المفكر الإسلامي القطري د. يوسف الصديقي:

نشر في 26-07-2013 | 00:02
آخر تحديث 26-07-2013 | 00:02
الخروج على الحاكم تطرف ما لم يصل إلى حد الكفر البواح

أرجع المفكر الإسلامي يوسف الصديقي، أستاذ الفلسفة الإسلامية والعميد المساعد لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، سبب تكوين الجماعات المتطرفة إلى سوء الأوضاع الاقتصادية والاستبداد بالحكم ورد فعل على السياسة الغربية تجاه العالم الإسلامي والعربي، مؤكداً أن الإسلام دين الوسطية والاعتدال ويرفض التطرف بأشكاله. وقال في حواره مع {الجريدة} أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة إن الخروج على الحاكم يعد تطرفاً ما لم يكن هذا الحاكم قد وصل إلى حد الكفر البواح.
ما مفهوم التطرف؟ وما أنواعه؟

الدين الإسلامي في حقيقة أمره ينبذ التطرف في أشكاله كافة، لأن التطرف يقصد به الخروج عن حد الاعتدال، فكل من خرج عن حد الاعتدال متطرف. أما الإسلام فهو دين الاعتدال والوسطية، ويحارب التطرف على اختلاف أنواعه، فثمة أنواع عدة للتطرف، مثل الخروج على الرأي العام والمبالغة في التكالب على شيء ما، والتطرف الفكري، كأن يخرج عن مبادئ الدين الإسلامي وما ألفه الناس من خلال مبادئ وقيم معينة، سواء في الدين الإسلامي أو أي دين آخر، فالخروج عن المألوف تطرف.

هل يندرج العنف اللفظي تحت أنواع التطرف، وكيف يتعامل الإسلام معه؟

العنف أحد أنواع التطرف، لكنه يأتي في المرتبة الأخيرة والإسلام نهى عن العنف بأشكاله كافة حتى اللفظي منه، وقد عالج ذلك بالتربية، حيث ربى المسلمين على القيم الأخلاقية وحثهم على التحكم في ألفاظهم، بل إن ثمة نصوصاً شرعية تحتم على الإنسان قبل أن ينطق بلفظة معينة أن يفكر فيها أولاً، بمعنى أن ينتقي الألفاظ الحسنة أثناء حديثه، وهذا ما يجب أن نربي عليه أبناءنا، وفي القرآن الكريم يقول تعالى: «ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك».

العنف من التطرف

ثمة من يعتبر العنف مرادفاً للتطرف وليس أحد أنواعه، ما رأيك؟

العنف وسيلة أو أداة للمتطرف في تنفيذ أغراضه أياً كانت، ويقصد به القيام بعمل فيه وقع ضرر على المقابل أيا كان القائم به، وأياً كان اتجاهه أو دينه وأيا كان هذا الضرر جسدياً أو معنوياً أو مادياً. حتى اللفظ لو كان فيه خروج على اللياقة والأدب فهو عنف في الحقيقة. والعنف أنواع: البدني واللفظي والسلوكي، والأخير يعني أنك تمارس سلوكاً معيناً تجاه الغير من خلال إيقاع الضرر به أو الإساءة إليه،.وقد يستند البعض إلى حديث «من رأى منكم منكراً...» باعتباره رخصة إسلامية لممارسة العنف ضد أي منكر. هنا أقول إنه لا يحق للفرد بأي شكل أن يستخدم العنف أو يده لتغيير المنكر، وهذا الحديث مقيد، بمعنى من رأى منكم منكراً فليغيره بقلبه وبلسانه ومن ثم بيده، واليد هنا يقصد بها يد الدولة بمعنى أن ثمة أنظمة وقوانين معينة يتم اتخاذها أمام منكر معين.

كيف ترى جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الموجودة في بعض الدول العربية والإسلامية؟

طبعاً هذا الأمر لا يجوز، وحتى المملكة العربية السعودية أدركت ذلك وحجمت سلطة جماعة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وهذه الجماعات عموماً لا ينبغي لها بأي حال أن تستخدم اليد لتغيير المنكر، إنما لها الحق أن تستخدم اللفظ وأن تكون هذه الألفاظ والعبارات فيها جانب أخلاقي، فلا يجوز استخدام ألفاظ خارجة عن مبادئ وقيم الدين الإسلامي.

