ظنت زينب أن الرجل يقدم لها سواراً من الذهب، أو خاتماً من الألماس، وهي نوعية من الرجال تعرفهم جيداً، وشاهدت كثيرين منهم في الإسكندرية، ومن المؤكد أن غيرهم موجودون هنا في بيروت، إلا أنها كانت تعرف كيف تتعامل معهم جيداً، لأنها ليست من ذلك النوع الذي يباع ويشترى، لكن خيرية رأت أنه من الضروري أن تلتقيه وتلقنه الدرس بنفسها كي لا يكرر فعلته:   

Ad

* نعم... اتفضل تحت أمرك يا سيد سليم.

= شوفي ست زينب... بشرفي... وحياة الله من يوم ما إجيتي هون وأنا حاسس روحي الله راضي عني... أن أبواب السما فتحت لي.

* طب الحمد لله... أنا بقى دخلي إيه في الرضا دا... والأبواب اللي اتفتحت دي.

= ست زينب... انت سبب ها الفتح وها الرضا... من شان هيك بتسمحي تقبلي ها...

* شوف يا سيد سليم أنا مش من النوع دا اللي انت بالك فيه.

= شو نوع وما نوع... كيف بتفكري.

* أيوا... لازم تفهم أني مش الست اللي بتقبل هدايا من أي راجل.

= وأنا مو أي راجل. أنا راجل بعرف قيمة الست اللي قدامي. من شان هيك أنا باعطيعك ها الهدية اللي تستحقينها.

قدم لها سليم ورقة أمسكت بها، نظرت إليها وفتحتها، وهي تخمن ماذا ستكون، وأي شيء مكتوب فيها، غير أن تخمينها لم يدم طويلاً، وإن كانت دهشتها قد زادت، عندما اكتشفت أنها كلمات أغنية كلف سليم أحد شعراء الأغاني المصريين، بكتابتها في زينب المصرية حباً وإعجاباً بها تقول كلماتها:

أنا زينب المصرية

ارتيست لكن فنية

اغني وأتسلطن... يا عينية

تعالَ شوف الارتيست

الست زينب المصرية

جمال وخفة إسكندرانية

ع المسرح  جوهرة يا عينيه

الست زينب المصرية

ارتيست لكن فنية

انتهت زينات من قراءة كلمات الأغنية وقامت بما لم يتوقعه سليم، مطلقة «زغرودة» انتبه لها الجميع.

لم تكن زينب تتوقع هذه الهدية، التي شعرت بأنها أفضل من أي «سوار» ذهب أو خاتم من ألماس، وقررت منذ تلك الليلة ألا تصعد إلى خشبة المسرح، إلا بعد أن تغني هذه الأغنية، أولاً باعتبارها النشيد الوطني لمملكتها الخاصة، فضلاً عن أنها كانت المرة الأولى منذ عملها في الفن، التي تغني فيها أغنية صنعت لها خصيصاً... كلمات ولحناً.

ملكة متوجة

توقف الإقبال على العرض المسرحي لفرقة أمين عطا الله، لدرجة أن الجمهور كان لا يدخل إلى العرض المسرحي منذ بدايته، بل ينتظر حتى ينتهي الجزء الأول من المسرحية، ويأتي موعد الفاصل الغنائي الذي تقدمه «زينب المصرية» ويدخل لسماعها بمفردها، الأمر الذي جعل مدير التياترو يستغني عن عروض الفرقة، مع الإبقاء فقط على زينب التي وقع معها تعاقداً جديداً بعيداً عن التعاقد الأول للفرقة، غير أنها شعرت وللمرة الأولى، بأنها أصبحت فنانة مهمة ويحق لها أن تضع شروطاً، فاشترطت أن يبقي صاحب التياترو على خيرية معها، وبقيمة تعاقد أكبر من تلك التي تعاقدت بها مع فرقة أمين عطا الله، خصوصاً أنها قبل أن تغادر فرقة أمين عطا الله جاءها أكثر من عرض لأكثر من تياترو  في بيروت، لتغني فيه. رفضت العروض كافة، وأبقت على أول تياترو استقبلها في بيروت.

