«الزواج المدني» يشعل الساحة اللبنانية
سجال بين سليمان وميقاتي... و«تكفير» المفتي لـ«المدنيين» يلقى ردوداً متباينة
أشعلت قضية «الزواج المدني» الساحة اللبنانية، خصوصا بعد فتوى مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني أمس الأول التي اعتبر فيها أن «كل من يوافق من المسؤولين المسلمين في السلطة التشريعية والتنفيذية على تشريع وتقنين الزواج المدني ولو اختيارياً هو مرتد وخارج عن دين الإسلام ولا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين».ودافع الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس عن رأيه المؤيد للزواج المدني والذي ظل يردده طوال الأيام الماضية، مما أشعل سجالا بينه وبين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وطرح الموضوع أمس على طاولة مجلس الوزراء، حيث أوضح سليمان أنه «في مطلع الخمسينيات طرح هذا الموضوع وأعيد طرحه في عهد الرئيس الراحل الياس الهراوي»، وتحدث عن الذين يعقدون زواجا مدنيا في الخارج ثم يسجلونه في لبنان، معتبرا انه «لا نستطيع أن نشيح بنظرنا عن التطور الحاصل خصوصا على مستوى الشباب، إذ يجب معالجة التطور بشكل مدروس بما لا يجرح أحدا».
وشدد على ان «الامتناع عن طرح أي مشروع على المؤسسات الدستورية أو عدم توقيع أي قرار متخذ هو ممارسة مخالفة لروح الطائف، وهذا يجعل البحث في موضوع الثغرات والإشكالات الدستورية أمرا ملحا». وأضاف: «شرط عقد الزواج هو حرية وتمام رضى طالبيه»، طالبا من «وزير الداخلية التأكد من قانونية عقد زواج نضال وخلود» وهما أول ثنائي لبناني يطلب تسجيل عقد زواج مدني لدى كاتب العدل. عندئذ، اعتبر الرئيس ميقاتي ان «الزواج المدني موضوع حساس، ولسنا بحاجة الى موضوع إشكالي في البلد».ولم يساهم الخلاف بين تيار «المستقبل» والمفتي قباني في تبني الأول لرأي مخالف له في موضوع الزواج المدني، اذ رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أنه «من مصلحة الشعب اللبناني أن لا يطرح موضوع الزواج المدني في الوقت الحاضر»، موضحا ان «كلام المفتي عن الزواج المدني يقصد فيه كل انسان ملتزم بدار الافتاء».في المقابل، اعتبر عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميّل أن تصريح المفتي «فيه تعدٍّ على الدولة المدنية وعلى حق كل انسان لبناني مكرس بالدستور بأن يمارس قناعاته ومعتقده». وقال: «من حق أي لبناني ان يؤمن أو ألا يؤمن». وتابع: «من حق كل نائب أن يمارس صلاحياته بحريّة، وما حصل انتهاك كبير للدولة المدنية وانتهاك لحرمة النائب الذي يمثل اللبنانيين»، وأضاف:» مصدر السلطات في لبنان هو الشعب اللبناني الممثل بالنواب». ولاقت تصريحات المفتي ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض خصوصا على وسائل الإعلام الاجتماعية.