على وقع الصواريخ والقذائف التي ألهبت ميدان الأديرع العسكري أمس، حملت المناورة الختامية لتمرين قوات "درع الجزيرة 9" تطمينات لدول التعاون الخليجي عبّر عنها رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك بالقول إن "التنسيق بين قوات الدرع وصل إلى مراحل متقدمة تبعث في نفس المواطن الخليجي والقيادة السياسية الخليجية، الطمأنينة، وتشعرهما بالفخر والعزة".

Ad

وفي موازاة هذه التطمينات أطلق القادة العسكريون بمجلس "التعاون" مواقف أجمعت على أنه "لا تهاون حيال أي تهديد قد يمس دول المجلس".

وقال قائد قوات درع الجزيرة اللواء مطلق الأزيمع: "واهمٌ من يظن أن دول الخليج لقمة سائغة من السهل ابتلاعها"، مشيراً إلى قدرة هذا القوات "على ردع أي اعتداء، لاسيما بعدما أثبتت أنها من أقوى وأكثر جيوش العالم مهنية".

ووصف الأزيمع "حزب الله" العراقي بـ "النكرة"، وقال إن تصريحاته لا تستحق الرد عليها، إذ "إننا دعاة سلام ولا نستعرض القوة، كما أن تمارين درع الجزيرة لا تقام كرد فعل على أي حدث"، لافتاً إلى أن التمرين المقبل سيكون في السعودية، حيث إن تمارين الدرع مبرمجة حتى عام 2024.

وفي السياق نفسه، قال رئيس هيئة الأركان السعودي الفريق ركن أول حسين القبيل: "لن نلتفت إلى التهديدات الأخيرة التي أطلقها حزب الله العراقي، فهم يعلمون أن قوات دول التعاون قادرة على الرد على أي اعتداء".

واعتبر رئيس هيئة الأركان والقوات المسلحة البحرينية اللواء ركن الشيخ دعيج الخليفة أن تمرين درع الجزيرة التاسع هو "أبلغ رد على التهديدات التي تستهدف أمن دول الخليج"، مشدداً على أن تهديد أي بلد خليجي هو تهديد للدول الخليجية قاطبة، التي تمتلك قوة رادعة كفيلة بحماية أمن واستقرار دول المنطقة.

بدوره، قال نائب رئيس الأركان العامة والقوات المسلحة بالجيش الكويتي الفريق ركن عبدالرحمن العثمان إن تمارين درع الجزيرة مناسبة مهمة لتعزيز التعاون وتوحيد وتكامل قدرات القوات المسلحة الخليجية، كما أنها تعتبر رسالة واضحة بشأن عزم دول الخليج على الدفاع عن أمنها واستقرارها وسيادتها.

ولفت العثمان إلى أن التهديدات والتحديات أخذت أبعاداً وأشكالاً خطيرة على البيئة الأمنية في المنطقة، ما يتطلب الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها وتطوير القوات العسكرية للتصدي لها، فضلاً عن تكثيف الجهود والتدريب المشترك لتحقيق أفضل مستويات التنسيق تفعيلاً للاستراتيجية الدفاعية الخليجية، وتحقيق مفهوم الدفاع المشترك.