بطولات تأبى النسيان

نشر في 07-10-2013 | 00:01
آخر تحديث 07-10-2013 | 00:01
المهندس «صانع السواتر» وعبدالعاطي «صائد الدبابات» وشجاعة «العريف»
تزخر سجلات حرب أكتوبر 1973، بالعديد من البطولات الفريدة التي صاغها أبطال استطاعوا أن يغيِّروا مفاهيم الاستراتيجية العسكرية في العالم، من دون أن يحصل أي منهم على منصب كبير أو تكريم ملائم.

من أهم أبطال حرب أكتوبر وأولهم، وفقاً للسجلات العسكرية، «الرقيب» محمد حسين محمود سعد، أول الشهداء، بحسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية للجيش، والذي كان ضمن قوات الجيش الثالث التي نزلت إلى سيناء واستُشهد يوم العبور 6 أكتوبر.

من أبرز هذه القصص أيضاً، حكاية الشهيد «العريف»، سيد زكريا خليل، الذي ظلت قصة بطولته طي الكتمان، طوال 23 عاماً، حتى نهاية 1996، حين اعترف سفير إسرائيل في برلين، الذي كان جنديا وقت الحرب، لنظيره المصري بأنه قتل الجندي سيد، مؤكداً أن الأخير كان مقاتلاً فذاً قاتل ببسالة حتى الموت، وتمكن من حصد أرواح 22 إسرائيلياً بمفرده، وسلمه متعلقات البطل المصري، وهي عبارة عن سلسلته العسكرية وخطاب كتبه إلى والده قبيل استشهاده.

أما الشهيد اللواء مهندس أحمد حمدي، فقد كان صاحب الفضل في تطوير الكباري «روسية الصنع» لتلائم ظروف الملاحة في مياه قناة السويس، وساهم بنصيب كبير في إيجاد حل للساتر الترابي الذي دشنته إسرائيل، حيث أشرف على تصنيع وحدات لواء الكباري واستكمال معدات العبور.

اللواء حمدي، استشهد في 14 أكتوبر 1973 وسط جنوده، أثناء إنشاء كوبري لعبور قوات لها أهمية خاصة، واختير يوم استشهاده ليكون يوم المهندس، وافتتح الرئيس الراحل أنور السادات نفقاً، أسفل قناة السويس يحمل اسمه «نفق الشهيد أحمد حمدي».

ويبقى لقب «صائد الدبابات» حليفاً لصاحبه البطل محمد عبدالعاطي، الذي أذهلت قصته العالم بأسره حين تمكن بمفرده من اصطياد 30 دبابة ومدرعة إسرائيلية خلال الحرب، وأضحى نموذجاً تفتخر به مصر، وظلت الصحافة العالمية تتناول قصته حتى عقب وفاته عام 2001، ولم تختلف قصة عبدالعاطي، عن بطل آخر يُدعى محمد المصري، تمكن من اصطياد 27 دبابة، باستخدام 30 صاروخاً فقط.

ولأن البطولات العسكرية لم تكن وليدة هذا اليوم، بل سبقتها بطولات شتى خلال حرب الاستنزاف، والتي لا يمكن حصرها إجمالاً، إلا أن «المجموعة 39»، كانت التشكيل العسكري المصري، صاحب الفضل في أسر الضابط داني شمعون، ليصبح أول إسرائيلي يقع في الأسر، عام 1968، أثناء حرب الاستنزاف، وفي 22 مارس 1969 استطاع المجند أحمد نوار، قنص القائد الإسرائيلي العام لسيناء، من مسافة تجاوزت الكيلومتر أثناء محاولة الأخير الهبوط بمروحية عسكرية قرب أحد المواقع.

back to top