خبيران نفطيان لـ الجريدة: البرميل 100 - 115 دولاراً في 2013

نشر في 05-04-2013 | 00:02
آخر تحديث 05-04-2013 | 00:02
الشطي: الأسعار متوازنة وتعكس حالة السوق رغم تعافي إنتاج النفط الصخري في أميركا
العوضي: التوترات بين الكوريتين وشن حرب نووية قد تشعل أسعار النفط والنقل
بقاء أسعار النفط عند 100 دولار للبرميل خلال السنوات الخمس المقبلة تدعمه عدة عوامل أساسية في السوق، مثل الأسعار المجدية لتطوير العديد من المشاريع، كالنفوط الثقيلة والطاقات المتجددة، وهذا المستوى من الأسعار (100 دولار) هو الأكثر قبولاً من قبل المنتجين والمستهلكين.

ألمحت تقارير سابقة عن اسواق النفط الى أن الدول النفطية مقبلة على كارثة بسبب زيادة كبيرة في إنتاج دول خارج «أوبك»، خصوصاً في أميركا الشمالية، فيما ينخفض الطلب على النفط في أوروبا وأميركا، وستتمثل الكارثة في انهيار أسعار النفط من جهة، وانخفاض الصادرات من جهة أخرى.

وترى هذه التقارير أن زيادة الإنتاج في أميركا الشمالية واستغناء الولايات المتحدة عن واردات النفط من الخليج لن يؤثرا في دول الخليج لأنها ستبيع النفط إلى الصين وبقية الدول الآسيوية، وان هناك انهيارا للاسعار في شكل كبير عامي 2013 و2014. حول هذا الامر التقت «الجريدة» بخبيرين في مجال النفط لمعرفة آخر مستجدات أسعار النفط.

في البداية، قال الخبير النفطي محمد الشطي ان الواضح من تطورات واتجاهات الاسعار خلال العام الحالي، ان الاسعار متوازنة نسبيا وتعكس حاله السوق بالرغم من تعافي الانتاج في الولايات المتحدة الأميركية من النفط الصخري اضف الى ذلك هشاشه اداء الاقتصاد العالمي وعليه فان توقع اسعار نفط خام برنت خلال عام 2013 ما بين 95 – 105 دولارات للبرميل يعتبر نطاقا سعريا معقولا يعكس هذه المتغيرات خصوصا اذا ما اخذنا في الاعتبار ان تطوير صناعه الغاز الصخري والنفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية تحمل في طياتها العديد من الفرص التجارية، وتجلب معها خيرات أكبر للمستهلكين ذات قيمة اكبر وتحقق المزيد من الرفاهية والوظائف.

واشار الى ان بقاء الاسعار عند 100 دولار للبرميل خلال السنوات الخمس المقبلة تدعمه عدة عوامل اساسية في السوق النفطي مثل الاسعار المجدية لتطوير العديد من المشاريع (النفوط الثقيلة او الطاقات المتجددة) وموازنات البلدان المنتجة للنفط ومتطلباتها مؤكدا ان سعر 100 دولار هو الاكثر قبولا من قبل المنتجين والمستهلكين.

واوضح الشطي ان تقرير بنك «سيتي» الاميركي توقع انخفاض أسعار النفط في نهاية العقد بما يتراوح بين 80 و90 دولاراً للبرميل. حيث ان أسواق النفط العالمية كانت مدعومة بزيادة الطلب العالمي على النفط بالاضافة الى النتائج المخيبة للآمال بشأن إمدادات الدول النفطية من خارج «أوبك»، فضلاً عن انهيار الإنتاج العراقي والفنزويلي.