هل هذه الجماعات تشوه صورة الإسلام في الغرب؟

يقيناً، إذا كانت الجماعات لا تلتزم بمبادئ الدين الإسلامي في التعامل مع الآخرين في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا فيه إساءة. للأسف الشديد، الإساءة وقعت من كثير من الجماعات مثل جماعة الأمر بالمعروف في السعودية مثلاً، وبالتالي أساءت إلى أفرادها ومجتمعاتها وإلى الدين الإسلامي نفسه، بمعنى أنها مُنحت سلطة ولم تستخدمها بشكل صحيح، إذ حدثت تجاوزات. بالتالي، الإساءة ترجع إلى هذه الجماعة لا الإسلام. ولكن للأسف الشديد، يفهم الغرب ذلك من منطلق أن هذا هو الإسلام وتلك هي سلوكياته. عموماً، ينبغي أن نميز بين مبادئ وقيم الدين الإسلامي وبين سلوكيات المسلمين وتصرفاتهم.

صعود الأصوليين

إلى أي مدى ساهم صعود التيارات الإسلامية الأصولية إلى السلطة في بعض الدول العربية في تزايد انتشار أفكار هذه الجماعات؟

لا أستطيع أن أتهم الفكر الأصولي الإسلامي، لكن يمكن القول إن ثمة تجاوزات في المجتمعات الإسلامية، من خلال هؤلاء الأفراد. لا يحق لأي جماعة في ظل أي دولة أن تتصدى لتنفيذ الأحكام بنفسها، وتعمل على تغيير المنكر باليد أو تدعي أن هذا حقها، فهو حق الدولة المنوط بها تغيير المنكر وتنفيذ الأحكام. أما في ما يتعلق بانتشار هذه الاتجاهات والجماعات في المجتمعات الإسلامية فإننا ننظر إليها على أنها آفة، لأن مسألة الحزبية تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي وقيمه، وذلك أن هذا الدين ينادي بضرورة الالتفاف حول الأمة لا الأحزاب. بالتالي، عندما ذكر لفظ الحزب والفرقة في الدين الإسلامي ذكر في باب الذم لا المدح، لأن الدين الإسلامي ضد الفرقة والشتات، وهذه الأحزاب والاتجاهات هي في حقيقة أمرها تعمل على الفرقة بين الأمة الإسلامية، وتزيد العنف والاختلاف وضياع الأمة والمجتمع الواحد أو الدولة الواحدة لكثرة آرائها واتجاهاتها وأحزابها.

لماذا يتهم الغرب الإسلام والمسلمين بالتطرف دائماً؟

إنها قضية شائكة، لأن الغرب غرب والشرق شرق، وأنا بصراحة مع هذه المقولة لأن الغرب والشرق لا يلتقيان في ما يتعلق بالجوانب الفكرية والعقدية، فإن كان الخلاف موجوداً بين الغرب والشرق فهو خلاف عقدي. ونجد أنه بعد تلاشي مصطلح الخطر الأحمر (الاتجاه الشيوعي)، بدأ انتشار مصطلح الخطر الأخضر ويقصد به الإسلام والهلال في صورته وعلمه على الساحة الغربية. للأسف الشديد، في الغرب يتصيدون الأخطاء من بعض المسلمين في سلوكياتهم وتصرفاتهم ويلصقونها بالدين الإسلامي، وهذا شأنهم دائماً، فيأخذون ما على السطح ويتركون الجوهر لزيادة الفرقة بين الإسلام والمسلمين وبين الغربيين، حتى يظهر الإسلام في صورة سيئة لتنفير الشعوب الغربية منه.

الاستشراق والتطرف

يسعى الخطاب الاستشراقي أحياناً إلى تنميط صورة الإسلام في الغرب كدين مبني على التطرف؟ كيف يمكن الرد على هذه الادعاءات؟

