توقع مراقبون أن تشهد العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين، الحاكمة في مصر، والتيار السلفي المتشدد، توتراً، على خلفية رغبة الجماعة في عودة العلاقات الدبلوماسية وفتح قنوات اتصال مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، قبل أسابيع من انطلاق انتخابات مجلس النواب، المتوقعة أبريل المقبل.

Ad

وأكد المتحدث الرسمي للجماعة محمود غزلان رغبة الجماعة في عودة العلاقات مع إيران، للاستفادة من خبراتهم في مجال التكنولوجيا النووية والاقتصادية والتجارية، مستنكرا في تصريحات لـ"الجريدة" موقف دول الخليج الرافض لعودة العلاقات مع إيران، رغم التعهد المصري بالحفاظ على أمن الخليج، مستبعدا توتر العلاقة بين الجماعة والتيار السلفي، على خلفية هذا الأمر.

ولفت مراقبون إلى أن لجنة الشؤون الخارجية والأمن القومي بمجلس الشعب (المنحل)، التي كانت تهيمن عليها جماعة الإخوان، ناقشت عودة العلاقات مع إيران، إلا أن حل المجلس قضائيا، منتصف يونيو الماضي، حال دون اتمامه.

ورفضت التيارات السلفية، التي تحالفت مع الجماعة في انتخابات سابقة، عودة العلاقات بين أكبر دولتين سنية وشيعية، وقال عضو المكتب التنفيذي لحزب الفضيلة السلفي هشام كمال لـ"الجريدة": "نرفض إقامة علاقات مع دولة إيران، التي تهدد أمن دول الخليج وتدعم النظام السوري، وتعمل على مد النظام الشيعي في جميع الدول الإسلامية".

واعتبر نائب رئيس حزب الوطن السلفي يسري حماد أن إيران تسعى إلى تشكيل ورقة ضغط جديدة في المنطقة، من خلال عودة علاقاتها بمصر، مضيفا: "طهران تعاني حاليا عزلة دولية شديدة، لذلك تحاول إعادة الإمبراطورية الفارسية، مجدداً، من خلال تصدير المد الشيعي، وعليها قبل أن تفكر في عودة العلاقات مع مصر أن تفتح مساجد أهل السنة، في منطقة الأحواز الإيرانية، وأن تتوقف عن إثارة القلاقل في المنطقة الشرقية في السعودية، وأن تتوقف عن لغة التهديد التي تمارسها على دول الخليج".

يذكر أن المحامي المصري سمير صبري تقدم ببلاغ للنائب العام المستشار طلعت إبراهيم، ضد رئيس الجمهورية، للتحقيق في ما أثير حول زيارة قائد كتيبة "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني لأعضاء من جماعة الإخوان.