شعرت زينب بأنها أصبحت ملكة متوجة، لها وقت زمني كبير على خشبة المسرح، تغني و{تتسلطن» وتحظى بمعجبين ومعجبات، وفوق ذلك كله أصبح لديها عائد مادي كبير، تدخره كله تقريباً، لأن إقامتها كلها على نفقة صاحب التياترو الذي يملك فندقاً فوق التياترو، حجز فيه غرفة كبيرة تقيم فيها زينب ووالدتها، وفي غرفة مجاورة تقيم صديقتها خيرية، الأمر الذي جعلها تعيش مندهشة طوال الوقت من شكل هذه المعاملة المبالغ فيها، حتى عرفت أخيراً السبب، فزالت دهشتها عندما طلب «أبو طنوس» صاحب التياترو أن يتحدث إليها:

* خير أبو طنوس؟

= ست زينب... إذا بتريدي أني ما لي في الحكي الكتير... هيك من الآخر... أنا بدي الحلال.

* الحلال!! ومين يكره الحلال. انت شايف أن فيه حاجة بنعملها حرام؟

= ست زينب... أنا طالب القرب... بدي أتجوزك.

* إيه؟! أيوا بس يعني.

= ما في مجال للبسبسة... شو قولتي؟

* انت فاجأتني... وبعدين اللي أعرف أنك متجوز اتنين.

= تنين... تلاتة ما في مشكلة. انت بتضلي هون في الفندق أو بنحصلك بيت في بيروت... كيف ما بدك.

* شوف يا أبو طنوس... أنا مش هاقدر أديلك كلمة دلوقت. سيب لي فرصة يومين تلاته وأنا ها رد عليك.

قبل أن ترد زينب بالرفض أو القبول، كانت قد استعدت لمغادرة فندق «أبو طنوس» أولاً، حيث انتقلت فعلاً إلى فندق آخر قريب من التياترو.

شعرت الأم بأن الفرصة المناسبة جاءت إلى ابنتها لتعوضها عن الأيام التي تألمت فيها، سواء في الإسكندرية أو بيروت، وأن «أبو طنوس» يمكن أن يعوضها كل ما فات، خصوصاً أنه رجل ودود أحب زينب بالفعل، وأبدى استعداداً كبيراً لعمل أي شيء مقابل أن ترضى عنه وتقبل بالزواج منه، غير أنه وضع شرطاً واحداَ حسم الأمر بالنسبة إلى زينب بعدما كاد قلبها يميل إليه، وتوافق بالزواج منه، وهو أن تعتزل الفن وتعيش بعيداً عن حياة أهل الفن تماماً. كان الشرط هو الفيصل في اتخاذ زينب قراراً برفض «أبو طنوس» الذي فسره على أنه إهانة بالغة موجهة إليه. بالتالي، لم يكن يصلح لأن تستمر في العمل معه، غير أن زينب لم تدع له فرصة أن يطردها من العمل، بل اتخذت القرارين معاً، أن ترفض الزواج من «أبو طنوس» المليونير، وفي الوقت نفسه تترك العمل في التياترو. وكما صاحبت خيرية زينب في وجودها بالتياترو، صاحبتها أيضاً في الخروج منه:

= يعني يا بنتي مش كنتِ فكرتي قبل ما ترفضي. الراجل كان عايز يستتك.

* هو أنا كنت مستنياه هو ولا غير علشان يستتني.

= ونابك إيه أديكِ قعدتي أهو؟

* يا ست حفيظة المسألة إن طالت ولا قصرت كنا هنسيبو تياترو أبو طنوس النهاردة ولا بكرة... وكنا هنرجعوا مصر.

= تقصدي يعني أننا نرجع.

* ومالك بتقوليها وانت زعلانه كدا. اللي يشوفك دلوقت ما يشوفكيش وانت مش عايزة تسيبي إسكندرية وبتقولي حديد وبعيد ما سيب البلد.

= وجينا... نقوم نرجع إي دورا وأيد قدام.

* ما تخافيش يا ست الكل... احنا الحمد لله عملنا قرشين مش بطالين.

