بعد أقل من 24 ساعة على تهديد «الجيش السورى الحر» بـ»دك مواقع حزب الله إذا لم يوقف عملياته في سورية»، أعلنت هيئة أركان «الحر» قصف موقعين للحزب في سورية ولبنان. وتوجّه رئيس الأركان في «الحر» اللواء سليم إدريس بتهديدات مباشرة إلى الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله، واصفاً إياه بـ»سيد الشبيحة» و»المجرم»، كما ورد في بيان للقيادة المشتركة لـ»الجيش الحر».

Ad

ولفت اللواء إدريس إلى أنّ «القاتل لا دين ولا طائفة ولا مذهب ولا هوية له والقاتل يقتل ولو بعد حين»، وتوجه إلى نصرالله بالقول إنه ليس ببعيد عن ضربات «الجيش الحر».

وقال إدريس متوجّها إلى نصرالله: «إننا نعلم الطريق إليك وأن عمرك الافتراضي قد انتهى». وأضاف: «إن كل من تخول له نفسه الاعتداء على شعبنا وأرضنا سيدفع الثمن غالياً».

وختم قائلا: «نقول لأهلنا وإخوتنا الشعب اللبناني العظيم لقد دقت الساعة لتستعيدوا دولتكم التي تغتصبها عصابة حزب الله الإرهابية وآن لربيع لبنان أن ينطلق ويعود لبنان إلى مكانته الطبيعية ويستعيد لبنان سيادته وعافيته». وفي السياق، سأل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري «أين هي سياسة النأي بالنفس من استخدام الأراضي اللبنانية في الصراع الداخلي السوري أم ان هذه السياسة تعفي حزب الله من توريط لبنان في هذا الصراع، وتعطيه حقا حصريا في استخدام السلاح على الجبهة اللبنانية – السورية».

وقال في بيان أمس: «لم نكن نجافي الحقيقة عندما أعلنا أن المقاومة لم تعد الوظيفة الرئيسية لـ»حزب الله»، وان هناك وظائف أخرى لسلاح هذا الحزب، بدأت تتجلى بشكل مكشوف من خلال الأنباء المتواترة عن عمليات عسكرية تقوم بها مجموعات مسلحة تابعة للحزب لدعم نظام (الرئيس السوري) بشار الأسد».

وشدد الحريري على أن «ما يحصل على الحدود اللبنانية السورية أمر في منتهى الخطورة، وأخطر ما فيه أن الدولة اللبنانية تمارس من خلاله فعل الغياب عن الوعي وتسلم زمام التفريط بالأمن الوطني لحزب الله»، معتبرا أن «حزب الله يقدم دليلاً جديداً على مخاطر استخدام السلاح غير الشرعي واعتبار الدولة اللبنانية مجرد مشاع مباح يستخدمه الحزب ساعة يشاء ودائما لخدمة مصالح لا تمت إلى المصلحة الوطنية بأي صلة». وختم الحريري بالقول: «إذا كانت إيران تعمل ليل نهار لإنقاذ نظام بشار الأسد من السقوط، وهي تكلف حزب الله بتولي الجانب المتعلق بالجبهة مع محافظة حمص، فإن لبنان لن يقبل بأن يتحول الى ساحة لتحقيق هذه المهمة القذرة، والحكومة اللبنانية تتحمل مسؤولية الصمت عن هذا الاستهتار المريع بالاستقرار الوطني».

هيغ في لبنان

في سياق منفصل، استكمل وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ زيارته الرسمية إلى لبنان. والتقى هيغ رئيس الجمهورية ميشال سليمان في قصر بعبدا، وقال بعد اللقاء: «كان لدي مع الرئيس سليمان لقاء مثمر ناقشنا خلاله العلاقات الثنائية والوضع في المنطقة وسلمته رسالة من رئيس الحكومة البريطانية تتضمن دعم استقرار لبنان».

وأضاف: «بريطانيا تعترف بالدور الحساس للجيش اللبناني في الحفاظ على الاستقرار، لذا نحن نريد صراحة المساعدات ولهذا السبب نزيد حجم الدورات التدريبية. سوف ندرب 2000 جندي السنة المقبلة، بالاضافة الى النشاطات المشتركة».

وتابع: «لقد ناقشنا أيضا التطورات السياسية الداخلية وخصوصاً موضوع الانتخابات، وأدعو القوى السياسية في لبنان الى الحوار والاتفاق على قانون واحترام المواعيد الدستورية واجراء الانتخابات».

وأبدى هيغ قلقه حيال الوضع في سورية، داعياً الى وقف فوري للقتل من خلال عملية سياسية فعالة. وختم: «لقد استقبل لبنان النازحين من سورية ووفر لهم مأوى، وسوف تعلن بريطانيا عن مساعدة للنازحين السوريين فيه، وعلاقتنا مع هذا البلد، بالرغم من التحديات في المنطقة، تبقى قوية غير قابلة للشك».