رئيس «الإنجيليين» لـ الجريدة: هجرة الأقباط مخطط يستهدف المنطقة
«على الرئيس المصري تجميد الدستور ومنع الشورى من التشريع... وأحذر من مشاركة متشددين في حفظ الأمن»
أكد رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر صفوت البياضي أن «جبهة الإنقاذ» تواجه مشكلة كبرى، تتمثل في أن بعض عناصرها ليس معها، وفيها من يخالف مواقفها، مشددا على ضرورة أن يكون الرئيس محمد مرسي أبا لكل المصريين، يحتوي شبابهم ولا يرد على مطالبهم بالرصاص.
واعتبر البياضي، في حوار مع «الجريدة»، أن هجرة أقباط مصر وما حدث، على النمط ذاته، مع بعض مسيحيي لبنان والعراق وسورية، يؤكد أن هناك مخططاً يستهدف المنطقة كلها... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
أكد رئيس الطائفة الإنجيلية في مصر صفوت البياضي أن «جبهة الإنقاذ» تواجه مشكلة كبرى، تتمثل في أن بعض عناصرها ليس معها، وفيها من يخالف مواقفها، مشددا على ضرورة أن يكون الرئيس محمد مرسي أبا لكل المصريين، يحتوي شبابهم ولا يرد على مطالبهم بالرصاص.
واعتبر البياضي، في حوار مع «الجريدة»، أن هجرة أقباط مصر وما حدث، على النمط ذاته، مع بعض مسيحيي لبنان والعراق وسورية، يؤكد أن هناك مخططاً يستهدف المنطقة كلها... وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
● البعض يتهم الكنائس المصرية بتشكيل ميليشيات لمواجهة نفوذ تيار الإسلام السياسي، ما تعليقك؟- من يتهمون الكنيسة هم الذين يحرضون الميليشيات، والمسيحيون دائما ينادون بالسلام، والأقباط خاصة الأجيال الشابة يشاركون أشقاءهم المسلمين في جميع الهموم الوطنية والسياسية الواحدة، بمعزل عن أي وصاية.
● كيف تصف حال الأقباط إبان حكم مبارك مقارنة بالوضع الحالي؟- الرئيس السابق حسني مبارك ترك الملف الطائفي لأمن الدولة، واستغله لصنع مكاسب سياسية، وقد كشفت ثورة يناير منذ أيامها الأولى هذه الفكرة، وأوضحت أن الفتنة الطائفية بهذه الصورة صناعة، بدليل التآخي الواضح بين المسيحيين والمسلمين في الميدان، حيث كان مستشفى الكنيسة يستضيف الثوار المسلمين، أما في العهد الحالي فهناك خلط كبير بين الدين والسياسة، وستكون له انعكاسات خطيرة على الجميع.● ما أكثر القرارات التي لم تتفق فيها مع البابا شنودة؟- قراره بمنع الأقباط من الذهاب إلى القدس، من منطلق أنه قرار يخالف دوره كقائد روحي، إذ ليس من حقه إصدار فرمان لمنع أحد، وقد رأيت أن البابا شنودة اتخذ قراره هذا من منظور واحد، دون النظر لباقي الزوايا، فقد أثر هذا القرار على صمود المسيحيين في فلسطين في مواجهة الاحتلال، وهاجر معظمهم بسبب عدم تقديم المساندة لهم.وقد تحدثت مع البابا شنودة في هذا القرار، لكن يبدو أن إشادة القوى السياسية به عند اتخاذه هذا القرار وقتذاك، صعّب عليه التراجع، وقد أخبرني ذات مرة بأنه كمواطن يتمنى زيارة الأرض التي شهدت مولد وحياة المسيح.● كيف ترى هجرة الأقباط بعد وصول الإسلاميين للحكم، وعقب إقرار الدستور؟- من يظن أن الهجرة فقط بين المسيحيين المصريين مخطئ، لكن عدد المسيحيين أقل وهجرتهم تحدث خللاً أكبر، مثلما حدث في لبنان وسورية والعراق، ويبدو أن هناك مخططاً لإضعاف المنطقة كلها، حيث إن هجرة بعض المصريين خاصة كبار رجال الأعمال، سواء كانوا أقباطا أو مسلمين، سيضر بمصلحة البلد. ● كيف استقبلت خبر تكليف الرئيس مرسي تشكيل لجنة لتعديل الدستور؟- لكي يتم تعديل الدستور، لابد من تجميد العمل به والعمل مؤقتاً بدستور 71، فما معنى تشكيل لجنة لتعديل الدستور والتوافق عليه، ومجلس الشورى يستمر في سن القوانين وفقا للدستور الذي يجري تعديله! هذا تناقض كبير، وعلى رئيس الجمهورية أن يثبت جديته بأن يأمر مجلس الشورى بأن يتوقف عن التشريع وإصدار قوانين.● ما أكثر مواد الدستور التي تتخوفون منها، ولماذا انسحبتم من «التأسيسية» ولم تضغطوا لإلغائها؟- أكثر مادة مخيفة، تلك التي تفيد بأن المجتمع أصبح شريكاً للدولة في حفظ الأمن، فهذا يكرس فكرة خروج الجماعات المتشددة، بغطاء قانوني، وكنا نفاجأ بأن المواد التي نكتبها تتبدل صياغاتها داخل لجنة الصياغة، وحين اعترضنا هددنا الإسلاميون بسحب المادة الرابعة التي تسمح للمسيحيين بالاحتكام لشرائعهم، فقلنا لهم لا نريدها، لكن حينما وقع شيخ الأزهر على المادة 219 المتعلقة بأحكام الشريعة التي تفتح في رأينا المجال أمام التدخل في شؤون الأقباط انسحبنا من الحوار، لأننا لا نريد خسارته.● وبالنسبة للحوار الوطني مع الرئيس؟- على ماذا سنتحاور؟ دعوة الرئيس للحوار مجهَّلة، فلا توجد بنود واضحة للحوار، وهو يعي مطالبنا جيدا، وقد تقدمنا في الحوار السابق بمطالب واتفق عليها، لكن لم يتحقق منها شيء رغم الوعود التي تلقيناها عن تعديل بعض مواد الدستور.● ما الرسالة التي توجهها للرئيس والشباب والقوى الوطنية للخروج من الأزمة؟- أقول له كقائد وراع لكل المصريين إذا طالبت الشباب بأن تكون ثورتهم سلمية فلتكن أنت أولاً أيها القائد سلميا، ولا يكون ردك بالرصاص، فلا يمكن ان نقتل الشباب ثم نطالبهم بالسلمية، وأتمنى أن تشعر بأنك أب لكل المصريين، وأنتظر من القوى الوطنية أن تجمع صفوفها، ويكون لديها برنامج واضح.● لكن جبهة الإنقاذ طالبت بضمانات فعلية؟- للأسف، تواجه «جبهة الإنقاذ» مشكلة كبيرة، تتمثل في أن بعض عناصرها ليسوا معها، وفيها من خالف موقفها من الحوار الوطني، وفي المقابل حصد مقاعد في الشورى، وهذا يضعف موقفها.