بدأت مسألة الاستشراق تأخذ طابعاً آخر غير طابع المستشرقين الذين يتحدثون عن الإسلام وما يتعلق به، بمعنى أن المراكز البحثية في المجتمعات العربية تقوم اليوم بدور المستشرقين. نلاحظ من جانب آخر أن الدراسات حول الفكر الإسلامي سواء المتعلقة بقراءة القرآن الكريم أو السُنة النبوية، خصوصاً قراءة الحداثيين، هي في حقيقة الأمر قراءة المسلمين. بالتالي، ثمة مفكرون إسلاميون وعرب يقومون بدور الاستشراق في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهذا أخطر ما في الأمر. حينما نقرأ كتابات محمد أركون أو محمد عابد الجابري أو نصر حامد أبوزيد، نجد فيها أموراً تخدم الاستشراق. وللأسف الشديد، الخبراء في علم التفسير غافلون وبعيدون كل البعد عن هذه الدراسات التي تمس القرآن الكريم والسُنة والمجتمعات الإسلامية. نعم، لدينا ضعف في جانب التصدي لما يطرح في المجتمعات الغربية تجاه الإسلام أو المسلمين.

هل نحن مقصرون في الرد على هذه الادعاءات؟

فعلاً، الدول الإسلامية كلها مقصرة، لأنها لم تؤسس مراكز إسلامية وبحثية متخصصة في تناول أحوال المجتمعات من الداخل وما يطرح ضد الإسلام خارجياً. في المقابل، نجد انتشار المؤسسات البحثية في الدول الغربية ونجد في الولايات المتحدة الأميركية وحدها ما يقارب ثلاثة آلاف مركز بحثي لدراسة الشرق ودراسة الإسلام.

مع انتشار وسائل الاتصال الحديثة مثل الإنترنت والفضائيات، كيف لا يستغل ذلك في تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام؟

لأن القائمين على الفكر وفهم واستيعاب ما يطرح هم قلة وغير مستوعبين لمناهج هؤلاء الغربيين وغير فاهمين لأطروحاتهم الفكرية والفلسفية والاصطلاحية. بالتالي، علماء المسلمين لم يستطيعوا أن يقرأوا أو يفهموا بشكل صحيح ما يكتبه الغرب تجاه الإسلام والمسلمين، ولم أجد حسب قراءاتي من المفسرين ومن علماء الحديث من استطاع أن يرد على هذه الاتجاهات التي تسيء إلى ديننا.

الإعلام الديني

ما رأيك في انتشار الصحف والقنوات الفضائية الدينية وتعددها؟

هذه القنوات طامة كبرى تمر بها المجتمعات الإسلامية، حيث تؤدي إلى الفرقة والخلاف. نجد خطاب بعض القنوات الدينية في مصر مثلاً يعزز انتشار العنف والفكر المتطرف والفتنة الطائفية والمواجهة بين أفراد المجتمع الواحد نتيجة الإساءة إلى الأديان الأخرى، وترديد ألفاظ وعبارات لا ينبغي للمسلم أن يتلفظ بها وهي من باب العنف اللفظي الذي يؤدي إلى حرب طائفية. على الدولة أن تتصدى لهذه القنوات أو على الأقل أن تبين أخلاقيات الإعلام حتى تستطيع هذه القنوات أن تتعامل بروح الدين الإسلامي بشكل صحيح.

هل الخطاب الديني في حاجة إلى تجديد؟

فعلاً الخطاب الديني في حاجة إلى تجديد وترسيخ قواعده وبيان قيمته والغاية منه، خصوصاً مع تداخل دول العالم مع بعضها البعض في الجوانب الثقافي والفكري والسياسي والاقتصادي. فنحن في حاجة بصراحة إلى أن يأخذ هذا الخطاب الديني شكله الصحيح. لكن للأسف، المجتمعات الإسلامية والعربية تمر بفترة غير مستقرة.

في المقابل، كيف يمكن تعزيز مبدأ التسامح في الإسلام وترويجه؟

التسامح في الدين الإسلامي قاعدة يقصد بها التعايش مع الآخر أياً كان دينه أو اتجاهه الفكري، على قاعدة الأخلاق والمعاملة الحسنة وما أمرنا به الدين الإسلامي تجاه الآخرين.

علاج الظاهرة

كيف عالج الإسلام ظاهرة التطرف في المجتمع؟

وضع الدين الإسلامي قواعد في ما يتعلق بالحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية وما شابه ذلك. بالتالي، التطرف وما ينتج منه من عنف لا يجوز بأي شكل من الأشكال في المجتمع الإسلامي أو أي مجتمع آخر، ويجب أن تتصدى الدولة لمظاهر التطرف بكل صرامة وحزم حفاظاً على استقرار المجتمع.

