الشناوي: علاقة وطيدة بين الأدب والسينما رغم اختلاف الأدوات الفنية
يشعر الأدباء في كثير من الأحيان بعدم الرضا إزاء ما يقدم من أعمال أدبية على الشاشة السينمائية، رغم العلاقة الوطيدة التي تجمع بين هذين الفنين.
أقامت رابطة الأدباء، بالتعاون مع نادي الكويت للسينما، محاضرة بعنوان «الأدب والسينما»، بمشاركة الناقد المصري طارق الشناوي، والكاتب الإماراتي صالح كرامة، وقدمت الندوة الإعلامية أمل عبدالله التي توجهت بالشكر إلى نادي الكويت للسينما لإتاحته الفرصة للالتقاء باثنين من أهم المنشغلين بالسينما العربية والخليجية والعالمية.بداية، عبر الشناوي عن سعادته الغامرة لوجوده في الكويت لأول مرة، وبالدعوة الكريمة من الإعلامية أمل عبدالله لحضور الندوة، وقال: «دائما ما نتساءل في مهرجانات السينما من يستحق الجائزة، ودائما ما يكون الأفضل هو الفائز دون أي تفضيلات لدولة على الأخرى، سواء كان الفيلم مصريا أو سعوديا أو حتى مغربيا، فلن أمنح الجائزة للفيلم المصري بحكم أني مصري بل على العكس دائما ما نبحث عن الأفضل».
وأضاف: «وهذا ما حدث في مهرجان القاهرة عندما كنت في لجنة التحكيم، وفي الفن لا يوجد شيء اسمه اعتراف بالجنسية، ولا يوجد تحيز إلا للأفضل، ويجب ألا نجرح الإبداع وأن نحافظ على هذه القيمة في الفن، وهناك مقولة للموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب: لا شيء يقف أمام الأجمل».الأدب في السينماوأكد الشناوي أن «العلاقة بين الأدب والسينما شائقة ووطيدة، ففي الأربعينيات كان هناك فيلم اسمه رصاصة بالقلب، عن رواية توفيق الحكيم، وبطولة محمد عبدالوهاب، وبعد عرض الفيلم كتب صحافي كبير أن هذا الفيلم هو رصاصة في قلب توفيق الحكيم، رغم أنه كان جميلا، إلا أن الحكيم اعتبر أن الفيلم اعتداء على الإبداع الأدبي، فالأديب دائما لا يرضى عادة بما هو على الشاشة، ومنذ ذاك الحين أصبحت هناك بعض المشاكل بين الأدب والسينما رغم العلاقة القوية بينهما». وشدد على أن «السينما ليست تجميعا للفنون السابقة، وإنما تفاعل، والسينما عندما بدأت تتفاعل مع الأدب أتى من ذلك حب السينما للرواية»، مضيفا ان «علاقة السينما بالأدب في البداية علاقة قوية، لكنها أيضا تبحث عن حريتها لأن في بعض الأحيان يقوم المخرج بافتراس النص لأن أدوات التعبير السينمائي تختلف عن أدوات الأدب والرواية».فن مختلفواعتبر الشناوي السينما فنا مختلفا، لذلك يبنغي أن تعبر عن نفسها، متابعا: «حدث العديد من الحوادث بين السينما والأدب، فالتزام المخرج بالنص الأدبي يكون خيانة سينمائية، فعلى السينمائي أن يخون الرواية ولا يخون المضمون.وزاد ان «السينما مع مرور الزمن ستتحرر من الأدب، لأنها فن حديث جداً، والمقياس الزمني للسينما يجبرها على هذا التحرر، وستظهر تقنيات حديثة في المستقبل».من جانبه، تحدث صالح كرامة العامري عن كيفية صناعة الرواية لفيلم سينمائي، حيث أكد أنه قام بصنع فيلم من خلال روايته الخاصة «أحلام حنة»، التي تتحدث عن فترة السبعينيات في إمارة أبوظبي المتحدثة، فقام بتسمية العمل «حنة»، وتدور تفاصيل الفيلم عن كيفية إقامة هذه المدن وطرد السكان الحقيقيين خارج نطاق المدينة، وأن السينما تصنع من الواقع ومن عجينة المجتمع.