اختار محمد المعتصم صورة المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع لغلاف كتابه «وما ذنب النباتات... عن الجماعات من الستينيات حتى الميلشيات»، فضلاً عن جملته الشهيرة كعنوان للكتاب. ويضم الكتاب ثلاثة فصول تتحدث عن الإخوان والسلفيين وتطور الجماعة من «الستينيات إلى الميلشيات» بشكل ساخر. ويرصد تحول مواقفهم من «المشاركة لا المغالبة» حيث لا رادع لكلماتهم ولا مُراجع لقراراتهم، حسب قول المؤلف.

Ad

يتراوح أسلوب السرد في الكتاب بين المكاشفة والسخرية بمزج لغوي بين الفصحى والعامية المصرية، ويحاول المؤلف الإجابة عن السؤال الشهير لجماعة الإخوان لمن ينتقدهم: «كنت فين أيام مبارك؟»، وقناعتهم بأنهم كانوا المعارضين الوحيدين قبل ثورة 25 يناير.

ويتطرق الكتاب إلى مواقف الإخوان منذ نشأة الجماعة، وانعطافاتها التاريخية، وعلاقات قياداتها بنظام المخلوع حسني مبارك، وما سماه بالصفقات السياسية مع الحزب الوطني المنحل، ومواقفها التي اتسمت بالدهاء والمناورة، ومن ثم ارتباكها بعد الوصول إلى السلطة والكرسي.

ويذكر المؤلف أن الإخوان أخذوا كل شيء من ثورة يناير، دخلوها متأخرين في يوم جمعة الغضب «28 يناير»، وسيطروا على مداخل الميدان ومخارجه، ووضعوا رجالهم في المنصات يهتفون «إيد واحدة» بينما اليد الثانية تتفاوض مع  نظام مبارك.

 وينتقد المؤلف تمرير جماعة الإخوان للاستفتاء على الإعلان الدستوري بدعوة الشعب للموافقة بنعم، وتكفير من يصوت بالرفض، والشهير بغزوة الصناديق، وسيطروا من خلال هذا النظام الانتخابي على مجلسي الشعب والشورى، وفي ما بعد أصدرت المحكمة الدستورية حكماً بحل البرلمان، فأصدر مكتب الإرشاد دستوراً لتفكيك «الدستورية». يضيف الكاتب: «يتعاملون معنا على أنهم أصحاب الأرض ومالكوها، وخبراؤها المثمنون، والمتحدثون الرسميون باسمها، وإذا تجرأت وسألتهم ليه وبأمارة إيه يتحدثون عن سنوات جاوزت الثمانين قضوها فى حالة تيه، عن عذاب الأيام بطريقة الموظف الذى تحمّل غلاسة المدير وينتظر مكافأة نهاية الخدمة».

ويشير إلى أن الإخوان مستعدون للموت في سبيل حماية «دولة «المرشد»، ويزعمون أن وصولهم إلى الحكم ثمرة 80 عاما من الجهاد، وسنوات الألم والاضطهاد والتعذيب في السجون، كأنهم موظفون بلغوا سن التقاعد، وحان وقت تكريمهم بمنحهم مكافأة نهاية الخدمة.