واضاف ان العديد من الهيئات وبيوت الاستشارة في صناعة النفط تتفق بأن السنوات الخمس القادمة مرشحه لضغوط متزايدة ومتنامية على الاسعار ولا غرابة من امكانية هبوط الاسعار عن مستوى المئة دولار للبرميل ومن هذه الضغوط تطوير انتاج النفط الخام من النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية بشكل يفوق التوقعات وارتفاع الامدادات من خارج «اوبك» (النفط الخام، سوائل الغاز، المكثفات) بشكل يستوعب الزيادة المتوقعة من الطلب العالمي على النفط، واستمرار ارتفاع الكفاءة في ترشيد الوقود للسيارات الجديدة الذي سيساعد على خفض الطلب على النفط، بالاضافة الى تحسن وتيرة نجاح العراق في رفع انتاج النفط الخام وتعافي انتاج النفط في نيجيريا، وفنزويلا وليبيا واستمرار «اوبك» في انتاج عند معدلات تزيد عن حاجه السوق واعتدال تنامي معدل الطلب العالمي على النفط.

ارتفاع طفيف

من جانبه، اكد الخبير المتخصص في تكرير وتسويق النفط عبدالحميد العوضي ان هناك مؤشرات عدة تقود اسعار النفط الخام الى ارتفاع طفيف خلال عام 2013 من بينها معدلات النمو وزيادة الطلب على النفط والغاز في الصين والهند وتخفيض الاعتماد على مصادر الطاقة النووية في الشرق الاقصى، مشيرا الى ان عزوف العديد من الدول المستهلكة للبترول عن استيراد النفط الخام الايراني ادى بالنتيجة الى انخفاض الطلب عليه وتقليل انتاجه.

واوضح العوضي ان التوترات المتصاعدة والتصريحات المتبادلة بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وشن حرب نووية قد تشعل اسعار النفط الخام وارتفاع اسعار النقل، مضيفا ان منطقة الشرق الاوسط شهدت تراجعا طفيفا في تصدير النفط العراقي وتصاعد الخلافات بين حكومة بغداد واقليم كردستان بشأن بعض العقود النفطية ومنع شركة شيفرون الاميركية من الدخول في عقود لانتاج النفط الخام، واتجاه لحسم الاوضاع في سورية عسكريا سيزيد من التوتر في منطقة الشرق الاوسط مما يعطي استمرارا لرفع الاسعار بسبب تحرك قطع بحرية عسكرية تابعة لدول عظمى.

وقال ان «علينا الا ننسى ان الملف النووي الايراني الذي مازال ساخنا ولا توجد اي حلول في الافق القريب والتلويح الاميركي بعدم تجاوز الخطوط الحمراء»، مبينا ان المواقف السياسية المتضادة تشكل عاملا محركا لدفع الاسعار الى الاعلى.  

وحول تأثير الزيت الصخري الاميركي على الاسعار وامكانية ان يحدث ذلك بعض التوازن والتأثير على اسعار النفط الخام بشكل يؤدي الى انخفاض الاسعار عالميا ما دون 100 دولار للبرميل، قال العوضي: «هذا أمر مبالغ فيه» فما زال مؤشر النفط الخام الاميركي وست تكساس فوق 95 دولارا اميركيا للبرميل وكما هو معروف ان هناك فارقا بين سعر نفط خام برنت وهو اليوم فوق 110 دولارات للبرميل وسعر نفط خام وست تكساس الاميركي يقدر ما بين 15و20 دولاراً.

واوضح ان المصافي الاميركية وعددها 145 مصفاة مازالت تعمل بمعدل انتاجية لا يزيد على 85 في المئة من الطاقة التكريرية مما يفسر ان اسعار النفط ستظل مستقره عند معدلاتها في اميركا الشمالية واسعار البنزين هناك مازالت بحدود 3.65 دولارات لكل جالون مايعادل 270 فلسا كويتيا للتر الواحد ولن يقبل المواطن الاميركي هذه الاسعار بعد الآن خاصة ان بلاده يتوقع لها الاكتفاء الذاتي خلال سنتين او ثلاث، مؤكدا ان اسعار النفط الخام عالميا ستظل تراوح بين 110و115 دولارا للبرميل خلال عام 2013.

back to top