لم يمر يومان فقط، إلا وكان قد انتشر بين الكازينوهات والتياتروهات خبر ترك زينب تياترو «أبو طنوس» فاتجه صاحب ملهى «الباريزيانا» فوراً إلى الفندق الذي انتقلت إليه، وعقد معها تعاقداً لمدة ثلاثة أشهر مقابل 30 جنيهاً فضلاً عن تحمل نفقات الفندق والإقامة كاملة، فوافقت من دون تردد، بعد قبول شرطها الوحيد، وهو أن يتم التعاقد أيضاً مع خيرية.

أعلن ملهى «الباريزيانا» عن انضمام المطربة «الست زينب المصرية» في مجموعة من أغنياتها الجديدة، فشعرت بأنها وقعت في ورطة غير عادية، فقد سبق أن استمع الجمهور البيروتي إلى غالبية الأغاني التي جاءت بها من مصر، والملهى أعلن عن تقديمها بأغنيات جديدة، ولا يوجد متسع من الوقت لكتابة أغنيات جديدة وتلحينها. فجأة وجدت طوق النجاة، مجموعة الأسطوانات التي اشترتها قبيل مغادرة الإسكندرية إلى بيروت، وكلها أغنيات جديدة لكبار المطربين والمطربات، فتحية أحمد وشقيقتها رتيبة أحمد ومنيرة المهدية وأم كلثوم، فقررت أن تقدم أحدث مجموعة من أغنيات مطربة القطرين فتحية أحمد، والتي لم تكن قد انتشرت بعد في بيروت أو أي من بلاد الشام.

شعرت زينب بقلق كبير، على رغم أن صاحب التياترو استقبلها استقبال كبار المطربين والمطربات، مؤكداً لها أهمية عملها في «الباريزيانا» الذي سبق وأن عمل فيه كبار المطربين والمطربات المصريين.

في صباح يوم الافتتاح، اطمأنت زينب من خلال التدريب، على حفظ الأغاني كافة مع الفرقة الموسيقية، وانصرفت إلى الفندق لتنام قليلاً وترتاح  قبل موعد الافتتاح مساء، غير أنها لم تستطع أن تنام ساعة واحدة، ظلت أعصابها مشدودة، تروح وتجيء في غرفتها بعدما سيطر عليها الشك في عدم النجاح، وشعرت بأنها ستبدأ حياتها الفنية من جديد في تلك الليلة:

= إيه دا في إيه يا زينب... أول مرة أشوفك بالشكل دا؟

* خايفة يا أمي... خايفة.

= خايفة... أول مرة تقولي الكلمة دي... ولا عمرك كنت خايفة كدا.

* مش عارفة... حاسة كأني أول مرة ها أطلع على مسرح وأغني.

= دا تلاقي بس علشان مكان جديد.

* رغم أني راجعت الأغاني كلها مع الفرقة النهاردة الصبح في البروفة... لكن حاسة أني نسيت كل حاجة... حاسة أن ممكن الجمهور يضربني النهاردة بالليل بالبيض والطمام.  

= بلاش الكلام دا... وادخلي سريرك يا بنتي ريحي نفسك شوية.

* يا ريت... يا ريت يا أمي.

قبل الموعد بساعتين ذهبت زينب إلى الملهى وهي تدعو الله أن يوفقها، وأن يكون النجاح حليفها في هذه المرة تحديداً.

طعم النجاح

وقفت بين الكواليس مشدودة، وعندما أعلن المذيع عن اسمها «الست زينب المصرية» دخلت إلى خشبة المسرح وهي ترتعد، غير أن الجمهور استقبلها استقبالاً حاراً أعاد إليها روحها، فبدأت بإلقاء أغنية التحية التي سبق وكتبها لأجلها سليم الطرابلسي «أنا زينب المصرية». وما إن انتهت منها حتى فوجئت بالجمهور يصفق لها بحرارة غير عادية، فبدأت بغناء مجموعة من أجمل أغاني مطربة القطرين فتحية أحمد، ومع كل أغنية تغنيها كانت تزداد حماسة الجمهور ومعها ثقتها بنفسها وتألقها فوق خشبة المسرح حتى بلغ ما غنته ثلاث أغانٍ، جميعها للمطربة فتحية أحمد، وسط تهليل وصيحات وآهات الجمهور، لدرجة أنها اضطرت إلى أن تعيد الأغنية الأخيرة مرتين بناء على رغبة الجمهور.

