كيف ترى تجربتك الأولى في الإخراج في فيلم {متعب وشادية}؟
بالتأكيد لا أحد يشعر بالرضا بنسبة 100% عن عمله بعد الانتهاء منه، لكني قمت بإجراء كثير من الملاحظات بعد الانتهاء من التصوير وأعتقد أنني نجحت في تقديم الفيلم بصورة مرضية تجمع بين الجانبين الفني والتجاري.لماذا اخترت «متعب وشادية»؟أشارك في إنتاج العمل من خلال شركتي وتحمست لتقديمه بسبب فكرته المختلفة، وإعجابي بالقصة ومضمون الفيلم ورسالته. من ثم، من الطبيعي أن أخرجه، خصوصاً أن الشركة لا تقدم كل يوم فيلماً، تضاف إلى ذلك الظروف الصعبة التي تمر بها الصناعة بسبب الأوضاع السياسية.هل ترى أن الفيلم تأثر بالاعتذارات المتكررة التي صاحبته؟أمر وارد وجود أكثر من ترشيح في بداية الفيلم والتنفيذ بأسماء مختلفة، لكن في النهاية كل المشاركين في العمل قدموا أدوارهم بشكل جيد للغاية وكانوا أنسب الشخصيات، خصوصاً بطلة الفيلم علياء كيبالي التي تطور أداؤها بشكل كبير في التمثيل، كذلك أشرف مصيلحي، فكل منهما كان مناسباً للدور الذي قدمه.لكن يرى البعض أن الفيلم تم تفصيله لبطلته؟هذا الكلام غير صحيح، فالتفصيل في الدراما يؤدي إلى كارثة فنية ولا أقبل أن أخرج فيلم تفصيل، لكن «متعب وشادية» تجربة مختلفة على رغم أن علياء هي صاحبة الفكرة وترشيحها للبطولة كان من خلالي.وجهت إلى الفيلم انتقادات بسبب الماكياج الذي اعتبره البعض مبالغاً فيه.لا أرى داعياً إلى هذه الانتقادات، فبطلة الفيلم شادية تنتمي إلى الطبقة الكادحة التي تعمل لأجل توفير لقمة العيش لها ولأسرتها وظهورها بماكياج بسيط حول عينها لم يكن مشكلة، خصوصاً أن الأدوات التي استخدمتها بسيطة للغاية وأسعارها زهيدة وأتحدى من يثبت عكس ذلك.والملابس والأكسسوارات المصاحبة لها.الملابس أيضاً التي ارتدتها لم تكن فيها أي مبالغة، فهذه التصميمات يمكن شراؤها من الأسواق الشعبية بأسعار قليلة، كذلك الأكسسوارات، وليس شرطاً أن تكون ملابس الفقير غير متناسقة أو أن يكون شكله غير مقبول، فثمة نماذج نقابلها في المجتمع وتعاني الفقر ولكن تجيد ارتداء الملابس.لا يجب أن نغفل قيام الفتيات في المناطق الشعبية بالاهتمام بمظهرهن بشكل كبير وهو أمر معروف ولا علاقة له بالحالة الاجتماعية، كذلك لم أغفل في الفيلم وجود شخصيات لا تهتم بنفسها مثل شقيقة البطلة التي كانت ترتدي ملابس متواضعة ولا تضع على وجهها أي مساحيق للتجميل لذا لم يلتفت إليها أحد وظلت بلا زواج حتى عندما تقدم أحد الشباب للارتباط بها كان مضطراً.هل يرجع ذلك إلى رغبتك في الابتعاد عن الواقع؟يختلف تفسير الواقعية من مخرج إلى آخر. بالنسبة إلي، كان همي ألا أزيد الجمهور اكتئاباً، خصوصاً أن الفيلم يتضمن مساحات فرح وحزن مختلفة، ومن ثم راعيت أن تكون الصورة جيدة ومناسبة للسياق العام.لماذا اعتمدت على التصوير في مدينة الإنتاج فحسب؟صوِّرت المشاهد الأولى من الفيلم الخاصة بالمطاردة البوليسية لأحد المجرمين والتي شارك فيها متعب في حارة شعبية فعلاً. أما بالنسبة إلى مشاهد الموقف والحارة الشعبية فتم بناء ديكورات خاصة بها تكلفت مبالغ مالية كبيرة كي تخرج بصورة جيدة، خصوصاً أن التصوير الخارجي كنت سأواجه صعوبة فيه بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة وحاولت أن تكون التفاصيل أقرب إلى الحقيقة بحيث لا يستطيع أحد التمييز بين ديكور التصوير وأي مكان في مدينة الإنتاج الإعلامي.لكن عادة ما يكون التصوير الداخلي أوفر بالنسبة إلى المنتج؟على العكس تماماً، فاستئجار السيارات التي تتواجد عادة في تلك الأماكن سيرفع من ميزانية الفيلم ويسهم في زيادة التكاليف فضلاً عن أن إيجارات التصوير في مدينة الإنتاج الإعلامي مرتفعة عن غيرها من الأماكن، الأمر الذي يؤكد أن اختيار أماكن التصوير لم يكن لأجل التوفير.هل اشترط الفنان أحمد بدير وضع اسمه في بداية شارة الفيلم قبل أسماء الأبطال؟أحمد بدير قامة فنية كبيرة ولم يكن مقبولاً أن يوضع اسمه لاحقاً لأسماء أبطال الفيلم، فدوره في الأحداث مؤثر ومهم، كذلك بقية ضيوف الشرف الذين يقدمون ظهوراً خاصاً لهم مثل سعيد صالح وزيزي البدراوي. إضافة إلى أنه لم يشترط ذلك عند تعاقده.لماذا طرحتم الفيلم بنسخ قليلة؟طبعنا من الفيلم 25 نسخة 36 مللي وخمس ديجيتال، علماً بأن التقليل في عدد النسخ يرجع إلى تكلفة الطباعة التي ارتفعت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة نتيجة التغير في سعر الدولار، فالفيلم كان من المفترض طرحه بداية العام ولكن عندما أجلنا طرحه لموسم الصيف واقترب موعد طرحه وقررنا الطباعة وجدنا ارتفاعاً كبيراً في السعر، فقررنا الاكتفاء بطرح هذا العدد مبدئياً وإذا احتجنا إلى طباعة نسخ أخرى سنقوم بذلك.جديدك؟أجهِّز لموضوعين في الشركة ولكن لم نستقر بعد على الفيلم الذي سنبدأ في تصويره أولاً.
توابل - سيما
المخرج أحمد شاهين: أرفض الأعمال «التفصيل» وراض عن تجربتي الأولى
24-06-2013