أردوغان ماضٍ في مشروع ساحة «تقسيم» والمتظاهرون يصعّدون لإسقاطه
دخلت الاحتجاجات العنيفة في تركيا أسبوعها الثاني مع مزيد من التوتر بعد تعهد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمس بالمضي قدماً في خطة التنمية المزمع تنفيذها في منتزه تقسيم وسط إسطنبول الذي يحتله المتظاهرون، الذين تصاعدت مطالبهم إلى حد المناداة برحيل الحكومة "المتسلطة".وقال أردوغان، قبيل عودته إلى البلاد بعد زيارة لشمال إفريقيا، إن "المشروع يحترم التاريخ والثقافة والبيئة وحماية حقوق الغالبية والمحافظة على جمال إسطنبول"، مضيفاً: "إن التنافس في هذه المسألة أو العمل بأسلوب الأخذ والعطاء ليس هو الأسلوب الصحيح لإدارة الدولة". وتابع: "نحن حكومة لدينا قرابة 330 نائباً في البرلمان، ولن نسمح بتسلط الأقلية على الأكثرية، لكن لا يمكن أن نقبل أيضاً تسلط الأكثرية على الأقلية".
وذكر رئيس الوزراء التركي أن "متطرفين وجهات مغالية بينهم متورطون في الإرهاب شاركوا في أعمال العنف التي هزت تركيا خلال الأيام الماضية بينهم مهاجمو السفارة الأميركية، وقد تم الكشف عنهم، وكل شيء معلوم لدى المخابرات التركية".وقال أردوغان إن أجهزة الأمن اعتقلت سبعة أجانب شاركوا في أعمال العنف، أحيل ستة منهم إلى النيابة العامة وواحد موقوف، وهناك بحث لمعرفة من هم ومن أين جاؤوا وماذا يريدون". في المقابل، صّعد المتظاهرون، الذين انضم إليهم ثاني أكبر اتحاد نقابي في البلاد، مطالبهم من إقالة مسؤولي الشرطة الذين هاجموا المحتجين السلميين وولاة المدن التي شهدت مواجهات دامية، إلى حد المطالبة بإسقاط حكومة حزب "العدالة والنتمية".وطالب عشرات آلاف المتظاهرين، الذين تجمعوا في شوارع المدن الكبرى بدعوة من أقوى اتحاد نقابي يساري لاسيما في إسطنبول وأنقرة، باستقالة أردوغان وحكومته، متهمين إياه "بالدكتاتورية والتسلط على الشعب".إلى ذلك، ذكرت قنوات تلفزيونية تركية أن شرطياً سقط من أعلى جسر في مدينة أضنة بجنوب البلاد أثناء مطاردته لمحتجين توفي متأثراً بجراحه، ليصبح ثالث قتيل في الاحتجاجات، التي سقط فيها حتى أمس ثلاثة قتلى وقرابة 4 آلاف جريح.(أنقرة، تونس- أ ف ب، يو بي آي)