حين أسدل الستار نزلت زينب من فوق خشبة المسرح وهي تبكي وتحمد الله على توفيقه لها بهذا الشكل، فالنجاح هذه المرة له طعم يختلف عن أي مرة غنت فيها، سواء في الإسكندرية أو هنا في بيروت، حيث كان تحدياً حقيقياً لها ، ووجدت  وراء الكواليس والدتها وخيرية تبكيان أيضاً بفرحة حقيقية، ووجه والدتها يتهلل فرحا وتأخذها بالأحضان:

= ألف مبروك... مبروك يا ست زينب يا مصرية.

* أمي. انت بتقوللي «يا ست زينب».

= أيوا. طبعاً... ست الستات. انت مش سامعة الجمهور بيقول إيه وبيهتف إزاي.

* سامعه ومش مصدقة نفسي.

= لا لازم تصدقي. انت صبرتي كتير وتعبتي كتير. وجه الوقت اللي تاخدي فيه حقك.

استمرت زينب في ملهى «الباريزيانا» إلى ما يقرب من شهرين، تحصد النجاح يوماً بعد يوم، وبعدما كانت تغني في الليلة ثلاث أغانٍ، بلغ ما تغنيه سبع أغانٍ كل ليلة، كلها من أحدث ما غنت مطربة القطرين فتحية أحمد، ولم يكن يمر يوم حتى يأتي زوار جدد إلى ملهى «الباريزيانا» سواء من داخل بيروت أو المدن اللبنانية المحيطة، ومن دمشق، أو حتى من القاهرة، فعلاوة على صيت زينب الذي ذاع في المدينة كلها، كان أيضاً الملهى له اسم كبير، يقصده كبار المطربين والمطربات والفنانين الذين يمرون على بيروت، وكان من بين من وصلوا أخيراً من القاهرة فتحية أحمد مطربة القطرين.

فتحية أحمد التي ولدت في حيّ الخرنفش في القاهرة، ابنة الشّيخ أحمد الحمزاوي المطرب، جميل الصوت، الذي لمع نجمه في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، كمطربٍ ومُنشدٍ ومبتهلٍ، وقد لحّن كثيراً من الأغاني الانتقادية والفكاهية، والتي كان يؤدّي بعضها مع اثنين من المُنشدين، شكلوا سوياً أول ثلاثيّ فني فكاهي، تحت اسم «ثلاثي الشّيخ كعبولة»، ومن أشهر ألحانه «كعبولة الخفّة» الذي يُعتبر أصلاً واضحاً للحن قصيدة «مضناك جفاه» من شعر شوقي، واقتباس محمد عبد الوهاب.

غير أن الشّيخ أحمد الحمزاوي لم يستمر في الغناء بعدما تقدمت به السن، إلا أن بناته (فتحية ورتيبة ومفيدة) ورثن منه حلاوة الصوت، فاتجهن إلى الغناء. وكانت فتحية أجملهن صوتاً وشكلاً، وحرصت على أن تدرس الموسيقى والغناء على أيدي أئمّة المُلحّنين، خصوصاً الشّيخ أبو العلا محمد، الذي لحّن لها خصيصاً لحناً جديداً لقصيدة {كم بعثنا مع النّسيم سلاماً}.

بين الثقة والغرور

تنقلت فتحية أحمد مع الفِرَق المسرحية الغنائية بين مصر وبلاد الشام؛ أكثر من أي مطربة غيرها، لذلك أطلقوا عليها في مصر والشام لقب «مطربة القطرين»، والتي جاءت إلى الشام بعدما تعاقد معها ملهى «الباريزيانا» للغناء فيه.   

