من يسعى إلى الدم في مصر؟

نشر في 23-08-2013
آخر تحديث 23-08-2013 | 00:01
تابعنا الأحداث الدامية في مصر عبر شاشات التلفاز ومحطات عدة منها «الجزيرة» و«العربية» والقنوات المصرية لرصد الواقع بالعين المجردة بعيداً عن العواطف، حيث اتضح أن شعار السلمية حبر على ورق، وبالتالي جاء تصرف الجيش والشرطة بالشكل الذي شاهدناه خلال الأيام الماضية.
 أ. د. فيصل الشريفي الصورة السلمية التي تجلى عليها الشعب المصري أيام إطاحته بنظام حسني مبارك هل ستصمد أم ستتحول إلى بركان من الدم على يد أنصار الشرعية؟

أخطاء كثيرة ارتكبتها "الجماعة" منذ اللحظة الأولى للثورة ومنذ الوعد الذي أطلقته على نفسها بعدم دخول سباق الرئاسة، والذي سرعان ما عدلت عنه بعد أن تيقنت من أن الكرسي في متناول اليد، وأنه لقمة سائغة إن تركته في ساعته فسيكون عصياً عليها في المستقبل.

"الجماعة" لم تلتمس الأعذار فقررت المشاركة بشكل مباشر بالرئيس محمد مرسي، فقدمته على هيئة الرئيس الزاهد بالحكم وأنه هدية السماء، وأنه جاء ليس طامعاً، وكيف لا وهو من قطع على نفسه الوعد بأنه لن يكون دكتاتوراً وسيترك الحكم في حال قال الشعب "كفاية".

فشل الرئيس مرسي لم يترك أمام جماعة "الإخوان" إلا التمسك بمصطلح الشرعية المطاطي الذي استغل أحسن استغلال، فكلمة الشرعية التي كررها الرئيس مرسي في خطاباته الأخيرة اختيرت بعناية فائقة بغرض تثبيت معناها بعدة طرق مع التركيز على المعنى الديني دون معناها الديمقراطي الذي لم يكن ذا قيمة تذكر عند الجماعة، ويكفي تذكيرهم بتصريحاتهم أثناء انتخابات الإعادة بين مرسي وشفيق.

بعد أقل من سنة أدرك الشعب المصري أن حكم "الإخوان" لم يأت بجديد، فقرر النزول إلى الشارع لتعديل مسار الثورة وبأعداد غير مسبوقة ليقول كلمته في الرئيس مرسي عبر رسالة سلمية، لكن للأسف يبدو أن الرسالة لم تصل إلى الرئيس، وإن وصلت فهي لم تصل إلى المرشد.

اليوم مصر تنزف وهناك من يضع الزيت على النار، ويريدها سورية أخرى؛ مع أن الأوضاع تختلف، وثورة العسكر لم تكن من العسكر، بل جاءت ودفع بها الشعب، كما أنها لم تكن الرسالة الوحيدة بل أتبعت برسالة التفويض.

نصيحة وقبل فوات الأوان للجماعة بمراجعة قرارها بالكف عن فكرة إرجاع الرئيس مرسي للحكم، والعودة إلى العمل السياسي عبر الانفتاح على الآخرين، فقد أثبتت الأحداث أن العمل الفردي مصيره الفشل.

تابعنا الأحداث الدامية في مصر عبر شاشات التلفاز ومحطات عدة منها "الجزيرة" و"العربية" والقنوات المصرية لرصد الواقع بالعين المجردة بعيداً عن العواطف، حيث اتضح أن شعار السلمية حبر على ورق، وبالتالي جاء تصرف الجيش والشرطة بالشكل الذي شاهدناه خلال الأيام الماضية.

الشعب المصري بطبعه مسالم، ومع ذلك هناك من يحمل السلاح ومنهم الخارج على القانون من بلطجية ومندسين يريدونها فوضى بعد أن وجدوا ضالتهم في دعوة "الإخوان" بالعصيان والاعتصام في الميادين.

نصيحة للشعب المصري بالتحرك سريعاً لوقف حمام الدم من خلال وضع النقاط على الحروف؛ عبر إجبار الرئاسة الحالية على تحديد انتخابات مبكرة، وإجراء استفتاء على الدستور في أقرب زمن ممكن، واعلموا أن من يخرج عن هذين المطلبين هو العدو.

ودمتم سالمين.

back to top