لماذا اخترت أن يكون {متعب وشادية} أول بطولة مطلقة لك في السينما؟

Ad

كان الفيلم ضمن مجموعة أفلام عُرضت عليّ للمشاركة فيها كبطل، ولكن إعجابي بفكرة تقديم {ابن البلد} الذي لا يتغير ولا يتخلى عن القيم والأخلاق التي نشأ عليها مهما غلقت الأبواب في وجهه، جذبتني للفيلم ومن ثم وافقت على بطولته.

{متعب} واحد من الشباب المطحونين بفعل الظروف الصعبة، وقد واجه الكثير من التعنت من الحكومة التي منعته من تحقيق أحلامه، ويستخدمه أحد الضباط في تنفيذ المهام المكلف بها، وبالطبع لا يستطيع الرفض، ومع ذلك فهو لا يتحوَّل إلى بلطجي ولا إرهابي.

هل كان لك أي تعديل على السيناريو؟

لم تكن تعديلات بالمعنى المقصود، ولكنني طلبت من المخرج والمؤلف أن يبعدا شخصية {متعب} عن المثالية والملائكية؛ والبطل الذي لا يُهزم، وفي الوقت نفسه هو شخص من السهل تقويمه لأن في داخله إنساناً رائعاً ولكن الظروف تجبره أحياناً على أن يكون غير ذلك.

انتقد البعض كثرة مشاهد المعارك بينك وبين كثيرين داخل الفيلم.

جميعها مبرر وعلى حسب سبب نشوبها تطول مدتها أو تقصر. بتعبير أدق، لها ما يبرر وجودها وليست مقحمة على الأحداث.

وهل كانت لك إضافة على مظهر {متعب} الخارجي؟

بالطبع؛ فقد اقترحت على المخرج أحمد شاهين أن التزم بإطلالة معينة يتبعها معظم سائقي الميكروباصات؛ فهم يهتمون بشعرهم مستخدمين الـ}جيل}، ويرتدون ملابس معينة، وفي حوزتهم دائماً علبة سجائر، هكذا تخيلته وقدمته عن اقتناع تام.

ألا ترى أن الحوار بين الأبطال في الفيلم تكرر بالجمل نفسها أكثر من مرة؟

حدث هذا فعلاً، لكن من الفنانة زيزي البدراوي فحسب، ويرجع ذلك إلى كونها تعتبر في مكانة الأم لـ {متعب وشادية} فكثيراً ما كانت تدعو لهما بأن يرتبطا ببعض، وأن يبعد عنهما الشر وأصدقاء السوء.

كيف وجدت ردود الفعل حول العمل؟

انقسمت بين آراء مؤيدة وأخرى معارضة، ولكن الحمد لله غالبية الآراء، حتى المعارضة منها، أشادت بأدائي وقدرتي على تقديم شخصية {متعب} كما ينبغي، ولا أقول هذا مدحاً في ذاتي، ولكن هذا ما قاله لي كثيرون فعلاً.

ما رأيك في شعور بعض المشاهدين بأن ثمة وحدة ناقصة في الفيلم حيث غاب بعض التفاصيل المهمة؟

أعترف بوجود بعض الأخطاء في الفيلم، وهي بالتأكيد خارجة عن إرداة القيمين عليه، وكانت نيتنا تقديم عمل فني سينمائي بشكل أفضل مما خرج به. ولكن ما يعنيني وسط ذلك كله، هل استطعت تقديم شخصية {متعب} كما يجب أم فشلت؟ وأتمنى من كل مشاهدي الفيلم أن يحكموا على أدائي بشكل منفرد.

من المسؤول عن هذا الخلل الدرامي؟

معمل نقل النسخ، فقد أجري بعض عمليات المونتاج على الفيلم تسببت في فقدان بعض المشاهد المؤثرة في الأحداث، ما أضاع وقلل من الحبكة الدرامية.

وأين كان المخرج من هذه العمليات؟

لا أريد أن ألقي اللوم على شاهين وحده لأن هذه هي أولى تجاربه الإخراجية، فضلاً عن أنه حاول مرات كثيرة متابعة العمل، ولكن الظروف التي كنّا نعمل فيها كانت أقوى من تركيزنا ورغبتنا في تقديم عمل جيد.

ماذا تعلمت من تجربة {متعب وشادية}؟    

تعلمت أنه في أعمالي المقبلة إذا تعاونت مع مخرج، حتى لو كان جديداً، ولاحظت في بداية التصوير بعض الاضطرابات في العمل فأنسحب فوراً، وهذا لا يعني رفضي للعمل مع المخرجين الذين يقدمون أول أعمالهم، بل على العكس علينا مساعدتهم ليأخذوا فرصتهم كاملة، ولكن ليس على حساب عملي؛ فمن يعرفني عن قرب يعرف جيداً أنني أركز في عملي وأعطيه كل طاقتي وأهتم بأدق التفاصيل لأن الجمهور له الشكل النهائي الذي يخرج به الفيلم ولا تعنيه عمليات التحضير الطويلة ولا قدر المجهود المبذول فيه، وعزائي الوحيد هو مدح الكثيرين في أدائي.

كيف ترى المنافسة مع الأفلام المعروضة؟

كل فيلم يأخذ نصيبه وحظه من العرض والإيرادات، والجمهور يختار الفيلم الذي يلبي رغباته ويعبر عنه.

ماذا عن دورك في {31 – 12}؟

أجسد شخصية ضابط له علاقات نسائية متعددة، ويتعاطى المخدرات، ويستغل مهنته في تنفيذ مصالحه الشخصية إلى أن يُتهم في جريمة قتل شخصية ذائعة الصيت. والفيلم بطولة علا غانم ورامي وحيد، تأليف سامح أبو الغار، إنتاج هاني وليم، وإخراج محمد حمدي.

ما الجديد في هذا الدور، خصوصاً أنك سبق وقدمت شخصية الضابط أكثر من مرة؟

صحيح قدمتها ثلاث مرات، في أفلام: {تيتو}، {خالتي فرنسا}، وفي الدراما في مسلسل {الباطنية}. ولكن كل دور فيها يختلف عن الآخر من حيث ملابسات الشخصية، وهذه المرة هو ضابط فاسد ويقوم بأعمال مشينة لطبيعة عمله.

ألم تقلق من عرض فيلمين لك في نفس الموسم؟

على العكس فهي فرصة جيدة لي كي يشاهدني الجمهور في عملين سينمائيين في الوقت نفسه ويستطيع الحكم على أدائي، خصوصاً أن الشخصيتين مختلفتان تماماً عن بعضهما؛ فالأول سائق ميكروباص والثاني ضابط شرطة فاسد، فضلاً عن أنني لم أخطط لذلك فكان من المفروض عرض {متعب وشادية} في إجازة منتصف العام، {31 – 12} في يوم رأس السنة الميلادية، ولكن تغيرت المواعيد وربما ذلك خير لي.