 

ولماذا برأيك يربط الغرب بين الإسلام والإرهاب؟

أي عمل يقوم به المسلمون يقول الغرب إنه إرهاب، علماً أن معظم الأعمال العنيفة الموجهة إلى المجتمعات الغربية هي رد فعل على ما تقوم به الأنظمة السياسية الغربية تجاه المجتمعات الإسلامية والعربية.

ما الفرق بين الجهاد والإرهاب؟

الجهاد في الدين الإسلامي مرتبط بقاعدة ذهبية هي رد العدوان، أما الإرهاب فهو القيام بعمل عنيف أو فيه مواجهة لطائفة ما أو اتجاه ما معاد. الإرهاب هو إثارة البلبلة والسعي إلى اغتصاب حق الآخرين، فيما يشترط الجهاد إبلاغ المقابل بمقاومته والتصدي له، بعيداً عن الغدر، على عكس الإرهاب الذي يمارس في الظلام والخفاء.  

هل ثمة علاقة بين التطرف وإدارة الصراع السياسي في الفكر الإسلامي؟

لا علاقة بين الفكر السياسي الإسلامي وبين التطرف أو العنف أو إدارة الصراع، فالفكر السياسي الإسلامي يتعلق بما أنتجه المسلمون من الناحية السياسية فقط ولا علاقة له بالتطرف على الإطلاق.

بعد ثورات الربيع العربي زاد العنف والتطرف في بعض الدول التي نجحت في تغيير أنظمتها الاستبدادية، ما تفسيرك لذلك؟

تتعلق زيادة العنف بخروج أفراد المجتمع من حالة إلى حالة أخرى. فالعنف والتعدي على الآخرين والسرقات والأمور اللاخلاقية متوقعة في ظل هذه الثورات، وهي مرحلة انتقالية بين عصرين: عصر قام على الاستبداد وعصر آخر ينطلق نحو الديمقراطية. ولكن ينبغي على المصلحين المفكرين أن يصححوا خط سير الأحزاب والاتجاهات والفئات إذا اتخذت طريق العنف، لأن الحس الجمعي تجاه قضايا الأمة والمجتمع بإمكانه التغلب على هذه التجاوزات، وأقصد بالحس الجمعي الالتفاف حول الأمة ومصالح الأمة والتمسك بمبادئ الدين الإسلامي.

التحول إلى العنف

إلى أي مدى يمكن أن يتحول التطرف الفكري والديني إلى عنف على مستوى الشارع؟

إذا انحرف الإنسان عن القيم الأخلاقية والإسلامية يصل إلى التطرف وممارسة العنف الميداني، كذلك إذا غلبته الغوغائية، أو إذا وجد نفسه داخل جماعة، فالأخيرة غالباً ما تنحرف نحو التطرف، والإنسان فيها يفقد شعوره ويذوب في شعور الآخرين، وهنا يحدث التطرف. لكن إذا كان الفرد وحده فمن الصعب بمكان أن يصل إلى التطرف لأن شعوره يتغلب عليه.

كيف تتكون الجماعات المتطرفة؟

ثمة أسباب متعددة وراء تكوين هذه الجماعات، ويجب أن ينتبه علماء الاجتماع إلى هذه القضية، من بين هذه الأسباب الوضع الاقتصادي وضياع الشباب والبطالة والاستبداد والمناهج الدراسية التي تضع الإنسان في قالب وإطار وفكر دون غيرها، فتتلقفه الأفكار والجماعات المتطرفة ويميل بالتالي إليها دون سواها. المناهج الدراسية مسؤولة عن هذا الأمر وأنظمة الحكم أيضاً والوضع الاقتصادي والتخطيط الاستراتيجي لتربية الأبناء والقوى الغربية تتسبب في وجود هذا التطرف لأنه رد فعل في حقيقة الأمر.

يهاجم بعض التيارات العلمانية الإسلام اليوم بوصفه يُقصي المرأة، فكيف نرد على هؤلاء؟

هذه القضية قديمة وحديثة في ما يتعلق بمسألة إقصاء المرأة أو العنف ضدها، وهي إشكالية تم الرد عليها. فالإسلام أعطى المرأة حريتها وحقوقها الكاملة، بل إنه ميزها وقدمها في أمور معينة. حتى إنها في بعض الحالات ترث أكثر من الرجل. عموماً، تعاليم الإسلام ونصوص القرآن والأحاديث النبوية التي تتحدث عن المرأة موجودة وواضحة، وعلى أصحاب هذه التيارات العودة إليها والمقارنة بينها وبين المرأة في الأديان والمذاهب الأخرى.