علمت زينب بوجود مطربة القطرين فتحية أحمد في الملهى، ولم تصدق نفسها أن إعلان الملهى سيضع اسم زينب صدقي إلى جوار اسم فتحية أحمد مطربة القطرين، وأنهما سيضمهما برنامج واحد في الملهى.

على رغم تعاقب الشخصيات المهمة على الملهى وسماعها صوت زينب، وسماعها عبارات المديح والثناء من شخصية فنية مهمة لها قدرها مثل بديعة مصابني، مع عرض صاحب الملهى عليها تجديد التعاقد بزيادة كبيرة في الأجر، لكن العلامة الفارقة بالنسبة إليها كانت في تعاقد الملهى مع اسم كبير مثل فتحية أحمد، ليضمها برنامج واحد مع زينب. كانت هذه العوامل كافية إلى حد كبير، ليس لزيادة ثقة زينب في نفسها فحسب، بل تخطى الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك، فيبدو أن هذه المظاهر كافة أصابتها ببعض الغرور:

= زوزو... زوزو... لبستي ولا لسه.

* تعالي يا خيرية أدخلي.

= بسم الله ما شاء الله... قمر... قمر يا زوزو.

* انت اللي عينك حلوة يا خوخة.

= عارفة مين اللي قاعد في الصالة النهاردة وهيسمعك.

* فتحية أحمد.

= يا بنت الإيه... عرفتي منين؟

* شفتها من ورا الستارة... ما خلاص اتودكت. بقيت أبص على الصالة قبل ما أغني علشان أعرف الجمهور أد إيه... ومين قاعد... ولو شخصية مهمة لازم أحييه بأغنية.

= طبعاً الليلة النهاردة كله تحية للست فتحية... ربنا يكون في عونك قلبي معاكِ.

* على إيه يعني... ما غنيت قدام اللي أكبر منها. وبعدين يا بنتي إذا كانت هي فتحية أحمد. أنا برضه زينب صدقي.

= يا سلام ست زينب يا مصرية... يا متصيتة.

على رغم معرفة زينب بقيمة فتحية أحمد وقدرها، فإن الثقة التي اكتسبتها في نفسها، وبعض الغرور، جعلاها لا تهاب الغناء أمام أكبر الأصوات في القطرين... وليس فقط مطربة القطرين، حتى ولو كانت ستغني أغانيها.

بديعة مصابني

لم تصدق زينب السعادة التي كانت تعيشها بسبب ما حققته من نجاح ملهى «الباريزيانا»، غير أن ما زاد من سعادتها أنها وجدت من بين جمهور الحضور ملكة المسرح بديعة مصابني، فما إن أنهت زينب أغنيتها الأخيرة حتى أعلن مذيع المهلى الداخلي عن تشريف ملكة المسرح في مصر ولبنان «الست بديعة مصابني» التي سمعت المقطع الأخير من الأغنية، وما إن سمعت زينب المذيع الداخلي يعلن عن وجود ملكة المسرح حتى هرعت إلى «البنوار» الذي تجلس فيه الست بديعة:

= أهلا أهلا بمطربتنا الجميلة إيه الحضور دا كله.

* العفو والسماح يا ملكة. ما فيش حد له وجود وملكة المسرح الست بديعة موجودة.

= دا انت مش بس بتعرفي تغني حلو. لا دا انت حلوة وبتتكلمي حلو كمان.

* الحلاوة نفسها تنكسف من وجودك يا ملكة... أنا لو كانوا قالولي أني هنكسبوا الف جنية النهاردة كنت صدقت ولا كنت اصدق أن الملكة بديعة تقعد في صالة تسمعني.

= كلامك كدا بيقول أنك اسكندرانية.

* اسم الله عليك وعلى نباهتك.

= وقاعدة هنا كتير يا زوبة.

* أنا ماضية عقد بتلات أشهر. عد منهم شهر وكام يوم.

= عموماً أنا قاعدة هنا أسبوع كمان... ونازلة بعد كدا على مصر. هاستنى أشوفك هناك. أول ما تنزلي لازم تعدي عليا.

(البقية في الحلقة المقبلة)