومة إجراءات للمحاسبة بشأن انتهاكات الوضع الأمني وقتل الناس الأبرياء».

(أربيل ـ يو بي آي، كونا)

back to top