وقعت اشتباكات واسعة في القاهرة والإسكندرية، بين أنصار الرئيس محمد مرسي ومعارضيه، في جمعة «تطهير القضاة»، التي كانت دعت لها جماعة «الإخوان المسلمين» ودفعت بآلاف من أنصارها إلى شوارع القاهرة في مسيرات حاشدة، في خطوة تمهيدية لسعي الجماعة إلى إحكام قبضتها على السلطة القضائية.

Ad

شهدت القاهرة والاسكندرية أمس، اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه، بعد أن احتشد الآلاف من أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" صباح أمس أمام دار القضاء العالي بوسط القاهرة، للمشاركة في جمعة "تطهير القضاة"، والتي دعت إليها قوى وأحزاب من التيار الإسلامي، للمطالبة بتعديل قانون السلطة القضائية، الذي يتيح الإطاحة بأكثر من 3000 قاض، في مسعى من جماعة "الإخوان"، المهيمنة على الرئاسة والبرلمان والحكومة، في إحكام قبضتها على السلطة القضائية.

 وبدأت الاشتباكات في القاهرة عقب إحراق عدد من المتظاهرين المعارضين لنظام الرئيس مرسي وجماعته، عدة أتوبيسات تابعة للجماعة خاصة بنقل المشاركين في تظاهرات "تطهير القضاة"، لتندلع المصادمات العنيفة بين الطرفين في محيط ميدان التحرير ومنطقة "وسط القاهرة"، التي تحولت إلى ساحة حرب مفتوحة، وردد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة ناشط في الاشتباكات، وهو ما لم يتسن لـ"الجريدة" التأكد منه.

وفي الإسكندرية، المدينة الساحلية، التي شهدت مظاهرات مؤيدة لمرسي وأخرى معارضة، منذ صباح أمس، وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين حول مقرات جماعة "الإخوان" بحي سيدي جابر، بعد التقاء مسيرة للجماعة وأخرى معارضة لها أمام المقر، وتبادل الطرفان إلقاء الحجارة وزجاجات المولوتوف الحارقة، وسمع تبادل لإطلاق النيران، بينما أكد مراسل "الجريدة" سقوط جرحى بإصابات "خرطوش" مجهولة المصدر، كان أحدهم الصحافي بوكالة أنباء الشرق الأوسط  الرسمية أحمد طارق، الذي أصيب بطلق خرطوش في قدمه.

واستبق الاشتباكات أمس احتشاد أنصار جماعة "الإخوان" أمام دار القضاء العالي، الذين رددوا هتافات مؤيدة للرئيس محمد مرسي، تطالبه بتطهير مؤسسة القضاء من بقايا النظام السابق، ومحاكمة رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند والنائب العام السابق المستشار عبدالمجيد محمود، بينما توافد المئات من المتظاهرين إلى ميدان التحرير، رافعين لافتات مناهضة لجماعة "الإخوان المسلمين" التي اتهموها بالعمل على السيطرة على المؤسسة القضائية في مصر معلنين دعمهم للقضاة، ورددوا هتافات "يا قضاة لا تخافوا إلا الله".

في السياق، قال رئيس نادي قضاة مصر المستشار أحمد الزند إن "من ينادي بتطهير القضاة الأولى أن يطهر نفسه"، مشيرا إلى أن كل الخيارات مطروحة أمام القضاة ردا على تلك التظاهرات ومشروع السلطة القضائية، موضحا أن نادي القضاة بدأ في الدعوة  لمؤتمر دولي لوقف الاعتداء على القضاة.

وقال وكيل أول نادي القضاة المستشار عبدالله فتحي لـ"الجريدة" إن أعضاء مجلس إدارة النادي سيعقدون اجتماعاً، و"الجريدة" ماثلة للطبع، لمناقشة الأحداث الجارية وتطورات الموقف، محملاً وزارة الداخلية المسؤولية عن وقوع أي أعمال تخريب بمنشآت نادي القضاة أو دار القضاء العالي.

ورفض القيادي بجبهة "الإنقاذ الوطني" ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي ادعاءات تطهير القضاء، قائلا عبر حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "أيّ ادعاء بالتطهير من السلطة أو الجماعة الحاكمة هو مذبحة جديدة للقضاء، سندعم استقلال القضاء المصري ضد أي سعي لتغول السلطة التنفيذية".

لا للفتنة

في سياق منفصل، نظم اتحاد شباب ماسبيرو، أكبر كيان سياسي قبطي، مسيرة سلمية أمس بمشاركة عدد من الحركات السياسية والحقوقية القبطية، انطلقت من حي شبرا الشعبي، المعروف بتواجد نسبة كبيرة من الأقباط به، للمطالبة بسرعة القبض على الجناة الحقيقيين في أحداث "الخصوص" والكاتدرائية، والتي راح ضحيتهما نحو 8 قتلى وعشرات المصابين، ودعوة جميع المصريين للوقوف في وجه دعاة الفتنة الطائفية.

إلى ذلك، بدأ الإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب زيارة إلى الرياض أمس على رأس وفد كبير، تستغرق عدة أيام هي الأولى منذ تولي منصبه في مارس 2010، بعد أن ألغى زيارة سابقة للرياض منذ نحو شهرين، ومن المتوقع أن يتوجه الطيب إلى مملكة "البحرين" في زيارة تأتي استجابة لدعوة سابقة لملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة.

وقال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور محمد عمارة إن زيارة الإمام الأكبر للسعودية والبحرين، تأتي في ظل لغط كثير حول العلاقة بين أهل السنة والشيعة، وأن الزيارة ستبدد كثيرا من الغيوم.