حدثنا عن فكرة فيلم «برد يناير» وكيفية تنفيذه؟

Ad

بدأت فكرة الفيلم عندما كنت أقف عند أحد البقالين أثناء الثورة، ورأيت امرأة بسيطة في يدها عدد من الجنيهات القليلة، وتفكر في شراء طعام يكفي أطفالها لأطول فترة ممكنة لأنها لا تعلم إلى متى ستستمر التظاهرات، خصوصاً أن زوجها عاطل عن العمل.

وبدأت تتبادر أسئلة كثيرة إلى ذهني، من أهمها: كيف تنظر هذه المرأة وأطفالها إلى الثورة، وكيف يقتنعون أنها قامت لأجلهم ومن يشبهونهم في هذا الوطن؟ ففكرت في إنتاج هذا الفيلم، واخترته ليكون مشروع تخرجي في الجامعة الفرنسية.

كيف جاء اختيار الممثلين؟

كنت أرى الفنان محمد رمضان بملامحه وأدائه يشبه الشاب المصري الثوري جداً، فتحدثت معه عن الدور فوافق فوراً. أما بطلة الفيلم الفنانة إيمي فتربطني بها صداقة شخصية، ومع ذلك لم أعرض عليها الدور لاعتقادي أن الورق لا يتوافق معها فكرياً، لكن عندما علمت هي بالفيلم وقرأت النص أصرت على الدور، الذي أدته بإتقان رغم أنها المرة الأولى التي تجسد فيها دور امرأة فقيرة.

 

يرى البعض أن تقديم فيلم عن الثورة لم يأت موعده بعد، خصوصاً أن الصورة لم تكتمل بعد؟

لا يتحدث الفيلم عن الثورة، بقدر ما يتحدث عن الطبقة الكادحة والمساكين من هذا الشعب، لذا جاءت النهاية معبرة عن الأحداث حتى الآن وعن عدم وضوح الصورة، فترى الأم تسير فوق أحد الكباري مع أولادها وهم يوجهون إليها عدداً كبيراً من أسئلة لا تعرف إجاباتها.

هل ضايقك وصف البعض لفيلمك بأنه مباشر؟

أفكر بجدية وأهتم بردود الفعل تجاه الفيلم، فثمة فعلاً من اتهمه الفيلم بالمباشرة في بعض الأجزاء، لكن في المقابل أُعجب به فنانون كبار كثر حول العالم وأشادوا به، أبرزهم المخرجة الفرنسية دومينيك كابريرا والمخرج الكوري چان كي سو والناقد وليد سيف والمخرج هاشم النحاس والمخرج العراقي قاسم حول والأديبة سلوى بكر...

ما هي أهم المهرجانات التي شارك فيها الفيلم، وكيف تنظر إلى هذه المشاركات؟

شارك الفيلم في أكثر من 30 مهرجاناً حول العالم، من بينها سيدكيكورتو في إيطاليا وبوسان في كوريا الجنوبية والكينو في بولندا ويوريڤان في أرمينيا وإسكندرية وبيروت وبغداد ووهران ومهرجانات أخرى، وقد سعدت جداً بهذه المشاركات لأنها مكنتني من التعرف إلى مختلف الآراء في فيلمي، وشكَّلت شهادة من لجان اختيار هذه المهرجانات بجودة مستوى الفيلم.

بعد مشاركتك في هذه المهرجانات كافة، ماذا ينقص المهرجانات المصرية في رأيك؟

أهم ما ينقص المهرجانات المصرية هو الوصول إلى الجمهور، كذلك يعوزها التعامل مع المهرجان باعتباره وسيلة لدعم السينما من خلال الندوات والورش والضيوف، بما يفيد صانعي السينما. بالنسبة إلى الأفلام القصيرة تحديداً، أرجو من القيمين على المهرجانات المصرية التعامل مع صانعيها باعتبارهم محترفين يصنعون نوعاً مهماً من السينما وليسوا مجرد هواة، لأن التعامل معنا يأتي أحياناً بحسب مدة الفيلم لا أهميته، على عكس المهرجانات الدولية التي لا نشاهد فيها فرقاً في التعامل مع صانعي الأفلام، قصيرة كانت أو طويلة.

كثر من العاملين في السينما قلقون على مستقبل السينما في ظل عهد الإخوان، هل تشاركهم هذا القلق؟

لا أشعر بأي قلق من هذا الأمر، لأن الفنانين المستقلين مقاتلون بطبعهم ولن يتمكن أي تيار أو نظام من السيطرة عليهم، وسنواجه محاولات السيطرة، من خلال تقديم أعمال جادة تكشفهم أمام المجتمع.

 

كيف ترى موقف الدولة من السينما في الفترة المقبلة؟

أعتقد أن الدولة لن تكون داعمة للفن بأي شكل، فنحن قبل الثورة كنا نعيش في ظل نظام فاسد، وكانت الأمور كافة تسير بالعلاقات بداية من دخول المعاهد الفنية وحتى إنتاج الأفلام، ونحن الآن نعيش في ظل نظام أكثر فساداً، إضافة إلى وجود التيارات المتشددة التي تحرم الفن  أساساً، لذا فإن الأمور ستتحول إلى الأسوأ في ما يخص موقف الدولة، والأمل في رأيي يكمن في السينما المستقلة وفنانيها.

لا تتمتع السينما التسجيلية والروائية القصيرة في مصر بجمهور واسع رغم وجود أفلام رائعة المستوى، كيف يمكن التغلب على هذه المشكلة؟

لا بد من فتح منافذ عرض للسينما التسجيلية والروائية القصيرة، وحينها سنجد جمهوراً، وإن كان ذلك يتطلب تدخل الدولة لفتح هذه المنافذ، فمن الصعب أن يغامر منتج أو موزع بأمواله لأجل توزيع الأفلام التسجيلية والقصيرة.

بمناسبة الحديث عن الإنتاج، ما رأيك في توقف كثير من منتجي السينما عن تقديم أفلام في الفترة الأخيرة؟

من يتعامل مع السينما بمنظور تجاري تكون له غالباً حساباته المادية التي لا يمكن أن نلومه عليها.

متى ستتجه إلى الأفلام الروائية، وفي هذه الحالة هل ستبتعد تماماً عن السينما التسجيلية والروائية القصيرة كما يفعل كثر باعتبارها خطوة على الطريق؟

أعمل الآن على التحضير لفيلم روائي طويل أرجو أن أبدأ تصويره قبل نهاية 2013، إلا أنني لا يمكن أن أبتعد عن السينما التسجيلية والرواية القصيرة لأنني أعشقها.

ماذا عن آخر أعمالك؟

انتهيت من فيلم روائي قصير عن التحرش الجنسي وعلاقة المرأة بالمجتمع بعنوان {سحر الفراشة»، وأبحث عن إنتاج لفيلم آخر لم أبدأ فيه بعد.