● الأمم المتحدة: عدد القتلى تجاوز 100 ألف    ● خبراء الكيماوي يغادرون دمشق دون أي تحقيق

Ad

بينما أكدت الأمم المتحدة تجاوز ضحايا النزاع السوري، المستمر منذ أكثر من 28 شهراً، المئة ألف قتيل، أبلغت المعارضة السورية واشنطن أمس الأول بأن الوضع في سورية «يبعث على اليأس»، داعية الإدارة الأميركية إلى الإسراع بتسليح الجيش الحر والسعي جدياً من أجل تسوية سياسية.

قبل ساعات من مغادرة وفد خبراء الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية لدمشق خالي الوفاض، بعد زيارة استغرقت 30 ساعة فقط، طالب رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا، إثر اجتماعه في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس الأول مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، بأن تسلم الولايات المتحدة «سريعاً» مقاتلي المعارضة أسلحة تمكنها من مواجهة ترسانة الرئيس بشار الأسد.

وقال الجربا، الذي التقى أمس أعضاء مجلس الأمن أيضاً، إن الأسد «يسعى إلى الانتصار عسكرياً من خلال ترسانة تتراوح بين الأسلحة الكيماوية والقنابل الانشطارية»، مضيفا: «الوضع في سورية يبعث على اليأس، ونحن نحتاج بشدة إلى إجراءات أميركية لدفع المجتمع الدولي إلى المطالبة بانتقال سياسي، والقيادة الأميركية ضرورية لإنهاء هذه الحرب وجلب الديمقراطية التي يتوق إليها أغلبية الشعب السوري».

وأكد لكيري أن الائتلاف «يعي تماماً المخاوف الأميركية في ما يخص التطرف، وإمكانية الاستيلاء على المساعدة العسكرية»، مشددا على أن المعارضة «مصممة على إرساء نظام ديمقراطي منفتح على جميع السوريين بغض النظر عن انتمائهم الديني أو العرقي».

وفي يونيو، وعدت إدارة الرئيس باراك أوباما بزيادة مساعدتها العسكرية لمقاتلي المعارضة، بعدما اتهمت نظام الأسد باللجوء إلى السلاح الكيماوي ضد معارضيه.

من جهته، وصف كيري اللقاء مع الجربا بـ»الإيجابي»، لكن دون أن يتطرق إلى موضوع تسليح المعارضة، مضيفا ان «المعارضة السورية أكدت أن مؤتمر جنيف-2 مهم جدا، وقد وافقت على أن تعمل خلال الأسابيع المقبلة للتوصل إلى توافق في ما بينها على الشروط والبنود التي تعتبرها كفيلة بإنجاح المؤتمر».

قلق أممي

في هذه الأثناء، وفي وقت أوقع انفجار سيارة مفخخة قرب دمشق 17 قتيلا و30 جريحا، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن «أكثر من 100 ألف شخص قتلوا منذ بداية النزاع في سورية»، داعيا إلى بذل مزيد من الجهود لعقد مؤتمر للسلام.

وأضاف كي مون، الذي التقى مساء أمس الأول وزير الخارجية الأميركي، «ينبغي علينا وضع حد لهذا النزاع، يجب أن تتوقف أعمال العنف من الجانبين، من الضروري عقد مؤتمر سلام في جنيف في أسرع وقت»، مبدياً أمله في حصول ذلك في سبتمبر.

في غضون ذلك، غادر خبراء الأمم المتحدة حول الأسلحة الكيماوية دمشق أمس الأول، بعد محادثات أجروها مع المسؤولين السوريين حول التقارير عن استخدام مثل هذه الأسلحة في النزاع السوري، حسبما أفاد مصدر في بعثة الأمم المتحدة في دمشق.

وذكر مصدر سوري قريب من السلطات لوكالة فرانس برس أن المسؤولين السوريين جددوا تمسكهم بأن تركز الأمم المتحدة تحقيقها على حادث سقوط صاروخ يحمل ذخيرة كيماوية في بلدة خان العسل في ريف حلب في 19 مارس، وتبادلت المعارضة السورية والنظام الاتهامات بإطلاقه.

وأبلغ المسؤولون السوريون الوفد الأممي بأن «خان العسل سقطت أخيراً بين أيدي المسلحين، وان هناك اشتباكات في محيطها، وبالتالي لابد من الانتظار قبل القيام بالتحقيق.

وفي مدينة حمص وسط سورية، أفاد المرصد وناشطون عن استمرار القصف على أحياء حمص المحاصرة، لاسيما حيي جورة الشياح والخالدية.

وقال المرصد، في بريد الكتروني، إن «مباني إنهارت بشكل كامل نتيجة استهدافها بصاروخ أرض أرض» في جورة الشياح، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص على الاقل. كما أشار إلى اشتباكات عنيفة في المنطقة.

على الصعيد ذاته، كشف وزير الاستخبارات والشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز، لصحيفة «ديلي تليغراف» أمس، أن سياسة بلاده تقوم على عدم التدخل في سورية، لكنها ليست ضد تسليح معارضتها، مبدياً استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات إقليمية وصفها بالخطيرة لتأمين السلام في الشرق الأوسط.

(نيويورك، دمشق - أ ف ب، رويترز، يو بي آي)