من غير أن نقول كلمة، نحن مغضوب علينا، الآن وغداً وبعد غد وحتى تقوم الساعة، لأننا نطالب بتطبيق القانون على الجميع واعتبار "الشيوخ" مواطنين حالهم من حالنا، ونحن وهم أمام القانون متساوون، ونرفض أن نكون قطعة ديكور أو دمية تتراقص أمام أصحاب المعالي، ونأبى تنظيف الأحذية بلساننا وتقبيل أكتاف أناس خلقهم الله من طين.

Ad

نحن مغضوب علينا لأننا نتمسك بمواد الدستور سواء بسواء السادسة كالرابعة والرابعة مع السادسة لا ترتفع هذه على تلك ولا تلك على هذه، لأننا لا نرى غير توازن السلطات الثلاث سبيلاً نحو الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فلا الشعب يحكم منفرداً دون حكومة، ولا الحكومة تصادر كل السلطات بإرادة منفردة، ولا القضاء يسقط ميزان العدالة.

الكويت جميلة، نعم، عندما وضع الدستور وتحسنت معيشة الناس وشيدنا أول جامعة في منطقة الخليج، ومعاهد الفنون المسرحية والموسيقية، وأصدرنا مجلتي "العربي" و"عالم المعرفة"، واستضفنا فرقة البولشوي الروسية، وغنت لنا أم كلثوم "يا دارنا يا دار، يا منبت الأحرار"، وتأهلنا لكأس العالم وحققنا قفزات واسعة في المجالات المختلفة بما يتجاوز حجمنا الصغير.

نعم هي جميلة وستبقى جميلة، ولكنها ستكون أجمل بإطلاق المزيد من الحريات وكسر مقصات الرقيب، ستكون أجمل دون ملاحقات سياسية لأصحاب الرأي والرؤى والنوايا والأمنيات والآمال، ستكون أجمل بكسر قاعدة كل حرامي كبير لا يسجن وكل منافق مُقدر وكل حامل مبخر مقدر. الكويت ستكون أجمل بوضع الأكفأ مكان الأقرب، والأصلح مكان المتمصلح، حينها ستكون الكويت حقا "تسمع" وتفعل، الكويت ستكون أجمل بالتسليم بحقيقة أن العالم يسير للأمام وأن الشعوب تُحكم ما تراه أعينها لا ما ينسج في التلفزيون الرسمي. في الختام نحن مغضوب علينا في كل الأحوال سكتنا أم تكلمنا، حتى أم كلثوم مغضوب عليها لأنها قالت عن الكويت "يا منبت الأحرار" وليس "يا منبت السمع والطاعة"، وسيبقى الغضب مستمراً علينا مادام بقي من يعتقد أننا "غلطنا" ويجب أن نعتذر، وسيبقى مادمنا بقينا "نحن" نمارس حقنا الدستوري والإنساني في الرفض والاعتراض.