لماذا لم يظهر التطرف في الدولة الإسلامية الأولى التي أسس لها النبي محمد (ص)؟

آنذاك كان المسلمون ملتفين حول الدعوة لله سبحانه وتعالى، وكان الرسول (ص) بين ظهرانيهم فكانوا يلتزمون بتعليماته (ص).

الخروج على الحاكم، هل يعد أحد أوجه التطرف؟

لا يجوز الخروج على الحاكم إلا إذا وصل إلى حد الكفر البواح. لكن غير ذلك، فلا يجوز الخروج على الحاكم والخروج هنا تطرف.

مسؤولية التعليم

إلى أي مدى تكرس مناهج التعليم في عالمنا العربي فكرة التطرف؟

لا نستطيع القول بأن المناهج التعليمية تكرس لفكرة التطرف، لكن نحن بحاجة إلى تجديد مضامينها لتشمل حقوق الإنسان والحوار بين الأديان وتعميق المناقشة حتى نربي أبناءنا على عدم إقصاء المقابل وبيان الاتجاهات المتعددة كافة، كي يصل الطفل في نهاية الأمر إلى أن يتقبل الكل ويتعايش معهم من دون إقصاء للآخر.

كيف ترى الدور الذي يجب أن يقوم به الأزهر لنبذ التطرف في العالم الإسلامي؟

يستطيع الأزهر أن يضع مناهج للنشء فيحصن الإنسان ضد التطرف، ولكن يقتصر نشاطه على الدولة المصرية. من المفترض أن تراعي جميع الدول العربية والإسلامية ذلك في مناهجها التعليمية.

ماذا قدم العالم الإسلامي منذ أحداث 11 سبتمبر 2001 لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام واعتباره دين تطرف؟

للأسف الشديد، لم تقدم أي دولة إسلامية ما ينبغي أن تقدمه تجاه تصحيح مفاهيم الدين الإسلامي، اللهم إلا بعض الأبحاث والكتيبات التي طبعت في مصر، وغير ذلك لا نجد أي مجهود لبيان وجه الإسلام الصحيح.

ماذا تفعل الأمة الإسلامية لتصحيح صورتها؟

نحن بحاجة إلى مؤسسة دينية تشمل الأمة الإسلامية كلها تضع الاستراتيجيات وخططها لبيان وجه الإسلام الصحيح، وتبيان الأمور التي تتعلق بمسائل الدين الإسلامي. فتصحيح الصورة لا يكون من دون جهد وحوار وتوعية ونهضة كل مفكر مسلم للدفاع عن دينه.

في سطور:

- ولدالأستاذ الدكتور يوسف محمود محمد الصديقي في عام 1956.

- حاصل على: بكالوريوس في الفلسفة والعقيدة من جامعة الأزهر في عام 1981، ماجستير في الفلسفة الإسلامية دار العلوم من جامعة القاهرة في عام 1988، دكتوراه في الفلسفة الإسلامية من  دار العلوم في عام 1991.

- أستاذ مشارك سنة 2001 في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة قطر، ثم رئيس قسم أصول الدين، ثم رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية اعتبارا من فبراير2010، وحالياً عميد مساعد لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية.

- حصل على جائزة الدولة التشجيعية في العقيدة الإسلامية في عام 2008.

- له الكثير من الدراسات والكتب من بينها: {مناهج البحث عند مفكري الإسلام، إشكالية ثقافة المسلم، النفس والروح الإنسانية في الفكر الإنساني وموقف ابن القيم منه، أسس اليقين بين الفكر الديني والفلسفي، نظرية المعرفة عند القاضي عبد الجبار والإمام الجويني، ثقافة العنف بين المسيحية الصهيونية والحركة الإسلامية المتشددة، كتاب الرد على المنطقيين لابن تيمية تحقيق ودراسة، رد أراء المخالفين ومنطقهم لابن تيمية دراسة وتحقيق}. له تحت الطبع كتاب {الثورات العربية من منظور شرعي}.

back to top