كثير من الذين يحبون يزعمون أن ما يختلج في قلوبهم من مشاعر حب، هي مشاعر لا تعتريها الشوائب،

Ad

كل من خفق قلبه ولهاً زَعَم أنه آخر المحبين،

وأن سلالة العشاق ستنتهي بعد زواله،

وأن شجرة الحب لن تطرح ثمرا من الكلمات إذا أصابه الخرس، وستبيع العنادل صوتها في سوق البضائع المستعملة بأرخص الأثمان،

والسماء ستطلي نجومها باللون الأسود حتى لا تعود قادرة على أن تهدي درب حبيب إلى موعده الغرامي،

كل منهم على يقين بأن قصائد الوجد ستجمع كل مفرداتها وتلقيها في النار ثم تجمع رمادها في زجاجة ستلقيها في قاع البحر!

شعور ينتابنا جميعا عندما نحب... يتمثل في أننا نظن أننا نسير على صراط الحب المستقيم، وأننا الوحيدون الذين يحبون بشكل صحيح، ولكن هل ما نظنه حقيقة؟!

أؤمن بحقيقة واحدة لم يستطع الشك على مرّ السنين إلا أن يزيدني بها يقيناً وهي أن الأهم من أن تُحب، أن تعرف كيف تحب.

إذا كنت لا تعرف كيف تحب فإن ما تعتقد أنه حب كامن في قلبك، ليس إلا جحيماً سيحرق قلبك وقلب من تحب في مسافة ما من عمر ذلك الحب.

ولكن كيف لنا أن نعرف ما إذا كنا نعرف أن نحب أم لا؟!

وكيف يتأتى لنا معرفة ما إذا كنا نحب بشكل صحيح؟!

أظن أن السبيل الوحيد لمعرفة ذلك هو الإيمان بأن "الحب السليم في القلب السليم"، فإذا كان القلب معاقاً بأي نوع من أنواع الإعاقة العاطفية فلن يتمكن من الوصول إلى طريق الهدى في الحب... وسيظل تائها متوهما أنه يسير في الدرب الصحيح.

وهناك دلائل ومؤشرات تنبئ عقولنا إذا ما كانت قلوبنا عليلة، غير معافاة وغير صالحة للحب:

إذا كنت لا تشعر بسمو السماح، وأنه لا يمنح روحك أجنحة بيضاء تستطيع التحليق بك عاليا... فلديك قلب عليل،

إذا كان الأطفال لا يحبونك... فلديك قلب عليل،

إذا كنت عاجزاً عن رؤية الجمال المستتر ناهيك عن الظاهر...

إذا كنت لا تحب الشعر... ولا يسحرك البيان...

إذا كنت لا تشعر بأن الموسيقى تغسل ذاتك بضوء لا تراه الأبصار...

إذا لم يدمع قلبك لدى رؤية قطة دُهست للتو أثناء عبورها الشارع...

إذا كنت لا تحب العطور بلا سبب صحيّ...

إذا كنت لا تحنو على قلب كسير...

إذا كنت ترفض أن تقتسم مع آخر رغيف الفرح...

إذا حسدت آخر على شعوره ببهجة ما...

إذا استكثرت كلمة طيبة على آخر يستحقها، وفضّلت بدلاً من ذلك أن تواريها ثرى صدرك على أن تُسمعها إياه...

إذا كنت عاجزاً عن تمنّي الخير لشخص لا يعنيه أمرك،

إذا كنت تفضل الموت على نطق كلمة: أحبك لشخص تعرف أنه ربما لن يكترث لسماعها،

إذا لم تكن غفوراً رحيماً،

إذا كانت لديك أحد تلك المؤشرات أو بعضها، فاعلم أن لديك قلباً لا يصلح للحب ولا يعرف كيف يحب!